Description
درس ماهر فرغلي -باحث مصري متخصص في الحركات الإسلاموية- المصادر المعرفية التراثية التي تأسست عليها أيديولوجية داعش، فرصد طبقات منظري داعش، ومرجعياتها، متناولاً القضايا الفكرية الرئيسة للتنظيم، والأيديولوجية التي استند إليها. فمرت المصادر المعرفية عند تنظيم داعش الإرهابي بطبقات من المنظرين، فبدأت بسلسلة من الكتب المؤسسة، مثل ابن تيمية في مجموع الفتاوى، ويليه دعوات السلفية التي أحيت ابن تيمية وقدمت شروحات لأفكاره، في كتب مثل التوحيد والدرر السنية ومفيد المستفيد، وتم إحياء تلك الكتابات في تأصيل وشروحات لدى المودودي في «الحكومة الإسلامية»، ومن بعده سيد قطب في «معالم في الطريق»، وتفصيلياً في «في ظلال القرآن».
يرى الباحث أن كل الكتابات الرئيسة تدور حول أن ما يسمى “الدولة الإسلامية” الداعشية تأسست ببيعة شرعية واختيارٍ ومشورة، وأنها لم تقم إلا بعد تمكين وشورى وبسطة سلطانٍ على أجزاء واسعة من أرض العراق وسوريا، وأن البيعة انعقدت لقائدها، وهي بيعة عامة، والشرعية والواقعية والسياسية تفند الكثير من الشبهات حولها.
بتحليل هذه المراجع، التي تعتبر بعضاً من مئات الكتب والرسائل الأخرى، يحدد الباحث أكثر المرجعيات تأثيرًا، وهما مجموعتان: القدماء، والمعاصرون، والأولى مؤلفون من علماء المسلمين المعتبرين لدى المسلمين المحافظين سواء كانوا سلفيين أم لا، وتفاسيرهم المحافظة والمتشددة والمؤصّلة للشريعة والتاريخ الإسلامي تم توظيفها للتوافق مع الطرح الداعشي، وابن تيمية مثالٌ جيد على هؤلاء، نظراً لأن نصوصهم على درجة من الأهمية لعدة أسباب: أنهم أكثر العلماء قبولاً بين صفوف السلفية، واعتبارهم أن التتار الذين اعتنقوا الإسلام لم يكونوا مسلمين حقيقيين، والنقطة الأخيرة تعتمد عليها الأجندة الإرهابية المعاصرة. أما المجموعة الثانية فهم المعاصرون وهم ثلاث فئات، كلهم يستمد فكره من الإرث نفسه ويقبع داخل الدائرة الدينية الأساسية نفسها: السلفيون ورجال الدعوى السلفية، حيث الاستشهاد بكلام هؤلاء العلماء وأقوالهم يضفي الشرعية على الطرح الإرهابي، كما يتوافق نتاجهم الفكري بصورة كبيرة مع الفكر الإرهابي العالمي. ومرجعيات إخوانية مثل سيد قطب. ومرجعيات الجهادية المعاصرة، كنجيب عبدالفتاح إسماعيل، يوسف العيري، وحارث النظاري، وأقوال أسامة بن لادن، وأبي مصعب السوري، وأبي أنس الشامي، وأبي عبدالله المهاجر.