مهنة الإمامة بين التأهيل والتطوع ودورها في المجال الأوروبي

45.00 د.إ

مصطفى دومان

Category: Tag:

Description

تناول مصطفى دومان -أكاديمي وباحث في فقه الأقليات المسلمة في الغرب- دور المسجد ومكانة الإمام في المجال الأوروبي، وبحث في مشكلات الأئمة الوافدين والمتطوعين، بالإضافة إلى مشكلة بروز سمات الغلو والفكر الصدامي في التاريخ المعاصر، ويمر على الأزمات التي يواجهها الأئمة في أوروبا: أزمة الإرهاب الفكري؛ التكفير؛ أزمة الغلو في الدين؛ أزمة بناء الهوية؛ وأزمة الفتوى. ويستعرض تجربة النمسا وألمانيا في توظيف الأئمة وتدريبهم، مشيرًا إلى أن أبرز المعوقات التي تواجه الإمامة هي: ضَعف التكوين الواقعي والمعرفي بالمجتمعات الأوروبية لغةً وتاريخاً وثقافةً، مع قِلّة الإلمام بالعلوم الإنسانية، كعلم النفس وعلم الاجتماع، وغياب الفقه العميق للواقع الأوروبي بفلسفته وجذورها التاريخية وأفكاره وقيمه.

يخلص الباحث إلى أنه لا تزال هناك كثير من الحواجز أمام تكوين وتدريب الأئمة في أوروبا، بعضها يعود إلى المسلمين أنفسهم، والبعض الآخر إلى المجتمعات الأوروبية.

يعد عدم الاعتراف الرسمي بوظيفة الإمامة، وعدم التقدير المعنوي ولا المادي لها في كثير من البلدان الأوروبية، من الاختلالات في واجب الحكومات الأوروبية تجاه المجتمعات ذات التعددية الثقافية والدينية، وكذلك فإن عدم وضوح نوع وكيفية التدريب وتكوين الأئمة والمقصد الأساسي منه يُعدُّ من الحواجز.

إن النظر إلى مسألة تكوين وتدريب الأئمة في أوروبا، من ناحية الأمن القومي أو الاندماج الاجتماعي فقط، لن يكون مجدياً في التوصل إلى الحلول الصحيحة، ولن يجدي التكوين نفعًا في الاقتصار على تناول هذا الموضوع على أنه فكري وديني فحسب، مع تغافل حقائق الحياة الواقعية والاجتماعية وسياقه الأوروبي. لن نستطيعَ البحث عن سُبلٍ لحلِّ مشكلاتنا المشتركة إلا إذا كانت الأطراف المعنية على استعدادٍ لأن تتخلَّى عن الأحكام المسبقة القديمة، وأن يحترم كلٌّ منا الآخر، ويحترم ثقافتَه وموروثاتِه الدينية مع عدم تغافل حقائق الحياة الواقعية والظروف المحيطة، لأن قضية تدريب الأئمة وإن كانت تعتبر قضية المسلمين الداخلية من جهة، لكنها قضية أصحاب القرار الأوروبي من جهة أخرى كذلك. فهي مسؤولية مشتركة ولا بد من إشراك ممثلي الجمعيات والمؤسسات الإسلامية الأوروبية والعلماء الأكاديميين. ينتظر من الأئمة أن يبذلوا جهوداً كبيرة في التحصيل والتكوين، وأن يسعوا إلى التجديد والتطوير على المستوى الخطابي والمنهجي، والاستعانة بالمتخصصين في المجالات المختلفة للتوصل إلى حلول عملية ونافعة.