المرأة السعودية في ظل الصحوة الشيعية

45.00 د.إ

سكينة المشيخص

Category: Tag:

Description

تناولت سكينة المشيخص -باحثة وإعلامية سعودية- في هذه الدراسة مواقف رموز الصحوة الشيعية في السعودية من المرأة وأدوارها في المجالين الخاص والعام، فتناقش أهم أفكارها وتبرز مدى تأثرها بالتيارين الخميني والشيرازي. قسّمت الدراسة إلى ثلاثة أقسام: أولاً: المرأة في التراث الشيعي. ثانيًا: المرأة في فكر وممارسة الصحوة الشيعية. ثالثًا: المرأة مع تحولات الصحوة الشيعية.

لفتت الباحثة في الدراسة إلى أن استخدام مصطلح «الصحوة الشيعية» في هذه الدراسة هو للدلالة على تخصيص الحديث حول حركات الإسلام السياسي الشيعية؛ وتياراتها الفاعلة في أوساط الشيعة الخليجيين، وتحديدًا في منطقة القطيف التي تعتبر المركز الرئيس لنشاط هذه التيارات، مع الأخذ بالاعتبار أن صعود الحالة الإسلاموية، ساعد في إعطاء عدد من الأصوات الدينية التقليدية مساحة أوسع للتأثير الاجتماعي، ويمكن اعتبارهم جزءًا من الصحوة الشيعية وإرهاصاتها على المستوى الاجتماعي.

وأوضحت أن وسائل الإعلام والاتصال الحديثة ساهمت بالثقافة التي جلبتها، وبرنامج الابتعاث الذي بدأ سنة 2005 وشمل عددًا كبيرًا من الشباب والشابات، في تآكل تدريجي لتأثير الصحوة الشيعية داخل مجتمع القطيف، وظهور أصوات عديدة تُسَائِل الخطاب الصحوي وتنقده.

ولفتت إلى أنه لم يختفِ الخطاب الديني الصحوي، لكن تحول عدد من رموز الصحوة الرئيسين، وتغير الظروف، ساهم في تراجع كبير في هيمنة هذا الخطاب على المجتمع، خصوصًا مع الأجيال الجديدة التي لم تعايش لحظة صعود هذا الخطاب، والحماسة المجتمعية للالتزام الديني وفق معاييره في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن العشرين.

وبيّنت أن العوامل التي ساهمت في تراجع هيمنة الصحوة الشيعية وتأثيرها كانت عواملَ عامة؛ تنطبق على الصحوة السنية، وقد كان لقرارات الحكومة السعودية بتوسيع مشاركة المرأة في سوق العمل، ثم إلغاء سلطة الضبط الخاصة بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتاليًا إنهاء مراقبة سلوك النساء ولباسهن، والسماح بقيادة المرأة للسيارة، وإلغاء وصاية الرجل على المرأة في أغلب الأمور، وسائر مظاهر الانفتاح في الفعاليات الترفيهية، أثر بالغ في حصول المرأة على مساحة للتعبير تتجاوز الخطاب الديني وقيوده، إذ لا تحتاج تبرير نفسها أمام أرباب هذا الخطاب، باستخدام أدواته ومفردات المنظومة الفكرية الدينية التي ينطلق منها، وهي قادرة على أن تمارس نوعًا من الاستقلال الاقتصادي، والاعتماد على الذات في ظل وجود حماية كافية لخياراتها.

وأشارت إلى أن الخطاب الديني الصحوي لم يتمكن من مواكبة المتغيرات، وبقي جامدًا، غير قادر على ابتداع لغة يمكن أن تفهمها الأجيال الجديدة، وجاءت التحولات الأخيرة لتسحب البساط من تحت أقدامه، وإذ يبقى له رصيد عند أنصار محافظين من الرجال والنساء، فإنه يخسر قدرته على الهيمنة الفكرية داخل المجتمع. بدا صوت المحافظين التقليديين خافتًا أمام التحولات الخاصة بالمرأة، وإن كان البعض يبدي امتعاضه من بعض أجواء الانفتاح، فيما واكب أصحاب الخطاب المنفتح هذه التحولات بترحيب، ووجدوا في دخول المرأة إلى مختلف المهن في سوق العمل معالجة مهمة لتهميش طويل طالها، مؤكدين عدم وجود مشكلة في الاختلاط بين الجنسين، ومكتفين بمطالبة الرجال والنساء على السواء بالالتزام بمعايير الحشمة والأدب.

وتوصلت إلى أنه يمكن أن تسهم التحولات الحاصلة في شؤون المرأة في إيجاد انقسام أكبر في الفكر والخطاب الديني الشيعي في المملكة؛ حيث يعمل البعض داخل المنظومة على التكيف مع الوقائع الجديدة، كما أن ممانعة هذه التحولات ستظل قائمة عند كثير من أبناء التيار الديني والمحافظين، لكن قراءة تاريخ التحولات الاجتماعية تقول: إن التكيّف في كثير من التغييرات كان سيد الموقف، وإن الآراء تتعدد داخل المجتمع، وتغير الظروف وهبوب رياح التغيير يغير من رأي الأغلبية المجتمعية واتجاهها وقناعاتها.