التّحديات الأمنيّة في دول أميركا اللاتينيّة والكاريبي: الإرهاب والجريمة

45.00 د.إ

آمنة مصطفى دلّة

Category: Tag:

Description

تقدم آمنة مصطفى دلّة -أستاذة مُحاضرة بقسم العلوم السياسيّة في جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف بالجزائر- قراءة نقديّة لأبرز التحديات الأمنيّة التي تواجّه دول أميركا اللاتينية والكاريبي، خصوصًا الحرب على التطرف والإرهاب ودورها في التأطير الأمني للمسلمين، بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001، وتتناول مكافحة الجريمة المنظمة والمخدرات، فتستعرضها في قسمين: أولاً: الحرب الأميركيّة على الإرهاب في أميركا اللاتينية والكاريبي، ثانيًا: الجماعات الإجراميّة والحرب العالميّة على المخدّرات.

خلصت الباحثة إلى أنه في الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2023، أصدرت (19) دولة من دول أميركا اللاتينية والكاريبي بيانًا مشتركًا، أقرت فيه بالحاجة إلى إعادة التفكير في الحرب العالمية على المخدرات، والتركيز بدلًا من ذلك على «الحياة والسلام والتنمية»، وأضافت أنّها وفي ظلّ المقاربة العِقابيّة التي تكرّسها هذه الحرب، لم تُحقّق النتائج المرجوة من مكافحة مشكل المخدرات العالمي، مما أدى وفي كثير من الأحيان إلى عدم تسوية المشاكل الكامنة، واستغلال واستفحال مكامن ضَعف مجتمعاتنا وأراضينا. لا تعبر هذه التصريحات عن خيبة أمل القادة اللاتينيين والكاريبيين من «المقاربة الأمنيّة التي كرّستها الحرب العالميّة على الإرهاب وفشلها في تحقيق الأمن والاستقرار في دولهم، بقدر ما تُؤكّد أهميّة الأخذ بعين الاعتبار الشواغل المحليّة كأساسٍ لأيّ هندسة محتملة للأمن في هذه الدول. ولعلّه الافتراض الذي حاولنا توضيحه على طول المحور.

لفتت الدراسة إلى أن الباحثين الأمنيين اللاتينيّين والكاريبيّين يتحدّثون حاليًا عن العَسكرة المُفرطة للفضاء العام، كنتيجة مباشرة للحروب التي شنّتها دول أميركا اللاتينيّة والكاريبي على الجريمة والإرهاب، وكيف أنّها ساهمت في تقويض مؤسّسات الدولّة من خلال استنفاد مواردها الماليّة والبشريّة، وفي تقويض دعائم أيّ حكمٍ ديمقراطيّ بسبب حالة الاستثناء الدائمة التي تفترضها، وكيف أنّها دمّرت التجانس المجتمعي للشعوب اللاتينيّة والكاريبيّة من خلال أمننتها المتكرّرة لمجموعات بعينها، أكانوا السود الأفارقة أو المسلِمين أو ساكِنة مناطق العمليّات الخاصة التي تستهدفها حروب هذه الدول. والأسوأ من ذلك أنّها تُكرّس وعلى نحوٍ عكسيّ دوامة من العنف لا يساهم في استفحالها عُنف الجماعات التي صنّفتها هذه الدول «إجراميّة»، ولكنّه عُنف الدولة الرسميّ المشروع بلغة الدولة الحديثة.