الكنائس الأرثوذكسية المستقلة ودور الكنيسة الكاثوليكية في أوكرانيا

45.00 د.إ

دينيس تارغونسكي

Category: Tag:

Description

سعت دراسة دينيس تارغونسكي (Денис Таргонский) (Denys Targonsky) -باحث أوكراني، متخصص في الشؤون الأرثوذكسية- إلى الإجابة عن إشكاليتين رئيستين: ما السمة المميزة لأوكرانيا كدولة حديثة وسط الشعوب الأوروبية الحديثة؟ وما دور الكنائس في تشكيل دولة أوكرانيا الحديثة؟

قسّمت الدراسة إلى ستة أقسام: أولاً: سياسة الروس الدينية . ثانيًا: أبرشية كييف وبطريركية موسكو. ثالثًا: كنيسة كييف والإصلاح الأوروبي. رابعًا: استحواذ موسكو على أبرشية كييف. خامسًا: الكنيسة الأوكرانية في القرن العشرين. سادسًا: الكنيسة الأوكرانية في السياق الأوروبي.

يرى الباحث أن توحيد الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية، التابعة لبطريركية موسكو وكنيسة أوكرانيا الأرثوذكسية في كنيسة أوكرانية واحدة، يعد أمرًا شبه مستحيل، كما أنه غير مرغوب فيه حتى الآن، سواء من قبل أغلبية الرعية أو رجال الدين، ومع ذلك بإمكان هاتين الطائفتين التعايش السلمي والقيام بوظائفهما الدينية، كما يحدث في جميع أنحاء أوروبا وأميركا. لا بد لمبادئ الاحترام المتبادل والتسامح أن تتغلب على التعصب الديني، ولتنظيم هذه العلاقات، يجب على الدولة إنشاء إطار قانوني، إلا أنه لا يوجد في أوكرانيا حتى الآن تشريع ينظم بدقة العلاقة بين الكنيسة والدولة، وهو ما تستغله الدعاية الروسية.

إن «عالم الأرثوذكسية» في الواقع أصغر بكثير مما قد يعتقده الأرثوذكس أنفسهم؛ حيث إن الجزء الأكبر منه في أوكرانيا منغلق على نفسه داخل صراعاته وانفعالاته الطائفية، والقاذورات الإعلامية، وقليلًا ما يحظى باهتمام المجتمع المعاصر. لم تضع الكنائس الأرثوذكسية استراتيجية خاصة بها للقرن الحادي والعشرين، كما فعلت الكنائس المسيحية الأخرى في أوكرانيا.

إن كلًا من الكنيسة الكاثوليكية اليونانية الأوكرانية، والكنيسة الكاثوليكية الرومانية، والكنيسة الإصلاحية الأوكرانية، والكنيسة المعمدانية، قد أنشؤوا مؤسسات تعليمية حديثة في أوكرانيا، ووفروا لشبابهم تعليمًا جيدًا. كما أنشأ مطران الكنيسة الكاثوليكية اليونانية الأوكرانية، جوزيف سليبوي، سجين معتقل سيبريا (الجولاج) سابقًا، جامعة القديس كليمنت الأوكرانية الكاثوليكية في الفاتيكان بمساعدة البابا، التي تم نقلها إلى لفيف سنة 1994، والتي تعد اليوم واحدة من أكبر مؤسسات التعليم العالي المرموقة في أوكرانيا، حيث تجمع أفضل المعلمين والأساتذة.

ركزت الطوائف الأرثوذكسية اهتمامها على مكانتها في الدولة وعلى العبادة؛ ولم تول سوى القليل من الاهتمام لجيل الشباب والعمل الفردي مع الناس، وهو ما يشكل في الواقع عودة إلى القرن التاسع عشر.

إن ظهور كنيسة أوكرانيا الأرثوذكسية في أوكرانيا، هو نوع من البديل لـ«الأرثوذكسية الإمبراطورية»، التي اختارتها اليوم الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، وهو خير دليل على أن حياة الطوائف الدينية تتغير بوتيرة متسارعة. ليس هدف معظم المعاصرين الذين يترددون على الكنائس الأرثوذكسية التابعة لأي من الطائفتين الأرثوذكسيتين الأوكرانيتين، من الذهاب إلى الكنيسة هو الشعور بأنهم مواطنون أوكران حقيقيون أو آلهة من روس المقدسة، بل هم يبحثون عن الدعم النفسي والروحي والمعنوي والتفاهم لمواجهة مشاكلهم اليومية.