حماس بين مفهومي التمكين الإخواني والوطنية الفلسطينية

45.00 د.إ

أنور رجب خليل

Category: Tag:

Description

تسعى دراسة أنور رجب خليل -باحث فلسطيني، مدير وحدة دراسات التطرف والأمن الفكري في معهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي- للإجابة عن تساؤلات حول مدى عمق هذه التغيرات، وانعكاسها، وهل فعلًا قادت حماس إلى فكّ ارتباطها مع جماعة الإخوان المسلمين؟ وبالتالي هل قادت الوثيقة حماس إلى التخلي عن مشروع الإمارة وفق مفهوم التمكين الإخواني، لصالح الاندماج ضمن المشروع الوطني الفلسطيني؛ وفق مفهوم «الوطنية الفلسطينية»؟ أم إن ما يجرى هو إعادة تموضع فرضتها الظروف الذاتية والموضوعية التي تمر بها الحركة استنادًا إلى «فقه الضرورة»؟ وعليه ما شكل النموذج الذي ستكون عليه حماس؟ وتهدف الدراسة إلى فهم مدى عُمق وجدية تلك التغيرات، ومستقبل حركة حماس في إطار المشروع الوطني الفلسطيني، والسيناريوهات المرتبطة بذلك.

تناول تلك التساؤلات في سبعة أقسام: أولاً: العلاقة مع جماعة الإخوان المسلمين؛ ثانيًا: في مفهوم التمكين؛ ثالثًا: المشروع الموازي واستراتيجية البديل؛ رابعًا: مرحلة تثبيت المشروع – شوكة النكاية (2000–2006)؛ خامسًا: حلم التمكين (2007–2014)؛ سادسًا: حماس في مشهد السياسة والحكم؛ سابعًا: حماس في ممر التحولات الإجباري؛ فيعرج على: العلاقة مع جماعة الإخوان المسلمين، والبرنامج السياسي؛ وتنقلات العنف وتأويلات شرعنته؛ والعلاقة مع منظمة التحرير.

ويخلص إلى أن مع التحولات والتغيرات التي حملتها وثيقة حماس الجديدة، والأخطاء التي أقر العديد من قيادات الحركة بارتكابها خلال مسيرة الحركة في مشهد السياسة والحكم، ظلت الحركة متمسكة بمشروع إقامة إمارة إسلامية، ولم تعمل على ردم الهوة بين برنامج الحركة وبرنامج منظمة التحرير، مما يقود إلى إنهاء انقلاب حماس وسيطرتها على قطاع غزة، ويؤسس لشراكة وطنية حقيقية تُنهي الانقسام وتداعياته، وفي مقدمة ذلك استعادة الوحدة السياسية والجغرافية بين قطاع غزة والضفة الغربية، وقطع الطريق على دولة الاحتلال لاستثمار هذا الانقسام للتهرب من استحقاقات استئناف العملية السياسية تحت ذريعة عدم وجود شريك فلسطيني، وغياب المرجعية الموحدة للفلسطينيين. لكن تمسك حماس بمشروع إقامة إمارة إسلامية على نهج ومنهاج جماعة الإخوان المسلمين في قطاع غزة، وتقاطعها في ذلك مع نظرية نتنياهو في إدامة الانقسام لمنع قيام دولة فلسطينية، جعل وكأن الأمر يبدو مستحيلًا.

قد يكون التحول الحقيقي، الذي جاءت به الوثيقة الجديدة، فيما يتعلق ببرنامج حماس السياسي، هو أنه أصبح أكثر ملاءمة مع برنامج منظمة التحرير، وهو ما يسمح لحركة حماس بالدخول تحت مظلة المنظمة، ولكن هذا لا يعني أن حماس تخلت عن مشروعها الموازي، ولكنها تخلت عن مفهوم «المغالبة» الذي بموجبه سيطرت على قطاع غزة بالقوة المسلحة، واستعاضت عنه بمفهوم «المشاركة» الذي بموجبه تسعي للسيطرة على منظمة التحرير من الداخل، وهو ما يقودها إلى الوصول إلى الحكم والتمكين.