Description
قرأت شهادة أحمد يوسف -باحث فلسطيني وقيادي سياسي في حركة حماس ومستشار رئاسي لها. وهو أستاذ زائر بالجامعة الإسلامية ، قسم العلوم السياسية- تداعيات الانتخابات التشريعية لسنة 2006 على مسيرة حركة حماس، وتحدد تداعياتها على قطاع غزة والضفة الغربية وعلاقتها بالسلطة الفلسطينية، وتأثير سيطرتها على القطاع واستبدادها بالحكم. قسمت عناوينها إلى أربعة أقسام: أولاً : حركة حماس وتداعيات انتخابات 2006 ، ثانيًا: القوة التنفيذية: الذراع العسكرية لحكومة حماس ، ثالثًا: حماس ومساعي الانفتاح على المجتمع الدولي، رابعًا: حماس.. خيارات الحرب والسلام.
وخلص فيها إلى أن في سياق فهم طبيعة العلاقة الصدامية بين حركتي فتح وحماس، وانعكاسات ذلك على السلطة الفلسطينية المكبلة باتفاقات أوسلو الأمنية واتفاق باريس الاقتصادي، يمكن تفهم حالة التعثر والتعذر التي حالت دون بناء كيان فلسطيني مستقل يمكنه الاعتماد على النفس، مع إسناد كافٍ لعمقه العربي والإسلامي، بعيدًا عن وضعية التبعية والارتهان لدولة الاحتلال أمنيًّا واقتصاديًّا، وبشكلٍ جرَّ على السلطة الكثير من الانتقادات من قِبل الكلِّ الفلسطيني، ووضعها في دائرة من الاتهام بالخضوع للمحتل أحيانًا.
ويرى أن تفكيك ألغاز وأسرار ومعادلات مشهد الحكم والسياسة خلال الستة عشر عامًا الماضية لا يُبرئ حركة حماس ولا السلطة الفلسطينية التي تقودها حركة فتح، فكلاهما ارتكبا أخطاءً قاسية وخطايا جارحة تضعهما معًا في قفص الاتهام عند القيام بمراجعات عادلة، وأنهما كانا وراء كلّ ما حلَّ بالشعب الفلسطيني من تهلكة وويلات، وأن الحسابات الوطنية كانت -معظم الوقت- غائبةً لصالح الأنا الحزبية والانتماءات التنظيمية.
لافتًا إلى أن مشهدية الحكم والسياسة تشي بأنَّ كُلًّا من فتح وحماس وقيادة السلطة الفلسطينية، ممثلة بالرئيس محمود عباس، كانت وراء الفشل الذريع لبناء منظومة حكم فلسطيني قائمة على الشراكة السياسية والتوافق الوطني، ومنع الوصول بالشعب الفلسطيني إلى مشهدية الكارثة، التي حطَّت برحالها وأعبائها وصور المشردين من النازحين في قطاع غزة على كاهل قضية شعبٍ انتظر (75) عامًا، آملًا أن تقرَّ عينه برؤية دولته، وليس الاستفاقة على كابوسٍ يقضُّ مضجعه؛ إذ وجد نفسه رهينةً لحالة من الوهم ومشهدٍ حزين من الخسارة وكومة متناثرة من حصاد غلب عليه الهشيم.