السلالة الجديدة للتنظيم الدولي للإخوان: التحوّرات، الصراعات، الإرهاب


يركز هذا الكتاب على التغيّرات التنظيمية للإخوان، بعد هروبهم من مصر عام 2013. يبدأ بشهادة مفصلّة لقيادي إخواني سابق، أثبتت وجود التنظيم الدولي، ودرست صناعة الانقسامات الوهمية. يشرح الكتاب الاستجابة للأزمات في السودان والأردن وتونس، وتطرق إلى فرضية الاختطاف التركي للتنظيم الدولي، والمحاولات المزعومة من تيارٍ إخواني مصري  لاستعادته من تركيا، بغرض لعب دورٍ سياسي في مصر يشبه دور الجماعة في زمان الرئيس حسني مبارك. تُقدّم الدراسات قراءة للشبكة الأيديولوجية الجديدة، التي يسوقها التنظيم عبر بعض الواجهات الثقافية، وتختبر متانة المصالح الاستراتيجية الغربية التي يراهن عليها التنظيم الدولي للبقاء في المشهد الأوروبي، ودفعه لإعادة تدوير الإسلاموية، ولم تغفل النظر عن موارده الاقتصادية وعلاقته مع إيران.


تم النشر في: February 2021


front170

قائمة الفصول


# اسم الكتاب سعر اشتري الآن
1 التنظيم الدولي للإخوان بعد فشل الربيع العربي[شهادة] 45 د.إ
2 استجابة الإخوان للأزمات تنظيمياً: تبدل الأسماء في السودان والأردن وتونس 45 د.إ
3 وثائق وخطط إخوان مصر: من الثورة إلى الملاذ التركي 45 د.إ
4 دور التيار الإسلامي في الحراك الجزائري: حركة رشاد أنموذجاً 45 د.إ
5 المغرب والجزائر: من تنظيم الإخوان إلى إخوان الإخوان 45 د.إ
6 الإخوان المسلمون في القرن الأفريقي 45 د.إ
7 الحركة الإخوانية القطرية الجديدة 45 د.إ
8 الإخوان المسلمون في أوروبا: التحولات الهيكلية والاجتماعية 45 د.إ
9 الإخوان والمصالح الجيواستراتيجية الغربية: الأدوار والمآلات 45 د.إ
10 العمل الخيري ودعم الإرهاب 45 د.إ
11 الإخوان والاستثمار السري.. شركات «أوف شور» أنموذجاً 45 د.إ
12 الإخوان المسلمون في أميركا اللاتينية 45 د.إ
13 الإخوان المسلمون في مصر والتحالف القطبي مع إيران 45 د.إ
14 الكتاب: النبي والجائحة: من الشرق الأوسط إلى «أجواء الجهادية» 45 د.إ
15 حول الإسلام السياسي والفلسفة المعاصرة 45 د.إ
ملاحظة: الدراسات متاحة فقط كملف تنزيل في إصدار PDF.

شرح الكتاب


ملخص بحوث العدد (170)

«السلالة الجديدة للتنظيم الدولي للإخوان: التحوّرات- الصراعات- الإرهاب»

فبراير (شباط) 2021

دبي

يقدم مركز المسبار للدراسات والبحوث في كتابه: «السلالة الجديدة للتنظيم الدولي للإخوان: التحوّرات- الصراعات- الإرهاب»، فبراير (شباط) 2021، قراءة تفصيلية لأبرز محاور التنويعات الجديدة للتنظيم الدولي للإخوان، والمحاولات الحثيثة التي تبذلها أذرع الجماعة ورؤوسها، للتأقلم مع الواقع الجديد، والاستثمار في مستقبلٍ بديل، ويلفت إلى التمويه الذي تقوم به عبر تنويع درجات الخطاب تبعًا للظروف المحيطة بها. ويركز على التغيرات التنظيمية بعد صدمة «ثورة 30 يونيو (حزيران)» عام 2013، وتأثيراتها في التنظيم الدولي والخاص، وأفرعه العربية والإقليمية والعالمية، وعلاقاته مع الدول الداعمة له.

التنظيم الدولي للإخوان بعد فشل الربيع العربي [شهادة]

تناولت شهادة أحد القيادات السابقين في الإخوان، وهو عبدالجليل الشرنوبي، الذي تولى الملف الإعلامي داخل الجماعة؛ التغييرات المتسارعة عقب فشل الربيع العربي، وما تلاه، والتي دفعت الإخوان للتحول الكبير وتغيير البوصلة. يبدأ الشرنوبي من عولمة التنظيم وتعقيداته الداخلية، وهيكلته، إلى التأصيل اللائحي وتغييراته، ثم يختم شهادته بالتطورات الأخيرة.

يقول الشرنوبي: إن خطورة تطور الأداءات التنظيمية تُصبح أكثر تناميًا؛ إذا قيست بقدرات أجهزة التنظيم على الوصول للمعلومات عبر قواعده في أقطار الحضور المختلفة من جهة، ومصادره من جهة ثانية، فضلًا عن دعم أجهزة (دولية) تستثمر في هذا التنظيم، وتضعه في موقع الشريك المُتحكم بالكتلة الإسلامية السنية المُنظمة عالميًا.

يخلص في خاتمة شهادته إلى أن الإسلام السياسي يسعى إلى تطوير أنموذج التمكين القديم من «غزة»، وتفعيل الأنموذج (الأردوغاني) في «تركيا» بما يدعم أحلام توسع الدولة التركية القديمة من جهة، كونها تسير في ركاب الهدف التنظيمي في كتب البنا للوصول عبر (الحكومة الإسلامية) عبر (خلافة راشدة) ثم (أستاذية العالم)، لكن السقوط المدوي للتمكين الأولي في دولة النشأة «مصر»، ثم تدفق موجات الفارين من مصر عقب ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013، وإلى جوارهم من فروا من أقطار السقوط (ليبيا – سوريا – اليمن)، ومن قبلهم من استوطنوا العالم الغربي بأقطار السيادة، أدخل التنظيم الدولي للإخوان في مرحلة جديدة من التطور على المستويات كافة (قيادة – خططًا – مؤسسات – تنسيقاً – اتصالاً – تسويقاً)، ما يعني أن المواجهة الشاملة قادمة لا محالة، بغض النظر عن كونها قادمة على سواعد القوة أو عبر الفعل المتكامل بداية من الحواضن الشعبية، وليس انتهاءً بالتأثير المستتر على وعي الجماهير واستخدام كل متاح لتحقيق ذلك.

استجابة الإخوان للأزمات تنظيمياً: تبدل الأسماء في السودان والأردن وتونس

درس عبدالجليل سليمان -باحث سياسي سوداني- حالة السودان، ووقف على انقسامات الإخوان المسلمين السودانية، وكيف عملت الحركة الإسلاميّة السودانيّة على توسيع هيكل الجماعة، وكيف استجابت كل من حركة النهضة التونسية، وإخوان الأردن للأزمات تنظيميًا.

يخلص الباحث إلى أنه على الرغم من تشابه البُنى التنظيمية للأحزاب السياسية -إلى حدٍ كبير- بدايةً من أصغر خليِّة أو وحدة؛ حتى قمة الهيكل، فإنّ ثمة اختلافات كثيرة في البناء التنظيمي تُميِّز الأحزاب الأيديولوجية والدينية عن غيرها ذات الطبيعة السياسية المحضة المُجردة عن البُعد الأيديولوجي والمحمول الديني.

وثائق وخطط إخوان مصر: من الثورة إلى الملاذ التركي

اعتمدت دراسة منير أديب -باحث مصري في شؤون الحركات الإسلاموية والإرهاب الدولي- على الوثائق والشهادات الشفهية؛ والكتابات التي تناولت التنظيم الدولي للأحداث، ولكن الباحث قام باختيار ما هو متاح من وثائق مزعومة، جامعاً روايات شفهية من أكثر من مصدر قريب من دوائر عمل التنظيم الدولي واجتماعاته، أغلبها مصدره تركيا ولندن. ركزت الدراسة بشكل أساسي على علاقة التنظيم الدولي بتركيا، التي تمثل حلقة الوصل بين مكتب الإرشاد، باعتباره أعلى سلطة تنفيذية في الجماعة، وبين فروع التنظيم في الدول الأخرى، فالجماعة تنظر إلى إسطنبول باعتبارها جسر التواصل في الماضي والحاضر.

بحثت الدراسة في الوثائق -على الرغم من قلتها- عن نشاط التنظيم في تركيا، وحاولت الإجابة عن السؤال المحوري: كيف تحولت تركيا إلى مركز للتنظيم الدولي؟ وبحثت في خلفية هذه العلاقة قديمًا وحديثًا مع محاولة تقديم رؤية استشرافية. تهدف الدراسة إلى تسليط الضوء على تحركات الإخوان المسلمين في مصر، بعد تفكك مكتب الإرشاد، وبداية التحرك عبر التنظيم الدولي منذ قيام ثورة الثلاثين من يونيو (حزيران) 2013، حتى أصبحت تركيا ملاذًا آمنًا لهم ولاجتماعاتهم، كبديل واضح للقاهرة التي احتضنت التنظيم منذ النشأة وحتى قيام الثورة.

يخلص الباحث إلى أن ثمة تشابهاً بين جماعة الإخوان المسلمين وتركيا العثمانية أو الأردوغانية، فالأولى ترى ضرورة عودة الخلافة الإسلامية، تلك التي نادى بها المؤسس الأول كهدف استراتيجي عام 1928 وهو تاريخ نشأة الجماعة، أي بعد أربع سنوات فقط من سقوطها، وهو مطلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفسه، الذي يرى ضرورة عودة الخلافة العثمانية من جديد، بسيطرتها ونفوذها. ويرى الباحث أن تركيا خطفت التنظيم وقادته وقراراته، منذ أن قررت أن توفر لهم ملاذًا آمنًا على أراضيها.

دور التيار الإسلامي في الحراك الجزائري: حركة رشاد أنموذجاً

سلطت عبير شليغم -باحثة جزائرية وأستاذة في كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة الجزائر- الضوء في هذه الدراسة على دور التيار الإسلامي في الحراك الجزائري خصوصاً حركة رشاد، من خلال التطرق للحراك الشعبي في الجزائر عبر إبراز نشأته وتطوره، ومن ثم توضيح العديد من الأسباب التي أشعلت نار الحراك، وكذلك تبيان مطالب الشعب في الحراك مع إبراز خصائصه. هذا فيما يخص القسم الأول من الدراسة. أما القسم الثاني فتستعرض دور حركة رشاد في الحراك الشعبي عبر التطرق لنشأة الحركة، مروراً بدورها في الحراك، وصولاً لموقف الحكومة الجزائرية منها. وفي الختام؛ تقدم عدداً من الاستنتاجات الرئيسة التي خلصت لها الدراسة في ثلاث نقاط رئيسة: أولاً: يعتبر الحراك الشعبي في الجزائر حصيلة لمجموعة من العوامل الداخلية السياسية والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، بجانب العوامل الخارجية التي كان لها دور محدود، بينما إعلان الرئيس بوتفليقة ترشحه للعهدة الخامسة يُعد الشرارة التي فجّرت وأخرجت الشعب بالملايين إلى الشوارع في مسيرات سلمية. ثانياً: استغل التيار الإسلامي -وعلى رأسه حركة رشاد- المنابر الإعلامية الجديدة وشبكات التواصل الاجتماعي من فيسبوك ويوتيوب، لنشر الشائعات والأخبار الكاذبة والمفتعلة، وكذلك التواصل مع إرهابيين داخل البلاد، والعمل على تحريض المواطنين لزعزعة الأمن والاستقرار بهدف نشر العنف والفوضى في البلاد. وبالرغم من ذلك، كان الشعب أكثر وعيا ولم ينقد لمطالبها العنيفة، بل التزم بالمسيرات السلمية للضغط على النظام وتحقيق مطالبه سلميا. ثالثاً: النجاح الذي حقّقه حراك 22 فبراير (شباط) غير المسبوق نابع من الشعب، ولا يُمثّل أي تيار سياسي أو ديني أو حتى عسكري، بل كان مصدره الشعب وهذا سرّ قوته، كما أن مشروعية مطالبه تمنحه القوة. لذلك فإن استقالة بوتفليقة تعد الخطوة الأولى نحو الانتقال الديمقراطي الذي ينشده الجزائريون، وذلك لا يتحقق إلا بالاستمرار في الضغط الشعبي من خلال المسيرات السلمية. وبالمقابل، يجب على المتظاهرين تجنب رفع مطالب فئوية أو أيديولوجية، لأن تلك المطالب ستفتح الباب واسعاً لحدوث انقسام وتشرذم بين صفوف الحراك.

المغرب والجزائر: من تنظيم الإخوان إلى إخوان الإخوان

استعرض رشيد العزوزي -باحث دكتوراه في جامعة الحسن الثاني، كلية الآداب والعلوم الإنسانية المحمدية- في هذه الدراسة أهم التنظيمات الإخوانية الجزائرية والمغربية المؤثرة، التي ظهرت على الساحة أخيراً في السياسة والمجتمع أو الدعوة والنقابة، بمنهجية تاريخية تتجاوز السرد التقليدي للأحداث والإعلام والمؤسسات، حاول الباحث من خلالها تفسير واستيعاب السر وراء الانتقال من الوحدة إلى التعدد. فيقف على دراسة إخوان "معارضة السيف" وإخوان "جهاد الكلمة"، متناولاً تحالفات إخوان الخطيب وانشقاقات إخوان نحناح، ويمر على إخوان «جاب الله»: مسار قريب من الجبهة. موضحاً خريطة التحالفات المشكلة من معارضة السلطة وسلطة المعارضة، ويسلط الضوء على تشظي التنظيمات، مبينا ما يقوم به المجتمع المدني الإخواني من أخويات ضيقة.

يرى الباحث أن التنظيمات السياسية الإخوانية منقسمة على ذاتها في الجزائر والمغرب، حاول حصرها من خلال عرض حاضرها في علاقة جدلية بتاريخها القريب، ووقف على أهم تشكيلات المجتمع المدني والهيئات الدعوية، راسماً خريطتها الوظيفية دون أن يدّعي بسطها جميعها، لأن ذلك كل لا يدرك، ما دامت منقسمة على ذاتها أو لكل هيئة/ جمعية/ نقابة/ فصيل ما، عشرات الفروع الخفية والمعلنة، على امتداد الولايات الجزائرية والأقاليم المغربية.

الإخوان المسلمون في القرن الأفريقي

درس محمود أبو بكر -باحث وصحافي ومحلل سياسي ومؤرخ من إريتريا- تاريخ التيار الإخواني في منطقة القرن الأفريقي، مشيراً إلى أهمية إرتيريا وموقعها الاستراتيجي وامتداداتها الجغرافية والثقافية والحضارية، ومركزية تأثيرها في العلاقات الدولية كأهم المعابر للملاحة العالمية. ليظهر أسباب أهمية منطقة القرن الأفريقي للإخوان، متناولا إرهاصات الجماعات الإخوانية، وتغلغلها فكان من المفارقات العجيبة أن جيبوتي الدولة الصغيرة حجماً وسكاناً، والبعيدة جغرافياً عن مركز الثقل الإخواني (مصر)، والتي ترزح تحت الاحتلال الفرنسي حينها، كانت أول بلد ينشئ فرعاً للإخوان المسلمين خارج مصر. ثم ينتقل بذلك إلى الصومال، وإريتريا، متناولاً الحركات التي أنتجتها الجماعة. يرى الباحث أن تاريخ الحركات المتشكلة شهد تحولات كثيرة، وانشقاقات ومسميات عديدة، إلى أن وجد نفر منها ضرورة التخلي عن المسميات ذات الصبغة الإسلامية، والاستقرار على مسميات وطنية.

وينهي دراسته بأن فشل معظم الأنظمة السياسية الحاكمة بعد الاستقلال في تحقيق تطلعات شعوب القرن الأفريقي، للحرية والديمقراطية والتنمية المستدامة، أدى إلى انعدام الثقة والشرعية بين الشعوب والأنظمة، فاستغل الإسلام السياسي هذا الوضع في استقطاب أعدادٍ كبيرة من الشباب لصالح مشروعه، مستلهماً التجربة السودانية.

الحركة الإخوانية القطرية الجديدة

اعتمدت دراسة محمود الطباخ -باحث مصري متخصص في الإسلام السياسي- على كُتب وأبحاث، ومقالات، وحوارات، وقراءات متقاطعة، قامت بتحليل لغة جاسم سلطان وخطاباته وأفكاره ولقاءاته وكُتبه؛ بهدف الوصول إلى إجابات مُقنعة حول تلك الفروض المطروحة عن أسباب ودوافع «الحركية الجديدة عند إخوان قطر»، وإعادة إحياء فكر حسن البنا في طور جديد أكثر انتشارًا عبر تأسيس «مشروع النهضة» لجاسم سلطان.

يقف الباحث على كواليس حل جماعة الإخوان في قطر، ويعرض مفهوم الحزبية والتيار عند إخوان قطر الجُدد، ويبيّن رفض تحول حل الجماعة إلى ظاهرة. ويختتم دراسته بأن تحول فرع جاسم سلطان القطري للإخوان إلى «تيار عام» شكل نوعاً من الحركية الجديدة للجماعة، التي سعت إلى تغيير الشكل والإبقاء على الجوهر العام لمؤسسها حسن البنا، وأهدافها نحو الانتشار والسيطرة بالاعتماد على استراتيجيات وواجهات جديدة ومُتعددة. ويصل الباحث إلى أن جاسم سلطان عبر مشروعه «النهضة» هو المُنظر الفعلي لــ«أكاديمية التغيير»، حيث لعب دورًا واضحًا في دعم أفكارها.

الإخوان المسلمون في أوروبا: التحولات الهيكلية والاجتماعية

سلطت دراسة أحمد نظيف -باحث تونسي متخصص في الإسلام السياسي- الضوء على التحولات الهيكلية والاجتماعية، التي طالت «المشروع التمكيني» الإخواني في أوروبا، وتحديد الإطار النظري الذي جرت فيه هذه التحولات وعلاقته بالمشروع الاستراتيجي للجماعة. فتتبع الباحث مرونة التخطيط ضمن "التدافع الاجتماعي" لدى الإخوان، ويرصد التحولات الهيكلية من الهرمية إلى الأفقية، والتحولات الاجتماعية من تجنيد الجموع إلى تشكيل النخب.

يخلص في خاتمة دراسته إلى أن الظرف السياسي -ما بعد سقوط حكم جماعة الإخوان في مصر (2013)- دفع نحو انحسار الزخم الإخواني الذي طبع مرحلة الثورات العربية، وبدا أن مرحلة جديدة قد دخلتها الجماعة من التفكك التنظيمي والانحلال الأيديولوجي، مما دفع فروعها شرقاً وغرباً إلى محاولة التقليل من الخسائر، والمضي في إجراء تغييرات على مستوى البنى التنظيمية والخطاب والسلوك السياسي. هذه التحولات طالت الفرع الأوروبي، الذي تعمقت أزمته بعد وصول دونالد ترمب إلى البيت الأبيض (2017) حيث دفع إلى إجراء تغييرات جذرية على هيكله التنظيمي، وقطع روابطه العلنية مع الجماعة الأم، كما اتجه نحو تحرير المبادرة واللامركزية من خلال بناء تنظيمي أفقي، والقطع مع «الهرمية» السائدة منذ الثمانينيات. كما توجه لمزيد تجنيد النخب والاستثمار في التعلم، فيما انسحب من دوائر العمل الديني في أوساط الجاليات المسلمة، وتوجه نحو فضاءات أخرى، بينها الجمعيات الحقوقية والمؤسسات غير الربحية والخيرية والتجارية والجامعات. بيد أن هذه التحولات التي صنعتها الإكراهات الدولية والإقليمية لم تكن نابعة من تحولات فكرية –اعتبرتها نخب غربية مراجعات- وإنما تغييرات تكتيكية تعاملت مع مصاعب المرحلة، فيما تبقى عين الجماعة على «التمكين»، الذي وإن تجلى في الدول ذات الغالبية المسلمة على هيئة السيطرة على السلطة، فإنه يأخذ في أوروبا شكل الانخراط في المصالح المشتركة للطبقة الحاكمة، أي أن يصبح الإخوان جزءاً من السلطة.

الإخوان والمصالح الجيواستراتيجية الغربية: الأدوار والمآلات

وضّحت دراسة وائل صالح -باحث مصري وأستاذ مشارك في معهد الدراسات الدولية بجامعة كيبيك في مونتريال- الدور الذي تلعبه الإسلاموية الإخوانية في تحقيق المصالح الجيواستراتيجية للقوى الغربية الكبرى؛ والمتمثل في وأد الحركات الوطنية الاستقلالية، والانقلابات على القادة غير الخاضعين، ومقاومة تمدد القوى الكبرى المناوئة للغرب، وتفكيك وإعادة تشكيل الدول، وإفشال الدولة الوطنية العربية، وإجهاض الحداثة. كما حاولت استشراف مآلات ذلك الدور في المستقبل من خلال ثلاثة سيناريوهات: سيناريو نهاية الاستخدام الغربي للإسلاموية، سيناريو إعادة التدوير الغربي لاستخدام الإسلاموية، وسيناريو دخول روسيا لعبة استخدام الإسلاموية بدلا من الغرب أو معه.

وفي سبيل التحرر من استخدام الإسلاموية الإخوانية، من قبل القوى الدولية والإقليمية لتحقيق مصالحها على حساب المجتمعات العربية، يشير الباحث إلى ضرورة خطو خطوات سريعة في طريق ترسيخ الإسلام لا الإسلاموية في النفوس والمجتمعات العربية. فالإسلام الإنسانوي هو نمط التدين الوحيد القادر على استيعاب الإسلامات كافة، أي أنماط التدين باسم الإسلام غير الإسلاموية، بل يمكن القول: إنه إسلام الإسلامات من هذه الزاوية. قوة الإسلام الإنسانوي تكمن في كونه يقوم على فكرة محورية معينة، وهي فكرة التسامح والتعايش بين مختلف الإسلامات غير الإسلاموية. ويعنى الإسلام الإنسانوي بالتنظير ومن داخل الإسلام وباسمه لثقافة مغايرة للمسلمين المعاصرين، وذلك بإعادة الحياة للجزء القابل للتعددية والتعايش والتسامح من ثقافتهم وتاريخهم، ولكن دون أيديولوجيا. ولا يعني ذلك أن الإسلام الإنسانوي غير مؤدلج أو أنه ناف للأيديولوجيا، فهو بذاته أيديولوجيا في النهاية، ولكن أيديولوجيا مستوعبة لكافة الأيديولوجيات غير الإسلاموية. بوضوح أكبر، يمكن القول: إن الإسلام الإنسانوي هو أيديولوجيا واعية بذاتها الأيديولوجية، وهنا تكمن قوته. فهو أيديولوجيا تحرير الأيديولوجيا من الأيديولوجيا، أي إنه إسلام تحرير الإسلام من الإسلاموية.

كما يضيف الكاتب أن من أهم الخطوات للانعتاق من استخدام الإسلاموية الإخوانية من قبل القوى الدولية والإقليمية لتحقيق مصالحها على حساب المجتمعات العربية، تعليم الفكر النقدي القادر الوحيد على مقاومة كل أشكال الاستلاب والاغتراب والاعتقاد بلا انتقاد، والقادر الوحيد على تنمية التحيز إلى قيم التسامح والتفاهم والسلم والعيش المشترك. والحوار على مستوى النخبة بين الغربيين والعرب.

العمل الخيري ودعم الإرهاب

بيّن مصطفى أبو عمشة -باحث وصحافي فلسطيني مهتم بالإسلام السياسي- في دراسته كيفية تسييس العمل الخيري، والأسباب الواقفة وراء ذلك، وما المخالفات الناجمة عنها. يقف الباحث على المتغيرات السياسية في الشرق الأوسط والتأثير في العمل الخيري، ويستعرض ضوابط العمل الخيري وسط الأزمات السياسية، كما يمر على حدود المخاطر في مؤسسات العمل الخيري. مقدمًا أمثلة في الخلط بين العمل الخيري والعمل السياسي.

يخلص الباحث إلى أنه لا يمكن تبرئة العمل الخيري الإسلامي من وجود مشكلات في بنيته ومنهجية تعاطيه مع الأزمات الطارئة والطّويلة، وحصر المبرّرات لما يعانيه العمل الخيري من تأثير عامل المؤامرة بالدرجة الأولى، الذي بات أسهل التعليلات للخلاص من المراجعة والهروب من استحقاقات مواجهة الذات، وهو الوصفة السّحريّة لإبقاء الحال على ما هو عليه، بل والإيغال في تردّيه.

الإخوان والاستثمار السري.. شركات «أوف شور» أنموذجاً

تناولت دراسة أحمد الجدي -باحث وصحافي مصري مهتم بالإسلام السياسي والتنظيمات الإرهابية- جذور الجناح الاقتصادي الإخواني وبدايات الاستثمار الخارجي، موضحاً طبيعة العلاقة بين الإخوان وشركات الــ "أوف شو"، ويقف على مصادر الاستثمار وحركية النقل، باحثًا في الكيانات السرية في النمسا، وشركات إمارة ليختنشتاين التي تقودها الحركة، ومدى سيطرتها على تجارة الحلال.

الإخوان المسلمون في أميركا اللاتينية

تنقسم دراسة ماهر فرغلي -باحث مصري متخصص في الحركات الإسلامية- إلى أربعة محاور رئيسة، يتناول المحور الأول المحطات الأولية للوجود الإسلامي في قارة أميركا اللاتينية، بينما يركز المحور الثاني على حضور الإخوان المسلمين في القارة، أما المحور الثالث فيسلط الضوء على «تجارة الحلال» التي أسسها «الإخوان» في القارة، وأخيراً يستشرف المحور الرابع مستقبل الوجود «الإخواني» في أميركا اللاتينية.

تخرج الدراسة بعد رصدها للنفوذ الإخواني والتركي في أميركا اللاتينية بخلاصات عدة منها: أن الصف الأول الذي يقود العمل الآن في أميركا اللاتينية تربوا في بلدانهم الأصلية على يد الجماعة وخاضوا تجربة كبيرة معها. وأن ثمة خيطاً يجمع هذه الشبكة في أقطار أميركا اللاتينية، على الرغم من محاولات التخفي وراء العمل الاجتماعي، أو التعاون مع مؤسسات رسمية مثل رابطة العالم الإسلامي، وقد اتضح ذلك من خلال التكتلات، والتجمعات التعاونية، والاجتماعات والمؤتمرات التي تمت مراراً حول الدعوة، وكان من الواضح أن التحرك لم يكن من قبل عناصر الجماعة فقط داخل تلك الدوائر؛ وإنما تم توظيف مقربين في شبكة للارتباط واضح، تحت مسمى الإسلام والمسلمين، أو حماية الأقليات. كما أنها تقيم حوارات مع النخب المسلمة وغير المسلمة في وسائل الإعلام والحكومة والأكاديميات، فضلاً عن تأمين الخدمات الاجتماعية للعائلات التي تكافح سواء من المسلمين أو غير المسلمين على حد سواء. لكن المفارقة التي تشي بتحولات جديدة في هذا المشهد، يمكن تحديدها في أربعة متغيرات: أولاً: هناك حالة من الوعي الجديد، أو الاهتمام بأميركا الجنوبية أدت إلى تطور ملموس في التواصل الرسمي بين مسلمي القارة وعدد من دول العالم الإسلامي. ثانياً: إن المنظمات الإخوانية الرئيسة التي تجاوزت الجمود والتقوقع داخل المساجد أصبحت غارقة في مهمات استهلاكية مثل تجارة الحلال، للحصول على الأموال. ثالثاً: إن الركود التنظيمي العميق الذي أصاب الجماعة في أقطارها الرئيسة ترك تأثيراً على فروعها في أميركا اللاتينية. رابعاً: التنافس الحاد بين المنظمات الإيرانية وأذرعها مثل حزب الله انسحب على المؤسسات الإخوانية، التي انشغلت في معارك استقطابية.

الإخوان المسلمون في مصر والتحالف القطبي مع إيران

تسلط دراسة أحمد سلطان -باحث مصري متخصص في الإسلام السياسي- الضوء على جذور العلاقة ودوافع وآفاق ومستقبل تحالف جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة والجمهورية الإيرانية، وعمليات التعاون المشترك، وما تمخض عنها من تنظيمات وظيفية هجينة، جرى توجيهها لتحقيق أهداف هذا التحالف البراغماتي.

يجد الباحث أن الجذور الأيديولوجية المشتركة لجماعة الإخوان المسلمين وتنظيم قاعدة الجهاد، لعبت دورًا في تحقيق تقارب تكتيكي بين الطرفين، لا سيما في الفترة التي أعقبت سقوط الرئيس المصري السابق محمد مرسي، في يوليو (تموز) 2013. وجراء الحالة الحركية التي عاشتها الجماعة لاحقًا، سعت المجموعة الأكثر تشددًا داخلها المعروفة بـ«المجموعة القطبية/ جبهة المكتب العام» للتعاون مع التنظيم لمواجهة الخصوم المشتركين. ومع أن المساعي المشتركة للإخوان والقاعدة بقيت ضمن إطار سري للغاية، فإن شواهد عدة، كشفت عن تحالفهما الساعي لتحقيق أهدافهما المشتركة، وهو ما تلاقى مع توجهات الجمهورية الإيرانية، التي استخدمت علاقاتها الممتدة مع الطرفين لحثهما على الاستمرار في التنسيق الحركي، ووفرت لهما الدعم المالي واللوجيستي والمشورة اللازمة. تمثل العلاقات الحالية بين جبهة المكتب العام/ المجموعة القطبية داخل الإخوان المسلمين، وتنظيم القاعدة واحدة من النقاط شديدة التعقيد، نظرًا للطبيعة السرية التي يحرص الطرفان على إضفائها على تحركاتهما ولقاءاتهما التي تتم بين الحين والآخر.

يخلص الباحث إلى أن طهران تلعب دورًا في رعاية المجموعة القطبية عبر تقديم الدعم المالي واللوجيستي لها، وتسهيل لقاءاتها بقيادات القاعدة المتمتعين بإقامات داخل إيران، ولعل رعاية الأخيرة لهذا التحالف مرتبطة باستراتيجيتها الإقليمية القائمة على توظيف الجماعات والحركات الأيديولوجية، التي تنتهج العمل المسلح لتحقيق اختراق للمنطقة، والقيام بإزعاج خصومها بما يخدم مصالح نظام الولي الفقيه الإيراني. من المتوقع أن تستغل طهران رعايتها للإخوان والقاعدة في دفعهما للسعي لتحقيق أهداف تعظم مكاسب طهران الإقليمية، وتقلص مصالح خصومها المفترضين، وهو ما يشكل تهديدًا أمنيًا للإقليم العربي.

الكتاب: النبي والجائحة: من الشرق الأوسط إلى «أجواء الجهادية»

قدّم منتصر حمادة، باحث مغربي متخصص في الحركات الإسلامية، قراءة في كتاب "النبي والجائحة: من الشرق الأوسط إلى «أجواء الجهادية»" لمؤلفه الباحث الفرنسي جيل كيبيل.

جاء الكتاب في مقدمة تحت عنوان «العام 2020: الجائحة، النفط والنبي»، وثمانية عشر فصلاً، تناول فيها: التوسع التركي في المتوسط: النزعة العثمانية الجديدة والإسلاموية؛ العرب والأوروبيون في مواجهة أردوغان؛ التأثير الصحي لجائحة «كوفيد 19»؛ انهيار النمو الاقتصادي في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط خلال 2020؛ المملكة العربية السعودية ورؤية 2030؛ العراق المتصارع عليه؛ المحور الإيراني بين الأيديولوجيا والجيوسياسة؛ الاستراتيجيات الروسية في المشرق؛ لبنان المبلقن؛ اعتداءات ومقاتلون جهاديون في أوروبا (2012- 2020). تضمن الكتاب مجموعة من الخرائط، مستحضرًا الصورة المركبة والمعقدة للمشهد الإقليمي في المنطقة، إضافة إلى رصدٍ لأهم الأحداث التي مرّت بها المنطقة، موزعة بطريقة زمنية، من يناير (كانون الثاني) 2020 حتى يناير (كانون الثاني) 2021، في حوالي (20) صفحة (من الصفحة «230» إلى الصفحة «249»).

يختتم المؤلف كتابه بعبارات حسرة على تردي الدراسات والأبحاث الفرنسية المتخصصة في الإسلاميات بشكل عام، بما فيها ظاهرة الحركات الإسلاموية، منتقداً وجهات نظر أسماء بحثية في الساحة، منتقدًا بعض مواقف باحثين مثل أوليفيه روا، حيث يؤمن هذا الأخير أن «الباحث الفرنسي في غنى عن معرفة اللغة العربية حتى يقرأ ويفهم ما يجري في ضواحي المدن الفرنسية، حيث توجد نسبة كبيرة من الأقلية المسلمة»، معتبراً أن هذا الخطاب البحثي، الذي تتبناه نخبة في دائرة صناعة القرار، يساهم في إطالة المشاكل الخاصة بالظاهرة الإسلاموية الحركية، عوض الانخراط البحثي في حلها، وهو التحذير نفسه الذي جاء في كتاب سابق لكيبيل، صدر تحت عنوان «القطيعة» (2016).

حول الإسلام السياسي والفلسفة المعاصرة

في دراسة العدد قدّم عبدالجواد ياسين -قاضٍ ومستشار ومفكر مصري- قراءة حول طريقة التعاطي مع «الأصولية الدينية» من منظور فلسفي، بعد أن بلغ الإسلام السياسي في طابعه المعولم وتوجهاته العنيفة، ذروته في أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001.

تحاول هذه الورقة قراءة هذا التحول ومخرجاته في الفكر الفلسفي الغربي المعاصر. وذلك من خلال نماذج ثلاثة رئيسة: فوكو، وهابرماس، ودريدا. الأول بسبب التفاته المبكرة نسبيًا للبعد القاطع في خطاب الإسلام السياسي، قبل اشتعال العنف وتوجيهه إلى الغرب على نطاق واسع أو بشكل مكشوف. والثاني بوصفه مفكرًا «مخضرمًا» يضع قدمًا في الفلسفة الكلاسيكية المتأخرة بنسختها الكانطية ذات الإيقاع التنويري، وقدمًا في الفكر ما بعد الحداثي الأكثر تحفظًا. أما الثالث فبوصفه ممثلًا صريحًا لتيارات ما بعد الحداثة.

في هذه النماذج الثلاثة -كما في معظم المقاربات الغربية– لا يُقرأ الإسلام السياسي كمشكل فلسفي مستقل وقائم بذاته، بل بما هو جزء من المشكل الآني للحضارة الغربية، الذي يكاد يتماهى مع مشكل الحداثة.