جهاديات داعش دراسات رصدية ونفسية وقانونية


ما الذي دفع نساء عربيات  وأوروبيات إلى تلبية نداء تنظيماتٍ إرهابية متطرفة؟ وما السبل العلمية إلى فهم هذه الظاهرة الحديثة في مجال دراسة التطرف العنيف؟ وهل يمكن اعتبارها خروجاً فجائياً وصادماً على الحداثة، تحديداً في الفضاء الأوروبي، بعد الدور البارز لفتيات أوروبيات انضممن لتنظيم داعش الإرهابي؟  يتناول كتاب "جهاديات داعش: دراسات رصدية ونفسية وقانوينة" الأسباب والعوامل التي دفعت نساء إلى الانخراط في تنظيم داعش، مستهلاً مقارباته بدور الداعيات في الإسلام السياسي والحركي ونشرهن للتطرف العنيف، ومستكملاً تحليلاته ضمن منهجية متعددة التخصصات، بهدف التعامل مع الظاهرة من زوايا عدة، تاريخية وإعلامية وخطابية ونفسية واجتماعية وقانونية وجندرية.


تم النشر في: September 2019


front153

قائمة الفصول


# اسم الكتاب
1 داعيات الجهاد الإلكتروني: نشر التطرّف العنيف
2 نساء داعش: نهج نفساني
3 انضمام النساء إلى داعش: دراسة نفسية - اجتماعية
4 أوروبيات في صفوف داعش... تحت مجهر التحليل النفسي
5 الجهاديات الأوروبيات: التجنيد والانخراط في «داعش»
6 النساء واجتثاث التطرّف: تجارب أوروبية وعربية
7 الجهاديات في «داعش» والأنشطة غير القتالية
8 «النسويّة الجهاديّة»: حدود المصطلح وإشكالياته
9 الجهاديات وتمثّلات الجندر في الصحافة العربية والعالمية

شرح الكتاب


ملخص بحوث الكتاب الشهري (153)

جهاديات داعش: دراسات رصدية ونفسية وقانونية

سبتمبر (أيلول) 2019

دبي

يتناول مركز المسبار للدراسات والبحوث في كتابه «جهاديات داعش: دراسات رصدية ونفسية وقانونية» (الكتاب الثالث والخمسون بعد المئة، سبتمبر/ أيلول 2019) الأسباب والعوامل التي دفعت نساء إلى الانخراط في تنظيم داعش، مستهلاً مقارباته بدور الداعيات في الإسلام السياسي والحركي ونشرهن للتطرف العنيف، ومستكملاً تحليلاته ضمن منهجية متعددة التخصصات، بهدف التعامل مع الظاهرة من زوايا مختلفة، تاريخية وإعلامية وخطابية ونفسية واجتماعية وقانونية وجندرية.

داعيات الجهاد الإلكتروني: نشر التطرّف العنيف

تستعرض فرحانة قزي -أستاذة مساعدة في كلية إليوت للشؤون الدولية، جامعة جورج واشنطن- في هذه الدراسة مجموعة الهويات الروائية للمتطرّفات التي تنعكس في كتاباتهن. وتنظر إلى كتابات النساء في تطوّر قصص حياتهن، وكيف دمجن الماضي المعاد بناؤه في عملهن، والطرق التي تخيّلت بها المتطرّفات المستقبل لتزويدهن بالأمل والوحدة والغاية. تصدر قصص حياة المتطرّفات في المنشورات الإلكترونية والمطبوعة، وتشمل معاني تعويضية في المعاناة والشدائد، مما يمنح النساء الأمن والسلامة الكاذبتين وسط الصراع. وتشير الباحثة إلى أن المجندات تميزن بصوغ رسالة واضحة لدعم داعش والجماعات الأخرى، والتلاعب بالنصوص الإسلامية لتحويل المتفرّجين الساكنين إلى مشاركين فاعلين في التطرّف العنيف. وتتيح الاتصالات الاستراتيجية للمتطرّفات وضع رواية عن التعصّب والظلم المتصوّر والكراهية، بالإضافة إلى التعبير عن مظالمهن وتصوّرات الجمهور عن انعدام المساواة للتلاعب بالفئات السكانية الضعيفة والتأثير فيها. كما ترى الباحثة أن النساء يعملن بمثابة رسل للجماعات المتطرّفة. وتكتب النساء لخدمة المنظمة الإرهابية ورجالها المستبدّين. ويوجّهن كماً كبيراً من الرسائل على مواقع التواصل الاجتماعي لرفع الوعي، وتجنيد نساء ورجال مسلمين آخرين، وإضفاء العقلانية على العنف، وتعزيز معتقداتهم الدينية. ولأن النساء لم ينخرطن في العمليات تاريخياً، يمكن أن تكون الكتابة سلاحهن الأمضى في خدمة الجماعات الإرهابية التي يهيمن عليها الذكور.

نساء داعش: نهج نفساني

تناول ديفيد هوتون -أستاذ شؤون الأمن القومي في الكلية الحربية البحرية الأمريكية والمتخصص في علم النفس السياسي- الحجج المادية التي تدفع نساء للالتحاق بداعش، تقدم الدراسة التفسيرات النفسانية التحليلية الفرويدية، والحجج الروحية، بجانب التفسيرات المعرفية والاجتماعية النفسية. يرى الباحث أنه ربما يكون للضغط الاجتماعي الذي يمارسه الفاعلون على الإنترنت دور في قرار انضمام النساء والرجال إلى داعش؛ وربما يقوم بدور أقوى في إبقاء الأشخاص داخل المنظمة فور اتخاذهم قرار الانضمام إليه. وهناك بعض الأدلة على أن داعش استخدم النساء على وجه الخصوص في دور «الحارس العقلي»، وإجبار المنتميات إلى ديانات أخرى على اعتناق الإسلام. وقد ذكرتنا كتيبة الخنساء، التي أدارت ضرب الكافرات، وأخذت على عاتقها «مراقبة» أحكام داعش. في النهاية، يعتقد الباحث أن المجندات في داعش التحقن بالجماعة لأسباب نفسية متنوّعة، كما يخلص سالتمان وسميث. ويشير هذا الاستعراض الموجز للكتابات الناشئة إلى أنه ليس هناك عامل واحد موثوق وراء هذا القرار. ربما تكون الحوافز المالية هي الأهم وفقاً للبعض، في حين يرى آخرون أن العوامل الروحية (الرومانسية التي يروّجها داعش) أكثر أهمية. لكن الاهتمام بالعوامل المادية والروحية يظهر أن قادة داعش فكّروا جاهدين ومنذ فترة طويلة بشأن كيفية تجنيد الآخرين لصالح قضيتهم. كما أن الانضمام إلى الجماعات أمر إنساني، لكن هذه الجماعة ربما تقدم نفسها بصورة مغايرة لما هي عليه. ومن الإنساني أن يكون لدينا مجموعة من المعتقدات، لكن هذه المعتقدات شديدة المقاومة للتغيير عندما يتعين علينا أن نعرف أنها خاطئة. ونجد صعوبة في الاعتراف بأننا ارتكبنا خطأً جوهرياً. ربما قد نحتاج إلى فرضيات مختلفة وتفسيرات مختلفة لنساء داعش، وذلك يتوقّف على ماهية الدور المتصوّر، لكن هذا التمييز غائب -في الغالب- حتى الآن. وربما يكون النظر إلى بعض الرجال والنساء على أنهم «إرهابيون» أو من خلال عدسة تلك الكتابات غير مناسب على الإطلاق. ما زلنا نحار من السلوك الذي لا يتناسب مع وصف العقلانية، خصوصا تلك الفرضيات التي استندت إلى نوع من افتراضات الممثل العقلاني الشائعة منذ عصر التنوير.

انضمام النساء إلى داعش: دراسة نفسية – اجتماعية

تدرس رندا شليطا -أستاذة في الجامعة اللبنانية ومحلِّلة نفسية- الأساليب المستخدمة من المجنِدين مع تلك النسوة، من أجل تطويعهن في هذه المنظمة، وتبحث حال الفتيات المجندات في سياقاتهن الاجتماعية والعائلية، مع الإضاءة على بنيتهن النفسية الشخصية. وتمر على الفِرق، عامة، ووسائلها في تجنيد الأتباع، الأمر الذي يظهر كيف تستند داعش، بغض النظر عن السياق الديني، إلى معطيات سبق لهذه الفرق أن أتقنتها، وهي وسائل أثبتت نجاعتها منذ زمن طويل. وضمن أزمة المراهقة لهؤلاء النسوة، تتناول الدراسة كيف أنهن مستعدات للاستماع إلى خطاب مجندِيهن، وكيف ينغرس في أذهانهم. ولأن الجنسانية النسوية في قلب نقاش هذه الجاذبية، درست الباحثة بتفصيل النقاط التي تقع في مسار جنسانية هؤلاء الشابات: أحلامهن، انتظاراتهن في شأن الحب، كما «المازوشية الأخلاقية» (Masochisme Moral) وما يتعلق بها من مثل الشعور بالذنب الذي يختبرنه، وهي خواطر انكب عليها مُطولاً التحليل النفسي والمحلِّلون النفسيون.

أوروبيات في صفوف داعش.. تحت مجهر التحليل النفسي

تناولت كل من الأكاديمية الفرنسية كريستين بوناردي والباحث الفرنسي بيار مانوني في دراستهما صورة النساء الأوروبيات وعوامل التأثير الخارجية، والعوامل الداخلية، ودينامية السيرورة التي قادت الفتيات الشابات إلى ترك بلادهم. ويريان أن التقديم لعالم مثالي هو شيء جاذب على نحو مخصوص للشابات المتأرجحات بين الحاجة إلى التحرر من الضغط وعدم تماسك محيط الحياة، وانتزاع أنفسهن من عالم خانق لا يُبشِر بمستقبل كبير، وبين الرؤية الواضحة والثابتة التي تقترحها الدعوة الإسلامية. فطاقتهن النفسية والتوهمية يمكنها أن تنزع بكاملها نحو هذا العالم الذي يستجيب لتوقعاتهن وحاجاتهن لتجارب جديدة، لمحفزات، للتماهي مع نماذج، بالانتساب إلى مجموعة وتأييد أفكار واعتقادات مُحددّة بدقة. وما إن يتحقق الرحيل، فإن الخضوع إلى مجموعة جديدة وإلى سلطات دينية تدير الخلافة، كما التماثل مع الدور الاجتماعي المُقدم بتدبُّر على نحو مثالي، هذه كلها يتم توليها طوعاً وبوعي تام. وأن الانتماء إلى مجموعة مُشتهاة، والمشاركة في المخيال الجمعي وفي مجيء الدولة الإسلامية، مدينة أرضية مبنيّة على مثال المدينة السماوية، كما أسطورة الأمة «المختارة» التي تعيد دمج تاريخ مجيد؛ يُشجع التوليف في أفق خلاصي، ورغبة في إنقاذ العالم من خلال إنقاذه لذاته. وبالهرب من عالمهم الخالي من الحلم، يمكن اعتبار تلك الشابات كأيتام اليوتوبيا (أمل، حلم) يجعلن من أنفسهن المولِدات -كما خلص دوبريه-، يتعلق الأمر بالنسبة إليهن بمنح محتوى حقيقي (زواج، أولاد...) لمخيال الخلاص، وتجلُب الأيديولوجيا للحاجات العاطفية والشعوريّة اللاواعية والمرتبطة بالمخيال، التوهمات التي تتغذى منها هذه الشابات.

الجهاديات الأوروبيات: التجنيد والانخراط في "داعش"

سلطت سيلين مارتليت -كاتبة وصحفية فرنسية- الضوء في دراستها على الأوروبيات المنجذبات إلى الأيديولوجيا الجهادية مقدمة السمات التقريبية بهن؛ مع مراعاة الاختلاف الشديد في طريقة دراسة كل حالة. فتناولت كل حالة على حدة، والعوامل التي ساعدت في استقطاب نسوة إلى داعش. مشددة على أن البعض منهن كن ضحايا الاستغلال الجنسي قبل ذهابهن إلى سوريا أو العراق. وأن النساء اللاتي تعرضن إلى اغتصاب يفضلن الانضمام إلى الإسلام الأصولي والذهاب إلى سوريا، لأنهن يعتقدن أن العلاقات بين الجنسين هناك تكون منضبطة، وأنهن سيكن محميات. ولا يستطيع الرجال التقرب منهن كما هو الحال في الغرب. وبالنسبة لهن، وعلى الأخص، سيكون مدعاة اطمئنان لهن أن يكن بين أخوات، بين نساء التنظيم. لكن تلك النساء الجهاديات الآتيات من أوروبا، في أكثريتهن، بعيدات من صورة كونهن ضحايا رجال، نرغب في لصقها بهم.

النساء واجتثاث التطرّف: تجارب أوروبية وعربية

طرحت كاثرين إ. براون -محاضرة أولى في الدراسات الإسلامية في جامعة بيرمنغهام بالمملكة المتحدة- في دراستها مجموعة من الحلول والتحديات والبرامج التي تساعد في اجتثاث التطرف وإعادة التأهيل والإدماج، مستمدة بعضها من التجارب الأوروبية والعربية. تصل هذه القائمة من التوصيات إلى الدعوة لبرامج نزع التطرّف التي تتسم بالتماسك وجودة الإعداد للتصدّي للاحتياجات الجنسانية وحقوق الإنسان للنساء المرتبطات بالمنظمات الإرهابية وأسرهن. وتستهدف جهود نزع التطرف على وجه التحديد الأفراد المعروف أنهم (أو يُعتقد أنهم) ينتمون إلى جماعات تنتهج التطرّف العنيف، أن تعتنق أيديولوجياته (أو يعتقد أنهم كذلك). ولاجتناب النزعة إلى الانتكاس، تعمل هذه البرامج جنباً إلى جنب مع جهود مكافحة التطرّف. وتركز جهود مكافحة التطرف على السياق الأوسع الذي يتطرّف فيه الأفراد -قد يشمل ذلك معالجة الظروف المواتية للتطرّف العنيف والدوافع المحددة للتطرّف العنيف. وتحدّد خطة الأمم المتحدة للعمل لمنع التطرّف العنيف هذه الظروف والدوافع، ويطلب قرار مجلس الأمن رقم (2178) لسنة 2014 من الدول مكافحة التطرّف العنيف عن طريق "تعزيز التسامح السياسي والديني، والتنمية الاقتصادية، والتلاحم الاجتماعي وعدم الإقصاء، وإنهاء النزاعات المسلّحة وتسويتها، وتيسير إعادة الإدماج والتأهيل". وتخلص إلى أن القليل من البرامج (إن وجدت) في كل أنحاء أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتصدّى منهجياً لاجتثاث النساء الأفراد أو آثار تدخّلات اجتثاث التطرّف على النساء. هناك بعض النظر في اجتثاث تطرّف النساء الجماعي من خلال الجهود الواسعة لمكافحة التطرّف العنيف ومنعه لجعل المجتمعات قادرة على التصدّي له. لكنها لا تزال خاضعة للقوالب النمطية الجنسانية بشأن لاعنف النساء وأدوارهن بمثابة أمهات. وثمة جهود في كل أنحاء أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا لزيادة مشاركة النساء في جهود اجتثاث التطرّف بوصفهن ممارسات. وتلك هي الحال على وجه الخصوص في التدخلات التي تعمل مع المجتمع المدني والجهات غير الحكومية الفاعلة. ويعني عدم إضفاء الجنسانية على سياسات اجتثاث التطرّف السائدة أو تدخّلاتها استمرار التحديات الكبيرة أمام تطوير تدخلات فعالة لاجتثاث التطرّف ومكافحة التطرّف العنيف ومنعه متوافقة مع حقوق الإنسان. ويبرز هذا التحليل على العموم لعمل المرأة في اجتثاث التطرّف في أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا أهمية استمرار الالتزام بحقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق المرأة، في مجال مكافحة التطرّف العنيف ومنعه.

الجهاديات في «داعش » والأنشطة غير القتالية

تناول إبراهيم أمين نمر –باحث أردني، عضو هيئة التحرير بمركز المسبار للدراسات والبحوث- بداية الفروقات بين أدوار "الجهاديات" في تنظيمي القاعدة وداعش والتجارب المنقولة، ودرس أنشطة الجهاديات غير القتالية في داعش وأدوارها فيه. كما تحاول الدراسة أن تبين لغط ما يثار حول عدد نساء داعش لفهم حجم الاستقطاب الذي تقوم به ثلة من تلك النسوة، لا سيما الأنشطة الدعائية للتنظيم. كما يدرس الباحث أهم أدوار الجهاديات الأسرية في تنشئة جيل مقاتل على مبادئ «الدولة الإسلامية» المزعومة، وما نتج عنه من أفكار متطرفة تهدد سلامة المجتمع العالمي، خصوصاً بعد سقوط تنظيم «الدولة الإسلامية» وخسارته للأراضي التي كان يسيطر عليها تدريجياً. خصصت الدراسة محوراً حول دور نساء داعش في تشكيل الشرطة الدينية النسائية، وما كنّ يقمن به من حسبة في الأسواق، مشيرا إلى ممارستهن «الرقابة الدينية» وهن قابعات حتى في مخيمات النازحين مع أطفالهن بعد سقوط التنظيم وتحرير الباغوز في سوريا في مارس (آذار) 2019. كما يقدم الباحث مجموعة من التصورات التي دارت في فلك ما أُثير حول دور «جهاديات داعش» فيما يسمى بـ«جهاد النكاح».

"النسويّة الجهاديّة": حدود المصطلح وإشكالياته

استعرضت آمال قرامي، أكاديمية تونسية بجامعة منوبة، تاريخ نشأة مصطلح "النسويّة الجهاديّة" وكيفيّة تداوله وحدوده، فضلاً عن الإشكاليات التي يطرحها. وترى أن توظيف هذه المفاهيم والمصطلحات التي تخصّ المعجم الدلالي النسويّ في الدراسات التي تناقش الإرهاب والتطرّف العنيف، يقود إلى التساؤل عن وجاهة الربط بين النقيضين: النسويّة بما تحيل إليه من تاريخ نضاليّ نسائيّ طويل من أجل تغيير أوضاع النساء، وتمكينهنّ من حقوقهنّ السياسية والاقتصادية والاجتماعية من جهة، والأيديولوجيا الجهاديّة التي تعمل على الفصل بين الجنسين وترسيخ النظام الجندريّ والهيمنة الذكورية، من جهة أخرى. وهل فعلا أنّ فاعليّة «الجهاديات» منبثقة عن المرجعيّة النسويّة؟ وتخلص إلى أنّ المرأة، لا تولد نسويّة بل تتعلّم عبر مسار معقّد من الاختبارات والنضال كيف تكون نسويّة. والمبادئ والقيم التي تتأسّس عليها النسويّة لا يمكن أن تبني شخصيّة معطوبة تختار التدمير والقتل والتعذيب، وتستمتع بسبي الأخريات وبيعهنّ في سوق النخاسة... وتحسب الباحثة أنّ المرجعيّة النسويّة التي تشكّل وعي النساء والفتيات لا يمكن أن تكون على صلة بالجهاديّة التي عرفنا كيف أنّها تعمّدت استلاب الذوات وتزييف الوعي.

الجهاديات وتمثّلات الجندر في الصحافة العربية والعالمية

ترى نوال العلي -كاتبة وصحفية أردنية- أنه في حقل الدراسات الإعلامية والجندرية، أن وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري باختلاف أنواعها، تسقط القوالب والصور النمطية والتمثلات الجندرية على العنف النسائي المرتبط بالأعمال الإرهابية، وأن التصورات الجنسانية تهيمن على الأعمال المتعلقة بالمرأة الجهادية أو المتطرفة بالعموم. مختبرة هذه الفرضية من خلال تحليل خطاب عدد من الصحف العربية والعالمية. خلصت فيها العلي في رصدها الإعلامي والتحليلي إلى أن صورة المرأة الإرهابية فاجأت الأطر التي اعتاد عليها الإعلام، ووضعت عملية التأطير في اختبار جديد، خاصة حين تعلق الأمر بالمرأة الأوروبية التي تغادر بلادها، حيث القوانين غالباً ما تحكمها المساواة بين الجنسين، لتنضم إلى جماعة متشددة غالباً ما تنظر إلى المرأة بطريقة تصطدم مع النظرة الأوروبية لها.