المسيحية الأفريقية في إثيوبيا: الأصول- العلاقات- الدولة


يواصل هذا الكتاب تحليل نماذج تفاعل الأديان مع الهويّات، فيتخصص في دراسة المسيحية الأفريقية، مركزاً على الأرثوذكسية التقليدية الإثيوبية، وسرديات تأويل علاقتها بكنيسة الإسكندرية من حيث التأسيس، ويستحضر شهادات توثق الانفصال عنها، ثم استقلال الكنيسة الإريترية عن الإثيوبية. ويمر على وجوه متباينة للمسيحية في دول أفريقية عدة مثل: نيجيريا وليبيريا وساحل العاج وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأفريقيا الوسطى وأوغندا؛ مناقشاً ملامح «تثوير التدين» في الثمانينيات بوجهيه السياسي المطلبي، والصراعي العنفي.

يعرض الكتاب مناهج الدراسات الأفريقية في فرنسا وبريطانيا وأميركا التي ناقشت دور الدين في المجتمعات الأفريقية، ويرصد التيارات النسوية الأفريقية، ورؤيتها للمسيحية الوافدة. تناولت الدراسات مصادر التأسيس للمسيحية الإثيوبية باستفاضة، ودورها في ربط شعوب الممالك الإثيوبية، إلى حين بروز الدولة القومية؛ فتطرقت إلى صناعة «الإثنية التخييلية» التي أخضعت المسيحية الإثيوبية، وسعت لاستقلالها، محللاً أثر كل ذلك وتأثره بالجزيرة العربية، قبل الإسلام وبعده.


تم النشر في: May 2021


front173

قائمة الفصول


# اسم الكتاب سعر اشتري الآن
1 وجوه المسيحية المتعددة في أفريقيا: تاريخ معاصر 45 د.إ
2 شهادة: المسيحية المعاصرة في إثيوبيا 45 د.إ
3 أصول المسيحية في إثيوبيا: اختلاف الروايات والمصادر التاريخية 45 د.إ
4 السِّمات التوراتية والاستعارات اليهودية في الثقافة الإثيوبية 45 د.إ
5 الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية - المسيحية الأفريقية التقليدية 45 د.إ
6 العلاقات بين الحبشة وشبه الجزيرة العربيَّة قبل الإسلام 45 د.إ
7 التقاطعات الدينية بين اليهودية والمسيحية والإسلام في إثيوبيا 45 د.إ
8 الكنيسة القبطية المصرية والكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية: التاريخ والحاضر 45 د.إ
9 المسيحية في إثيوبيا: التقاطع بين الدين والإثنية 45 د.إ
10 دور الكنيسة في جمهورية الكونغو الديمقراطية 45 د.إ
11 الحركات المسيحية المتطرفة في أفريقيا: الصراعات والتطرف الديني 45 د.إ
12 الدراسات الأفريقية ودور الدين في أفريقيا: المسيحية أنموذجاً 45 د.إ
13 النسوية الأفريقية: نقد الدراسات الكولونيالية ودور الكنيسة 45 د.إ
ملاحظة: الدراسات متاحة فقط كملف تنزيل في إصدار PDF.

شرح الكتاب


ملخص بحوث العدد (173)

المسيحية الأفريقية في إثيوبيا: الأصول- العلاقات- الدولة

الكتاب الثالث والسبعون بعد المئة

مايو (أيار) 2021

دبي

يواصل مركز المسبار للدراسات والبحوث في كتابه، دراسة نماذج تفاعل الأديان مع الهويّات، متناولاً فيه تشكلات المسيحية الأفريقية، مركزاً على الكنيسة الأرثوذكسية التقليدية الإثيوبية، ذات الطابع السامي. ويمر على دول أفريقية أخرى انتشرت فيها الكنائس الحديثة، بعد استقلالها في منتصف القرن الماضي، كما يدرس التديّن في مناطق التوترات وعلاقته بالدولة والسياسة، باحثاً توظيفه من قبل الجماعات العنفية في دولٍ تعيش صراعات إثنية وسياسية واقتصادية.

بدأ الكتاب بمادةٍ تطرح الوجوه المتعددة للمسيحية في أفريقيا، منذ جذورها الأولى في عهد السيد المسيح حتى القرن العشرين واستقلال دول القارة، مناقشاً أهم المصادر التاريخية حول المسيحية الإثيوبية المبكِّرة، وسجالات تأسيسها التي يمكن إيجازها باثنين: الأول تعتمد عليه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المنتصرة للقرن الرابع الميلادي، حين أجاز بابا الإسكندرية أثناسيوس (Athanasius)، الأسقف فرومنتيوس (Frumentius) (الأبونا سلامة) لمواصلة عمله في بلاط الملك إزانا (Ezana) وتتفق معها الدراسات التاريخية حول نشوء المسيحية النظامية التابعة لكنيسة الإسكندرية في الحقبة نفسها. ويستند المصدر الآخر إلى القرينة التاريخية الإثيوبية وأدلتها الأثرية والنصية والسورية والرسولية، ويحاجج بالأدلة الإنجيلية والتاريخ الشعبي اللذين يعيدانها إلى عام 63!

يلاحظ أنه في ظلّ القراءتين المختلفتين في التنافس على الأسبقيات المسيحية في إثيوبيا، التسليم بوجودٍ مسيحي فردي وغير منتظم في بلاط ملكات إثيوبيا منذ القرن الميلادي الأول. فينحل إشكال اختلاف الأصل والأسبقية، بأنّ التنظيم الكنسي أتى بدعم من كنيسة الإسكندرية، أمّا وصول المسيحية الفردي إلى هناك فكان قبل ذلك بكثير، لا سيما إذا رُبط بالدلالة السريانية التي تؤكد العلاقات الإثيوبية بالكنيسة السورية.

وجوه المسيحية المتعددة في أفريقيا: تاريخ معاصر

تناولت فابيان سامسون –مديرة معهد العوالم الأفريقية في فرنسا- في دراستها وجوه المسيحية المختلفة في القارة الأفريقية في الزمن المعاصر. فبعد دراسة إنشاء أولى الإرساليات البروتستانتية والكاثوليكية في القرن الثامن عشر، وتزايد الكنائس الأفريقية «صاحبة الدعوة الإلهية»، الموسومة بـ«الانفصالية» في النصف الأول من القرن العشرين، يسرد البحث، تالياً، تزايد الكنائس الإنجيلية من القرن العشرين حتى أيامنا هذه، ورد فعل الجماعات المسيحية الأخرى وخصوصاً الكاثوليك، على رجحان كفة البروتستانت.

يهدف البحث إلى فهم السياقات الاجتماعية والسياسية التي سمحت بهذا التمدد المسيحي، وكيفية توطن المسيحية وإبداعاتها وتطورها، وفهم المنافسات الدينية التي تولدّت بفعل الشعبية المتنوعة لهذه الجماعات المتنافسة. يبيّن البحث كيف أن الحركات المرتبطة بالمسيحية في أفريقيا المعاصرة تتسم بالتنوع والدينامية والحركية، وهي متصلة -من دون شك- بالتحولات الاجتماعية والسياسية التي عرفتها القارة على مدى قرنين من الزمان.

تخلص الباحثة إلى أن العقود الماضية في أفريقيا تميّزت بفيض ديني مكثف لوجوه متعددة من المسيحية؛ فقد انتشرت الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية والإنجيلية (العنصرة والعنصرة الجديدة) والكنائس الانفصالية المحلية وكنائس الإحياء (الديني) في جميع أنحاء القارة، باستثناء شمال أفريقيا، على الرغم من استقرار بعض الإنجيليين على نحو متزايد في المغرب، من خلال الهجرات من الجنوب إلى الشمال.

وتضيف الباحثة أن هذه الدينامية هي نفسها موجودة في الديانات الأخرى، لا سيّما في الإسلام، الذي غالباً ما دخل في منافسة مباشرة مع هذه الجماعات المسيحية. ويملك عدد من حركات «تجديد/تثوير» الإسلام والمسيحية الإنجيلية، أهدافاً متقاربة جداً في أفريقيا؛ فهم يتوجهون إلى جمهور متماثل تقريباً، ويقدمون لأتباعهم أنماطاً متشابهة من الهويّات، ويسعى أتباعهم جميعاً وراء الإجابات الروحانية، والدينية، والاجتماعية نفسها... إلخ. وهكذا فإن مقولة «نزع السحر عن العالم»[1] التي جرى الإعلان عن تأصلها في الحداثة لم تحصل. بل على العكس من ذلك، أصبح الدين، في أشكاله المختلفة، صيغة مفيدة للتعبير لدى الناس عن رغبتهم في تغيير نمط الحياة أو في التعبئة الاجتماعية والسياسية.

غالباً ما كانت هذه الديناميات وإعادة التشكيل الدينية، داخل وجوه المسيحية المتعددة التاريخية والمعاصرة، تبشيرية للغاية وعابرة للحدود، والميْزة المشتركة لها هي إرادة إضفاء الطابع الأخلاقي على المجتمعات (التبشير). بإزاء الدول التي تخلت عن مسؤولياتها في ما يتعلق بالصحة والتعليم والتنمية الاقتصادية وإنشاء البنى التحتية، لا سيّما في المدن، ويقوم كثير من القادة الروحيين و«أصحاب الدعوة الإلهية» والقساوسة أو غيرهم من «مُدعي صفة «المسيا» (المسيح المنتظر) باستعادة خطاب حول التنميّة والمواطنة والحكم الرشيد يصب في مصلحتهم.

شهادة: المسيحية المعاصرة في إثيوبيا

تناول أشرف ألكسندر صادق -باحث وأكاديمي مصري في العلوم القبطية والمصرية- في القسم الأول من دراسته، العلاقة بين الكنيستين القبطية والإثيوبية في المرحلة التي شهدت توترات منذ الانفصال بينهما عام 1959، موردًا شهادته كشاهد عيان وطرف فاعل في محاولات التوفيق بينها في أواخر تسعينيات القرن المنصرم. حيث أُرسل الباحث وسيطًا (= «حاملًا للكلام») في 1997، من قِبَل قداسة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك كرسي الكرازة المرقسية، بوصفه مفاوضًا وسيطًا في المصالحة بين الكرسي الأسقفي في كنيسة الإسكندرية الأم وبين الكنيسة الإثيوبية، كما تولى مهمة الحوار مع قادة الإكليروس في الكنيسة الإريترية، ووفود من وزارة الشؤون الداخلية.

يعالج القسم الثاني من الدراسة، بعض المناحي المعاصرة للمسيحية في إثيوبيا. يشمل ذلك الملامح الأصيلة للممارسات المسيحية الإثيوبية، والإحصاءات المتعلقة بعدد المسيحيين، والتوجّهات العامة، وتأثير الشعائر اليهودية، والوجود الإسلامي المتنامي، ووجود كنائس كاثوليكية وبروتستانتية. بذا، سيتكون مسح عام عن الحوادث والملامح الرئيسة في المسيحية الإثيوبية المعاصرة. تُظهر الدراسة عرضًا موجزًا للمسيحية المعاصرة في إثيوبيا، وتاريخها وملامحها الأصيلة؛ الكيفية التي حدثت فيها تغييرات مهمة في ذلك المجتمع القديم، خلال السبعين عامًا المنصرمة.

 

أصول المسيحية في إثيوبيا: اختلاف الروايات والمصادر التاريخية

يتتبع الباحث روغار روكوني -محاضر في جامعة سولوسي (Solusi University)، زيمبابوي وباحث متخصص في تاريخ المسيحية المبكِّرة- السرد المتنوع لإثيوبيا حول تاريخ الإمبراطورية الدينية عبر مختلف القوى المحرّكة الجيوسياسية والاقتصادية الإقليمية. ويقسم دراسته إلى عشرة أقسام: أولاً: مملكة أكسوم من منظور "كبرا ناغاست"، ثانياً: إعادة النظر في تبشير أكسوم، ثالثاً: الأدلّة الأثرية على تبشير إثيوبيا مقابل الأدلة الأدبية، رابعاً: احتمال نشوء المسيحية الرسولية في إثيوبيا، خامساً: الاقتصاد والدين: رابطة توما الشرقية، سادساً: إثيوبيا وسط الجدل والمجالس، سابعاً: المسيحية الإمبراطورية في أكسوم ، ثامناً: الدبلوماسية الرومانية الأكسومية، تاسعاً: مهد الإسلام و"النزعة الإثيوبية"، عاشراً: دبلوماسية القرون الوسطى.

يدعو الباحث إلى أن يكون النقاش المنبعث بشأن أصول التراث المسيحي الإثيوبي مفتوحاً على جميع المصادر المتاحة، دون تحيّز مؤسّسي. ويعني ذلك وضع إثيوبيا في موضعها وسط القوى المحرّكة المعاصرة؛ مثل التجارة البحرية في البحر المتوسّط، والحروب البيزنطية الفارسية والعلاقة مع اليهودية والإسلام، كما لا يمكن أن يكون هناك تاريخ كامل لأفريقيا من دون التقدير الواجب لمملكة أكسوم. تقتضي القدرة على تمييز دينها عن التأثيرات الإقليمية والعالمية، أن يكتسب المواطنون ثقافة راسخة. فعن طريق وضع التاريخ الدبلوماسي لإثيوبيا في منظور علاقاتها الدينية والسياسية، يمكن أن تتمركز وسط الدول المحدّدة تاريخيًّا بأصالتها المسيحية.

السِّمات التوراتية والاستعارات اليهودية في الثقافة الإثيوبية

درست أورسولا شاتنير -أستاذة في «معهد مارتن بوبر للدراسات اليهودية» بجامعة كولونيا في ألمانيا- العناصر المشتركة بين اليهودية والتقاليد الكنسية الإثيوبية، ثم بحثت في أصل السلالة السليمانية لدى ملكة سبأ وإثيوبيا. تتوقف الدراسة عند ثلاثة عناصر شكلت الطابع الفريد للمسيحية الإثيوبية: من جهة، تقاليد متحدرة من مسيحية قديمة لم تقطع الصلة مع العهد القديم، ومن جهة أخرى بعض التقاليد ما قبل المسيحية والوثنية (الأفريقية)، مثل الختان أو عزل النساء في أيام الحيض، والتي تم إضفاء الطابع المسيحي عليها من خلال التقارب مع عادات مشابهة من العهد القديم، وأخيراً اعتماد نصوص معينة مصحوبة بالإسهام اللغوي الضمني، مما أدى إلى تبني التقاليد اليهودية.

ترى الباحثة أنه لا سبيل إلى تفسير تغلغل المفردات العبرية والآرامية المهمة في اللغة الجعزية، إلا من خلال الاتصال باليهود، وهو ما يؤيده استخدام أسماء الله مثل «أدوناي» (Adonay) والأسماء الملائكية في الكتابات السحرية، وهي مقتبسة من اللغة العبرية ومن التراث اليهودي.

من المحتمل، جداً أن الخصائص اللسانية مثل الكتب المنحولة جاءت من يهود الجزيرة العربية (الذين تحولوا إلى المسيحية بعد مذبحة نجران) والذين لم يدينوا بالولاء أبداً للحاخاميّة، أي هم مجموعة من اليهود الذين غادروا بلدهم بعد دمار أورشليم وقمران (67-70 ميلادياً) وكانوا على خلاف مع الفريسية الحاخامية. وتأييداً لهذه الأطروحة، تلاحظ الباحثة الغياب التام لذكر يهود الجزيرة العربية أو منطقة الكوش في التلمود، على الرغم من أن النقوش الأثرية تثبت أن اليهودية كانت منتشرة للغاية هناك (أقله في جنوب الجزيرة العربية).

الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية - المسيحية الأفريقية التقليدية

يسلط جون بِنز -مدير مؤسس لمعهد الدراسات الأرثوذكسية في جامعة كامبريدج، والباحث المشارك في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن- الضوء على التقليد التاريخي المسيحي في إثيوبيا، ويبيّن حالة الاتصال التاريحي بينها وبين ملكة سبأ والقدس، ويدرس التقليد الشفهي الديري فيها.

يخلص الباحث في دراسته إلى أن التقدم التاريخي والتجربة الراهنة للكنيسة الإثيوبية، يُظهر كيف ترسّخ الإنجيل المسيحي وعاش في السياق الثقافي الإثيوبي؛ حيث يلتقي اللاهوت القبطي المصري بالثقافة الساميّة للشرق الأوسط والنظرة العالمية للثقافة الأفريقية. كما يوضح كيف يمكن أن تعيش الكنيسة إلى جانب الديانتين التوحيديتين الكبيرتين: الإسلام واليهودية، بتعاون ودعم متبادل. يتناقض ذلك مع معاداة السامية ورهاب الإسلام في الكنائس والمجتمعات الغربية. وفي حين كانت هناك مناسبات ساد فيها التحيز والعداء والعنف بين الأديان في إثيوبيا، فإنها حدثت في سياق الحياة المشتركة والاحترام المتبادل. إن شهادة المسيحيين في إثيوبيا، المخلصين لتقاليد تعود إلى الأيام الأولى من تاريخ الكنيسة، تقدّم أنموذجاً للإيمان يشكل جزءاً مهمّاً، ولكن مبخوس القيمة، من المسيحية في جميع أنحاء العالم.

العلاقات بين الحبشة وشبه الجزيرة العربيَّة قبل الإسلام

درس وديع عوض -راهب فرنسيسكاني وباحث مصري متخصص في التراث العربي المسيحي- العلاقات الثقافيَّة والتجاريَّة والسياسيَّة والحربيَّة والدينيَّة بين الحبشة وشبه الجزيرة العربية قبل الإسلام. مشيرًا إلى أن العلاقات بين الحبشة وجنوب شبه الجزيرة العربيَّة بدأت بهجراتٍ، على موجاتٍ متتابعةٍ، من القبائل العربيَّة من اليمن. وقد حمل هؤلاء المهاجرون الشماليون إلى الجنوب موروثاتهم الثقافيَّة، ولا سيّما اللغة والكتابة، وامتزجت لغة اليمن العربيّة، وهي فرع من اللغات السامية الآسيويَّة، بلغات الحبشة الأفريقيَّة. ومن جهة أُخرى طوَّر الأحباش الكتابة اليمنيَّة (خطّ المسند) فأضافوا إليها الحركات.

أدّى تقارب اللغتَيْن والكتابة، وتشابه النظام السياسيّ إلى تسهيل التجارة بين ضفَّتَيّ البحر الأحمر، عند باب المندب، كما تشهد الوثائق الإغريقيَّة القديمة. ومع اشتداد قوَّة المهاجرين الشماليين، في الحبشة، وامتزاجهم بالعنصر الأفريقيّ بدؤوا يتطلَّعون إلى الهيمنة على بلادهم الأصليَّة في الشمال، وجرت حروبٌ متعدِّدَةٌ على أرض جنوب شبه الجزيرة العربيَّة. وقد أجَّج هذه الحروب في مرحلتها الأخيرة الصراعُ والاختلافُ الدينيّ، عندما وصل إلى الحُكم في اليمن ملكٌ يدين باليهوديَّة، وكانت المسيحيَّة وقتذاك بدأت تنتشر في الحبشة. أضعفت هذه الحرب الدينيَّة الجانبَيْن، وانتهى الأمر إلى انعزال الحبشة ودخول اليمن في الدين الإسلاميّ الوليد.

التقاطعات الدينية بين اليهودية والمسيحية والإسلام في إثيوبيا

درس أسانتي أوليفيه كواسي -أستاذ وباحث في جامعة ألاسان كواتارا بساحل العاج- أسس الحالة الصراعية في إثيوبيا، وقدّم نبذة مختصرة لتواريخ تجذر الديانات التوحيدية في إثيوبيا، واستعرض نتائج السيطرة المسيحية. فأشار إلى أن جزءًا كبيرًا من تاريخ إثيوبيا، يتركز على طبيعة العلاقات بين شعوبها مع إسلام قائم على الفتح والتوسع، وكنيسة أرثوذكسية مسيطرة جعلت المسيحية ديناً للدولة لمدى طويل، وإلى جانبها الأقلية اليهودية التقليدية التي خسرت حضورها، بفعل اندفاعات الانسحاب التي انتهى بها الأمر لإقصائها عملياً من الدولة، تاركة لها بقايا أسطورة قديمة تحكي عن الرابط بين ملكة سبأ والملك سليمان.

يقابل ذلك جماعات الفلاشا، والمسلمون الذين تمكنوا من التأثير في الأوضاع التي جعلت من إثيوبيا اليوم صورة عن دولة حديثة، تحمل حالة من التعايش السلمي بين مختلف الديانات. وإن تاريخ هذه الدولة يمتزج بشكل شبه كلي مع الانتماء، مع تطور التقاليد الدينية، ومع علاقاتها التصارعية. وخارج الهويات الإثنية أو اللغوية، فإن الهويات الدينية هي التي تشكل منبع وخميرة الحالات الصراعية عند الأكثرية في إثيوبيا. وحاول الباحث تقويم خريطة منابع الحالة الصراعية والحالات التي أديرت بها من قبل الفاعلين الاجتماعيين.

الكنيسة القبطية المصرية والكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية: التاريخ والحاضر

درس جوزيف رامز أمين -أكاديمي وباحث مصري متخصص في شؤون القرن الأفريقي- تطور العلاقة الكنسية بين مصر وإثيوبيا، وقدّم محدِّدات العلاقة بين الكنيستين، ووقف عند دور الكنيسة القبطية في إثيوبيا.

يخلص الباحث إلى أنه على الرغم من امتداد عمل الكنيسة القبطية في أفريقيا لقرابة (32) دولة، وسيامة الأسقف القبطي السابع لأفريقيا، فإن الدور القبطي الكنسي في القارة يجب أن يبدأ من جذوره الإثيوبية، مع بلد بهذه الأهمية والمكانة والعمق التاريخي. وإنه من المهم الإفادة من العلاقات بين البلدين والكنيستين وتطوير مسارات التأثير والتأثر بينهما في المجالات كافة، لا سيما الثقافية منها التي يمكن لها أن تعزز الروابط بين الكنائس المسيحية من جهة، وبين أبناء الديانات الأخرى من جهة أخرى.

المسيحية في إثيوبيا: التقاطع بين الدين والإثنية

تناول تيودروس تكلو -أستاذ محاضر في اللاهوت والأخلاق في كلية الدراسات العليا الإثيوبية للاهوت في جامعة ستيلينبوش (جنوب أفريقيا)- التحدّيات المعاصرة للعلاقة بين الدين والإثنية في إثيوبيا. تبدأ الدراسة بسرد موجز لتاريخ المسيحية، مركّزةً على دخولها المنطقة ونموّها ودورها المجتمعي، لتسلط الضوء على أبرز سمات هذا التاريخ التي ترتبط بالإثنية والمسيحية. وباستخدام الطريقة التقاطعية بمثابة إطار تحليلي، حلل التقاطع بين المسيحية والإثنية على مرحلتين. فوضح -أولاً- التقاطع بوصفه نظاماً هرميّاً تتجاوز فيه المسيحية الهوية الإثنية: المسيحية بوصفها نظاماً فوق إثني. وفحّص –ثانياً- استيعاب الأيديولوجية القومية (الإثنية) للمسيحية أو إخضاعها، تجسيداً للإثنية. ويختتم الدراسة بعرض التحدّيات المعاصرة التي تبرز نتيجة للعلاقة بين الدين والإثنية.

تخلص الدراسة إلى أنه بالنظر إلى التاريخ الطويل للمسيحية في أفريقيا، فإن مناقشة العصور التاريخية المختلفة (بشكل غير متزامن) والمقارنة بينها في فترات محدّدة (بشكل متزامن) أمر تعذّر تحقيقه هنا. فكان تركيز البحث على مثال إثيوبيا، مسلطًا الضوء على بعض السمات البارزة للعلاقة بين الدين والإثنية بطريقة عامّة. فيما توصّلت هذه النظرة العامة إلى توتّرين: الأول: تجاوز المسيحية بمثابة نظام فوق عرقي الفصائل الإثنية؛ والثاني: إخضاع القومية (الإثنية) للمسيحية. ولا يزال هذا التوتّر المتأصّل تاريخياً يؤثّر في إثيوبيا، إذ إنها مثقلة بالذاكرة التاريخية. ولا تزال النصوص التاريخية والذكريات الجماعية للمجتمعات الإثنية المتنوّعة تنشر جراحها التاريخية الناجمة عن العلاقة بين الدين والإثنية عبر وسائط التواصل الاجتماعي/ وسائط الإعلام الرقمية. وكان لهذه الاستمرارية لحالة الضحية -وسيظلّ- أثر مقلق ومزعزع للاستقرار فيها.

دور الكنيسة في جمهورية الكونغو الديمقراطية

انطلقت دراسة تريسا نوغويرا بنتو -باحثة برتغالية في الشؤون الأفريقية- من الافتراض بأن الكنائس جهات فاعلة في المجتمع المدني، وأنها غالباً ما تكون في الأنظمة غير الديمقراطية أو الهجينة في الحيّز الذي يشغله المجتمع المدني الواقع خارج نطاق السلطة السياسية ولكن داخل الدولة، مما يؤدّي إلى بروز مقاومة الوضع الراهن والاعتراض عليه. وكما أشار عالم الاجتماع الأميركي لاري دايمِند (Larry Diamond) ، فإن الجهات الفاعلة في المجتمع المدني تعمل بمثابة جهات وسيطة، وتختلف عن الجهات الفاعلة السياسية بقدر ما لا يكون هدفها الوصول إلى سلطة رسمية أو منصب في الدولة.

تتكوّن الدراسة من أربعة أقسام: يقدّم القسم الأول الإطار النظري للبحث. ويعرض القسم الثاني تحليلاً موجزاً لتطوّر العلاقة بين السلطة السياسية والكنائس المسيحية في جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ الفترات الاستعمارية، من خلال قوّتين محرّكتين مختلفتين جوهريًّا: التعاون والاستيعاب/ الصراع والمواجهة. ويحلّل القسم الثالث دور الكنائس المسيحية في الأحداث السياسية الرئيسة التي ميّزت نهاية حكم جوزيف كابيلا. ويعرض القسم الرابع الاستنتاجات الرئيسة.

خلصت الدراسة إلى أن أهمية الكنيسة في جمهورية الكونغو الديمقراطية تنبع من مجموعة من العوامل التاريخية والاقتصادية والسياسية. وتشمل تلك العوامل دورها في «مهمة التمدين» الاستعمارية، والانهيار الاقتصادي الذي ميّز فترة ما بعد الاستقلال، والانقسام السياسي والعرقي والإقليمي المستمر فيها. غير أن أهمية الكنيسة، وخصوصاً الكنيسة الكاثوليكية، في عمليات التغيير السياسي الأخيرة، يمكن أن تفهم على نحو أفضل من خلال دورها في المجال الاجتماعي، في سياق ضعف شرعية الدولة. وترجع الأسباب الرئيسة لضعف الشرعية إلى عدم القدرة على توفير الأمن والسيطرة على الأراضي، وضعف الأداء الاقتصادي والتنموي للحكومات المتعاقبة، واستبداد نظامي موبوتو وكابيلا وإضفاء الطابع الشخصي عليهما، وازدهار نظام سياسي فاسد ونخبة سياسية فاسدة تخدم مصالحها الذاتية. كانت الكنيسة -منذ فترة الاستعمار- مزوداً رئيساً للخدمات مثل التعليم والصحة. كما ساهم وجودها وتنظيمها القوي -من القاعدة الشعبية إلى المستوى الدولي- في زيادة تعزيز شرعيتها، في حين ردع لجوء الدولة إلى آليات القمع الصارمة. ولم يكن من المستغرب، في ظلّ استيعاب المعارضة السياسية أو تحييدها، أن تتمتّع الكنيسة بوضع متميّز لتحدّي طموحات جوزيف كابيلا. وبصياغة رواية مضادّة تتحدّى شرعية النظام مباشرة، وتوفير منصّة قوية للتعبئة الشعبية، سمحت الكنيسة الكاثوليكية بتشكيل حركة احتجاجية، تمكّنت بدعم من الضغوط الدولية من إجبار الرئيس على الاستقالة في النهاية.

الحركات المسيحية المتطرفة في أفريقيا: الصراعات والتطرف الديني

درس حمدي عبدالرحمن حسن -أستاذ العلوم السياسية في جامعة زايد بدولة الإمارات العربية المتحدةتأثير الحركات المسيحية المتطرفة في المجتمع الأفريقي، بما في ذلك رؤيتها للآخر سواء المسلم أو غير المسلم، ولا سيما أصحاب الديانات التقليدية.

يلاحظ الباحث أنه من الضروري تعريف مصطلحات عدة أساسية، تسمح بفهم الأنواع المختلفة من حركات الإحياء المسيحي، ومن بينها الطائفة الدينية والإحياء الديني والكنائس المستقلة وغيرها. مشيراً إلى أن المشكلة الأكثر خطورة التي تطرحها هذه الحركات الدينية الراديكالية هي الصراع المستمر بين المسيحيين وغيرهم من أصحاب العقائد الأخرى، لا سيما الإسلام والديانات التقليدية في العديد من الدول الأفريقية.

يركز البحث على عدد من دراسات الحالة مثل الحركات المسيحية في الجنوب النيجيري وجيش الرب للمقاومة في شمال أوغندا، وميليشيات أنتي بلاكا في جمهورية أفريقيا الوسطى. ومن المعروف أن مثل هذه الجماعات تكون مدفوعة في حركتها بالمعتقدات المسيحية، وتهدف إلى إنشاء عالم جديد يحقق مملكة الرب على الأرض. ويعزى السبب في التركيز على دراسة هذه الحالات إلى أنها تمثل حركات راديكالية أو مسلحة من غير الدول، والتي بطرق مختلفة وحسب ظروف كل منها، استخدمت الدين كأداة في أوقات الصدام والصراع. ويناقش البحث كيفية استخدام المعتقدات المسيحية من قبل هذه الحركات كإطار تفسيري للحركة. وتفسير سلوكها الجمعي جزئيًا من خلال متغيرات أخرى مثل التهميش والتغيير الاجتماعي. فيدرس الباحث أسباب التطرف المسيحي في أفريقيا، ويسلط الضوء على حرب "بيافرا" (الحرب الأهلية النيجيرية) والتمرد المسيحي فيها، ثم يدرس حالتي جيش الرب للمقاومة في شمال أوغندا، وأنتي بلاكا في أفريقيا الوسطى.

الدراسات الأفريقية ودور الدين في أفريقيا: المسيحية أنموذجاً

انطلقت دراسة هالة ثابت -أستاذة العلوم السياسية بجامعة زايد، الإمارات العربية المتحدة- من تحليل المناهج النظرية التي تناولت مفهوم الدين والدراسات الدينية في الغرب، ثم تنتقل لتحليل المناهج النظرية التي تناولت دراسة دور المسيحية في أفريقيا ما بعد الاستقلال، بالتطبيق على الدراسات الأكاديمية المنشورة في عينة من مراكز الدراسات الفرنسية والبريطانية والأميركية. وقد اختارت مجموعة اتجاهات اجتماعية: الاتجاه البنيوي الوظيفي، والاتجاه الصراعي، والاتجاه التفاعلي– الرمزي.

جاء اختيار الباحثة لعينة من الدراسات والمقالات المنشورة في المراكز الفرنسية والبريطانية حول دور الدين في القارة الأفريقية، نظراً للدور الذي لعبته القوتان أثناء الحقبة الاستعمارية في السيطرة والهيمنة على دول القارة. أما المراكز الأميركية، فنظراً للدور الذي لعبته القوى العظمى الإمبريالية في القارة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. بالإضافة إلى ما تمثله الدول الثلاث من خبرات دينية مختلفة: ففرنسا كاثوليكية تاريخياً، وهي أول دولة حديثة تعترف بها الكنيسة، وإن كانت اعتمدت العلمانية مذهباً للدولة منذ عام 1905. بينما لم تتبن المملكة المتحدة العلمانية، بل إن البروتستانتية هي دينها الرسمي، والملك هو الحاكم الأعلى للكنيسة. أما الولايات المتحدة فتُعد بروتستانتية إنجيلية وفقاً للأغلبية المسيحية فيها، ومنها ظهرت الحركة الخمسينية والكنائس السوداء، وكان لهما عميق الأثر في ظهور الكنائس الأفريقية المستقلة.

خلصت الباحثة في مقابلة للتوجهات التي اتبعتها مراكز الدراسات الأفريقية الفرنسية والبريطانية والأميركية في دراسة دور المسيحية في أفريقيا إلى نتائج عدة منها: تميز التوجه الفرنسي بالتركيز أكثر على تناول أداء الكنائس، ودورها الاجتماعي، وتوسعها؛ واعتمد التوجه البريطاني على دراسة دور المسيحية من منظور تخصصي (أنثروبولوجي، اجتماعي، تاريخي، أو سياسي). وإن كان التوجهان قد اعتمدا على دراسات الحالة بمعنى دراسة الموضوع ضمن السياق الذي يوجد فيه، ومقارنتها بحالات أخرى لدراسة أوجه التشابه والاختلاف بين الحالات. أما المراكز الأميركية، فتناولت دور المسيحية في أفريقيا من واقع المحتوى الأفريقي، وذلك في إطار المذهب الليبرالي والدفاع عن الحريات، ومنها ظهرت الجذور التي تلقفتها الكنائس الأفريقية المستقلة.

النسوية الأفريقية: نقد الدراسات الكولونيالية ودور الكنيسة

قدّمت نوال العلي -باحثة ومترجمة أردنية- أبرز الكتابات النسوية التي أنتجتها المرأة الأفريقية في ما يخص تاريخ الحملات التبشيرية في القارة السوداء، وتأثيرها في مسألة الجندر والأدوار الاجتماعية. كما تستعرض موقف اللاهوتيات الأفريقيات من الكنيسة اليوم، والكولونيالية وعلاقتها بالتغيرات الاجتماعية التي حدثت للمرأة الأفريقية، وتتناول العلاقة بين أعباء وتصورات المرأة البيضاء وموقف النسوية الأفريقية منها.

قدمت الباحثة مقتطفات مترجمة من دراسات متنوعة؛ لم تنقل إلى العربية من قبل، في ظل غياب الاهتمام بتجربة «النسوية الأفريقية» (African Feminism)، على الرغم من أنها أقرب إلى ما تعيشه المرأة في الثقافة العربية عموماً من النسوية الغربية. لكن وبطبيعة حال دراسات التابع (Subaltern Studies)، التفتت الدراسات والترجمات العربية واعتنت بنتاج النسويات الأوروبيات والأميركيات أكثر بكثير مما فعلت مع نتاج المرأة الأفريقية، الأمر الذي حاولت الدراسة أن تقف على أبرز التجارب فيه، مع الأخذ بعين الاعتبار أن التجربة النسوية الأفريقية السوداء -في حد ذاتها- متنوعة في جغرافيتها وتوجهاتها، ولا تخلو من النقد ونقد النقد والمواجهات الداخلية فيها.

درست الباحثة تاريخ الحملات التبشيرية وحياة المرأة الأفريقية، والجندر والكنيسة في أفريقيا من منظور لاهوتي، والكولونيالية والنسوية الأفريقية، كما تناولت النسوية الأفريقية في مرآة النسوية البيضاء.

خلصت العلي إلى أن الدراسات النسوية الأفريقية، تلفت إلى وجود أزمة عميقة في الهوية الأفريقية اليوم، مما يقتضي تفكيك «الكولونيالية النسوية»، وإعادة قراءة تاريخ المرأة الأفريقية ما قبل حقبة الاستعمار. ترى النسوية الأفريقية أن الاختلافات بين الجنسين في مجتمعات ما قبل الاستعمار، كانت أكثر تعقيداً، ولم تكن مبنية على علم الأحياء والحتمية البيولوجية التي جلبها الاستعمار معه وروجت لها الإرساليات التبشيرية. ولم يكن النظام الأبوي، المنظومة السياسية والاجتماعية الرئيسة في القارة، وكان هناك العديد من المجتمعات الأمومية، حيث شغلت المرأة أدوارًا مهمة وشكلت توازن المجتمع الأفريقي.

تطورت في العقود الأخيرة، أطروحات الحركة النسوية الأفريقية، المقاومة للهيمنة الثقافية التي قدمتها النسوية البيضاء، الساعية إلى إسقاط مفاهيم المجتمعات الغربية على الفضاءات الأفريقية. وطالبت بتقديم نماذج نسوية تبني أفكارها ضمن منظور ثقافي أفريقي يأخذ بالاعتبار تاريخ أفريقيا وتنوعها الإثني والاجتماعي.

في الختام، ترى الباحثة أن المذاهب النسوية الأفريقية اليوم تقف أمام تحديات عدة، لها علاقة بالجغرافيا الثقافية وتنوع مجالاتها، مما يتطلب بناء سرديات أصيلة والتأسيس لأصوات بديلة قادرة على تجاوز المتخيل «الغربي»؛ وهو مسعى معرفي بدأ مع الدراسات النسوية ما بعد الكولونيالية (Postcolonial feminism) الناشطة منذ أواخر سبعينيات القرن المنصرم.

  1. - Gauchet M. (1985), Le désenchantement du monde, Paris, Gallimard.