المسيحية والإسلام العلاقات، المعرفة، الأخوة


يتقصى كتاب «المسيحية والإسلام: العلاقات، المعرفة، الأخوة» (الكتاب التاسع والأربعون بعد المئة، مايو (أيار) 2019) جذور التفاهم بين الأديان، وتحديداً بين المسيحيين والمسلمين؛ فيرصد مسارات العلاقات بينهم منذ حقبة زمنية مبكَّرة حتى العصر الراهن، ويبيِّن أرضية المؤاخاة القوية التي نمت على مدار تاريخهما، وما تخللها من محطات وروابط وتلاقٍ وتوترات. سعى الكتاب إلى التحقق من فرضية أساسية في العلاقات الإسلامية– المسيحية، منظوراً إليها كحالةٍ ثقافية اجتماعية مرتبطة بالحضارة أكثر من ارتباطها بالنص والعقائد أو «العنف». إذ تأثرت الروابط بين المسيحيين والمسلمين بالتوترات السياسية والحروب التي أثقلت بنى المعرفة وأوهنت سبل التلاقي، وسممت أسس التعارف، وتركت تأثيرات سلبية في الوعي الجمعي، والصور النمطية المتبادلة، على مستوى الاجتماع «غير المدرك» والمعرفة «المدركة»، كما يتضح من ظاهرة الإسلاموفوبيا، وظاهرة تهويلها وتسييس معالجتها.


تم النشر في: May 2019


front149

قائمة الفصول


# اسم الكتاب
1 الإسلام من الاستشراق إلى المراجعين الجدد
2 الجدل الديني الإسلامي- المسيحي في التاريخ
3 المسيحية والإسلام: الصورة النمطية المتبادلة مدخل إلى مشكل التعددية الدينية
4 المسيحية في الفكر الإسلامي من صدر الإسلام حتى سقوط القسطنطينية
5 العلاقات الإسلامية- المسيحية من الفترة الوسيطة حتى سقوط غرناطة
6 الإسلام في الفكر المسيحي من البعثة حتى سقوط القسطنطينية
7 الإسلام في العصور الوسطى من سقوط القسطنطينية حتى سقوط غرناطة
8 يواكيم مبارك: الإسلام إبراهيمية أصيلة... رؤية مسيحية
9 الإسلامُ في وثائق المجمع الفاتيكانيّ الثاني
10 العلاقات بين الإسلام والفاتيكان.. رؤية معاصرة
11 مسلمون ومسيحيون معاً: بحثاً عن المواطنة

شرح الكتاب


ملخص بحوث الكتاب الشهري (149)

المسيحية والإسلام: العلاقات، المعرفة، الأخوة

مايو/ أيار 2019

يتقصى مركز المسبار للدراسات والبحوث في كتابه "المسيحية والإسلام: العلاقات، المعرفة، الأخوة"(الكتاب التاسع والأربعون بعد المئة، مايو/ أيار 2019) جذور التفاهم بين الأديان، وتحديداً بين المسيحيين والمسلمين؛ فيرصد مسارات العلاقات بينهم منذ حقبة زمنية مبكرة حتى العصر الراهن، ويبين أرضية المؤاخاة القوية التي نمت على مدار تاريخهما، وما تخللها من محطات وروابط وتلاق وتطورات.

الإسلام من الاستشراق إلى المراجعين الجدد

يتناول رضوان السيد، الكاتب والأكاديمي اللبناني، ظهور الاستشراق العلمي وتطوراته (1844- 1950)، ويرى أنّ أولى مشكلات الاستشراق أو أعمال الغربيين في التراث الإسلامي وعنه، أنه لم يظهر باعتباره جزءًا من علم التاريخ (الذي كان علمَ العلوم عند الغربيين). وذلك لأنّ هؤلاء العلماء وقد كان معظمهم من دارسي العهدين، اعتبروا الإسلام ديناً يملك نصاً مقدساً هو القرآن، وإذا أمكن تحديد طبيعته أمكن الحكم على الإسلام. وهكذا ما نظروا إلى الإسلام باعتباره ديناً وحضارةً مثل حضارات الهند والصين واليابان. ولذلك كانت مصادرهم لقراءة هذا الدين وفهمه اللغة أو الفيلولوجيا، والذهاب من الفيلولوجيا لكتابة التاريخ، وليس تاريخ الأمة أو الحضارة بل تاريخ النصّ أصولاً ومصادر وتركيباً وعلائق. لذلك يدرس رضوان السيد الفيلولوجيا (العلوم اللغوية) في التاريخ الثقافي والدولة والحضارة، ويشير إلى أنه ما كانت هذه النشرات الكثيفة من جانب المستشرقين لذخائر التراث العربي، والتي تأسست عليها دراساتٌ وبحوثٌ واسعة، مصادفةً أو اندفاعاً غير واعٍ. فالتاريخانية كانت منهج المناهج في العلوم الإنسانية، وهي تقوم على الفيلولوجيا والتاريخ المستند إلى تحليل وتركيب النصوص الفيلولوجية. وقد داخلتها الإنسانويات منذ عصر النهضة في القرن السادس عشر من جهة، ومسألة هوية أوروبا المتفرعة على الزمنين اليوناني والروماني. والمعروف أنّ الدرس الكلاسيكي للمعارف والعلوم يقوم على علوم اللغة وفقهها (النحو والبلاغة والشعر والمنطق)؛ وهكذا أقبل الغربيون أو الأوروبيون وقتَها وفي زمني النهضة والأنوار على تتبع دثائر حضارتيهم الكلاسيكيتين -والباقي منهما قليل- بالاكتشاف والتحقيق العلمي والنشر. ولذلك وعندما انفتحوا على الحضارات الأُخرى سلكوا المنهج نفسه، فأقبلوا على اللغات اليابانية والصينية والهندية لاكتشاف حضاراتها، كما أقبلوا على الدثائر العربية. ولذلك، وفي مرحلة الاستشراق "العلمي" والتي تحدثنا عنها، وفي أقلّ من خمسين عاماً حدثت عدة تطورات بارزة، أولى تلك التطورات اكتشاف أنّ الحضارة الإسلامية بلغاتها الرئيسة: العربية والفارسية والتركية، هي أغزر الحضارات على الإطلاق في الدثائر المكتوبة. والتطور الثاني أنه لا بد في التعامل مع هذه الحضارة من الخروج من إسار العهدين القديم والجديد من جهة، ومن الربط بينها وبين الحضارات الآسيوية القديمة في البحث والتقميش من جهةٍ ثانية. ويسلط الباحث الضوء على المراجعين الجدد والإسلاميين الجدد، حيث شهد عقد الستينيات والسبعينيات متغيرات بارزة، خيمت ظلالها على الملفّ الإسلامي كله، ومن ضمنه الدراسات الإسلامية في الغرب. والإسلاميون على اختلاف فرقهم صاروا أحزاباً وحركاتٍ شعبية مضت من خلال الحاكمية إلى الدولة الإسلامية وتطبيق الشريعة. وفي الفترة نفسها كانت علوم نقد النصّ والعلوم الاجتماعية والإنسانية تشهد ثوراتٍ لجهات البنيوية والتأويل والبحوث الميدانية والحملات على الأيديولوجي، ومن جهةٍ أُخرى استخدام تلك التوجهات الجديدة في نقد الخطاب الاستعماري، وقضايا المعرفة والسلطة. وفي تناوله تذييل في الإسلاموفوبيا ودور الاستشراق يستعرض الباحث كتابين، الأول للأستاذ فخري صالح بعنوان: "كراهية الإسلام، كيف يصور الاستشراق الجديد العرب والمسلمين" (2016). والثاني عنوانه: "رُهابُ الإسلام، الإسلاموفوبيا"- لعدة مؤلفين (2016) أيضاً. وفي الختام يرى الباحث، أنه بسبب اتساع المجال، والنقائض في الأسماء والإضافات، والتخالُف والتفاوُت؛ ذلك كلُّه، يدفع باتجاه اعتبار الاستشراق بالمعنى الذي كان متعارفاً عليه حتى الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، قد مضى وانقضى بحقّه وباطله.

الجدل الديني الإسلامي- المسيحي في التاريخ

يرصد عيسى دياب، أستاذ الدراسات الإسلامية المسيحية- اليهودية في معهد الدراسات الإسلامية المسيحية التابع لكلية العلوم الدينية في جامعة القديس يوسف في بيروت، في هذه الدراسة، الجدل الإسلامي- المسيحي في التاريخ محاولا اكتشاف دقائقه ونتائجه. ويشير إلى أن للجدل الديني أشكالا مختلفة: الحوار الحي، وتبادل الرسائل والمنشورات، والعيش معًا في المجتمع والوطن والمؤسسة. يتكلم الباحث في هذه الدراسة عن الجدل المسيحي- الإسلامي الذي دار خلال الحقبة الممتدة منذ ظهور الإسلام وحتى أيامنا. قسّم الباحث الدراسة إلى حقبات تاريخية بحسب تطور الدولة الإسلامية والأحداث التي دارت، وتكلم عن الجدل اللاهوتي الذي دار بين المسيحيين والمسلمين مبينًا الوقائع التاريخية، والدوافع التي كانت وراء هذا الجدل، ومحللاً النتائج. مع طرح فكرة تأطير الجدل المسيحي- الإسلامي عبر مؤسسات في البلاد العربية، حيث العنف الديني يمارس بشكل كثيف، ويرى الباحث أن الجدل أداة لاستخدام الدين في دعم إرساء قواعد المجتمع للسلام والعدالة والمساواة والسلم الأهلي.

يتناول الباحث في دراسته الجدل الديني الإسلامي- المسيحي في عصر الرسول محمد، وبينه وبين وفد من النصارى، ثم الجدل الديني في الخلافة الراشدة، والدولة الأموية، فالعصر الأول للخلاقة العباسية، ثم العصور الإسلامية الأخرى، وصولا إلى الجدل الديني الإسلامي المسيحي في العصر الحديث.

يخلص إلى أن الدين مكوّن رئيس في الكيان البشري، هو الأكثر حميمية وتأثيرًا في سلوك الفرد. ويرى أنه في البلاد العربية وحوض البحر المتوسط، أن تجعل من الدين عاملًا أساسيًا في التعاون ومواجهة الأزمات والمشكلات بدلاً من الاستدراج إلى العداوة والتطرف ممكن فقط في التربية والتعليم والحوار العقلاني البعيد عن العصبيات. موصيا بالعمل على تأطير الجدل المسيحي- الإسلامي ومأسسته في الدول العربية بشكل عقلاني، لأنه أداة فعالة لتحليل التراثات والاستفادة من مخزونها الإنسانوي، كما أنها تخفف من حدة التوتر الديني والعرقي وربما اللغوي للمجموعات الإثنية المختلفة، وتؤسس لمجتمع السلام والعدالة والمساواة واحترام الحريات وحقوق الإنسان.

المسيحية والإسلام: الصورة النمطية المتبادلة مدخل إلى مشكل التعددية الدينية

يدرس عبدالجواد ياسين، مفكر مصري، الصورة النمطية المتبادلة بين المسيحية والإسلام، فيناقش الصورة النمطية على مستويين متداخلين؛ الأول: مستوى البينة النظرية كما تطرحها المدونة المدرسية في الديانتين، مما يفضي إلى الجذر اللاهوتي المشترك الذي يجمع بينهما، وهو نسق التدين التوحيدي الحصري. والثاني: مستوى القراءة التاريخية التي تشتغل على تفاعل الطرفين في الواقع على مدى زمني طويل متعدد المراحل، ونطاق جغرافي واسع متنوع الشعوب والأعراف والثقافات، خصوصًا تفاعلات المراحل المبكرة للتشكل على إيقاع العصور الوسطى. ويحاول الإجابة على تساؤلاته التالية: كيف تشكلت صورة نمطية "واحدة" لدى أتباع الديانتين عن هذا الأصل النظري المشترك؟ وإلى أي مدى يمكن القول بوحدة هذه الصورة وتواصلها في هذه السياقات المتباينة؟ وكيف تأثرت، على مستوى الطرفين، بالتطورات الجذرية التي جلبتها الحداثة، والتي أسفرت عن تحولات عقلية ونفسية حادة، انعكست على منهج التفكير العام وطريقة التعاطي مع المسألة الدينية، في ظل تفاقم النزوع الفردي والوعي بالتعددية؟

يبحث عبدالجواد ياسين المسألة تحت عناوين ثلاثة وهي: الأصل النظري: الحصر التوحيدي والتمركز الإثني. تشكل الصورة النمطية: ملامح تاريخية. ضغوط التطور النسبي: مشكل التعددية.

ويخلص إلى أنه خلال القرن العشرين، حيث سادت ثقافة علمانية ذات طابع تقني، أقل مبالاة بالدين داخل المجتمعات الغربية، كانت التصورات الشعبية حيال الآخر الديني عمومًا تتخفف من مشاعر التعصب التقليدي الموروثة، وهي كانت -بشكل عام- تسبق الموقف الرسمي للكنيسة وتتجاوزه. ويظل هذا التصوير صحيحًا في المجمل، على الرغم من التحولات الارتدادية التي عاودت الاهتمام بالتدين في المراحل المتأخرة، والتي اتخذت مظاهر متنوعة خارج الأطر الرسمية للكنيسة، وعلى الرغم من نتائج التمدد الأصولي الإسلامي التي كانت قادرة على استفزاز الصورة النمطية القديمة، الكامنة في عمق اللاشعور الغربي. أما على الجانب الإسلامي، حيث لا توجد مؤسسة تمثيلية جامعة تملك صلاحيات تعديلية حيال المدونة، لا مجال للحديث عن موقف رسمي باسم الديانة. الهيئات الفقهية التي تم إلحاقها بالدولة الوطنية لا تمثل مؤسسة دينية مفوضة بالمعنى الضيق. وعلى الرغم من أنها تتماشى -عمليًا- مع توجهات الدولة، وتتبنى خطابًا تسامحيًا عامًا حيال المسيحيين، يستدعي المبادئ الكلية في الدين، فإنها لا تملك الخروج على الأصل الحصري للإسلام كديانة توحيدية، ولم تظهر نشاطًا تأويليًا جادًا حيال النصوص الإسلامية الصريحة، التي تعتبر القول بأقانيم ثلاثة قولًا بآلهة ثلاثة، وتنظر إلى المسيحية كديانة محرفة لا تنتمي إلى التوحيد الصحيح، الذي ينحصر في صيغة واحدة هي صيغة الإسلام. بوجه عام، لا تبدي الثقافة السلفية السائدة، ردود فعل مكافئة للمثيرات الحداثية التي صارت تفرض على الدين التاريخي مواجهة المبدأ الحصري كمعضلة نظرية تناقض قانون التنوع الطبيعي. أما على المستوى المجتمعي، حيث تفرض الاعتبارات العملية فكرة التعايش اليومي مع الأقليات، يعمل الاحتكاك في إطار الدولة الوطنية على توسيع التعارف والتشبيك الاجتماعي، مما يساعد على تذويب الحواجز الصادرة عن الثقافة "المكتوبة" وتقليص المضمون السلبي للصورة النمطية. وفي هذا السياق تظهر خصائص التدين الشعبي الاعتيادية، التي تسبق على الدوام إيقاع المدونة، وتبدي استجابة أسرع لمثيرات التطور، وقدرة أوسع على استيعاب الآخر المذهبي والديني. وهي خصائص يلزم العمل على تكريسها وتصعيد دورها في مواجهة النتائج السلبية الناجمة عن التعصب الأصولي.

المسيحية في الفكر الإسلامي من صدر الإسلام حتى سقوط القسطنطينية

يستعرض ديفيد توماس، أستاذ فخري في المسيحية والإسلام في جامعة بيرمنغهام في المملكة المتحدة، المسيحية والإسلام في الأزمنة المبكرة: العقائد والتعايش، والمسيحية في أعمال علي بن سهل ربن الطبري، متناولا ابن حزم والجويني والجدل حول الأقانيم والتوحيد، ويعرج إلى مناظرات المسلمين حول الذات الإلهية.

يشير توماس في دراسته أيضا إلى أن الأعمال التي ألّفها أبو عيسى الورّاق وعبدالجبار، بالإضافة إلى آخرين مثلهما منذ القرون الأولى للإسلام، والتي تناقش العقائد المسيحية الرئيسة، والمشكلة بها كما رأوها بأن المسيحيين سمحوا بابتعاد دينهم عن شكله الأصلي إلى أشكال محرّفة طُمست فيها وحدانية الله. لذا من واجب المتكلّمين المسلمين إظهار الأخطاء في العقيدة المسيحية لإرشاد المسيحيين إلى الطرق الخاطئة التي اتبعوها. هذا هو الموقف على العموم من المسيحية – كما يراه الباحث- الذي يعبّر عنه في أعمال علماء الكلام المسلمين حتى القرن السادس/الثاني عشر، وهي فترة أبدى فيها المسلمون اهتماماً شديداً بإثبات تفوّق دينهم مقابل المسيحية وأديان أخرى. كما يضيف بأن الموقف العام من المسيحية، الذي تطوّر في القرون الأولى للإسلام، شهد وعبّر عنه أساساً علماء الكلام المعتزلة العقلانيون، قليلاً من التغيّر في القرون التي تلت ذلك، بالإضافة إلى ذلك، تضاءل اهتمام المسلمين، باستثناء واحد أو اثنين، بإيجاد طرق جديدة تظهر للمسيحيين أخطاءهم وكيفية اجتنابها. ويشير إلى أن التغيّرات السياسية التي شهدها القرن السادس/الثاني عشر وما تلاه، وشملت موجات متتالية من الهجمات التي شنّها الصليبيون الأوروبيون على أراضي شرق البحر الأبيض المتوسط​​، وبروز أنظمة في مصر وشمال إفريقيا وإسبانيا، اتخذت مواقف قاسية من المسيحيين والذميّين الآخرين، أدّت إلى إبعاد المسيحيين المحلّيين من مناصب المسؤولية ومن مركز المجتمع، وقلّلت من الحاجة الملحة للمسلمين لمخاطبة المعتقدات المسيحية بطرق جديدة. لذا كرّرت معظم الأعمال الباقية من تلك القرون الحجج السابقة، وأصبحت المقولة القديمة بأن المسيحية تشويه للحقيقة مقبولة دون نقاش.

العلاقات الإسلامية- المسيحية من الفترة الوسيطة حتى سقوط غرناطة

اختار حمّود حمّود، باحث سوري في الفكر الإسلامي، في ظل ثمانية قرون، التركيز على ثلاث نقاط رئيسة ترتبط بمسار العلاقة بين أتباع هاتين الديانتين، الأولى: تحديد هوية العلاقات الإسلامية- المسيحية في هذه الفترات التاريخية، وقبلها، ضبط «هوية» تلك الحروب التي قامت بين الطرفين. هل حملت هذه الحروب، حقاً، هوية دينية؟ وإذا كان الأمر كذلك، كيف يمكن فهم العلاقات بين الطرفين، الإسلامي- المسيحي؟ للإجابة عن هذا السؤال، تناول هذه الحروب في بعدين أساسيين: فمن جهة، حروب الاسترداد التي كانت منحصرة في بعدها التاريخي ضمن الأراضي الإسبانية أو الأندلسية «قبل» القرن الحادي عشر؛ ومن جهة أخرى بعد هذا القرن، أي في السياق الذي بدأت الكنيسة اللاتينية تحريض مسيحيي الأندلس ضد المسلمين، وفي سياق البدء في التحضير للحملات الصليبية (وهنا بدأت الحروب، نتيجة تدخل هذه الكنيسة، تأخذ وجهاً دينياً آخر). ولتوضيح هذه النقطة الأخيرة، تناول (ثانياً) دور الكنيسة اللاتينية في توتير العلاقات بين المسلمين (مع التفريق الشديد ما بين دور الكنيسة هذا وبين المسيحيين عموماً، وخصوصاً أولئك الذين لم ينخرطوا في سياسة هذه الكنيسة)؛ ثم بعد ذلك تناول دور سقوط القسطنطينية ومن بعده غرناطة في رسم فسيفساء العلاقات الإسلامية- المسيحية. أما النقطة الثالثة، التي تناولها الباحث، فتتمثل في إيلاء الأهمية القصوى فيما كان يجري خلف طبول حروب الاسترداد والصليب والجهاد: أي انفتاح عالمين على بعضهما، ومن خلال قناة هذه الحروب، في مسارات تلاقي المسلمين والمسيحيين على الصعيد الثقافي والحضاري، والإفادة الحضارية التي حققها المسيحيون اللاتين من أشقائهم المسلمين. لم يهمل الباحث ذكر أسماء مسيحية كبرى في هذه الفترة (اختار اثنين: يوحنا الأشقوبي (1390-1458)، واللاهوتي الفيلسوف الألماني الكبير نقولاس الكوزاني (1401-1464) والتي كان له دور كبير في إثراء هذه العلاقات بغية الحوار بين الإسلام والمسيحية. ويخلص الباحث إلى أنه من خلال دخول الكنيسة على خطّ حروب الاسترداد في مسارات القرن الحادي عشر قد انتقلت دفة الصراع بين قوى إمبراطورية «داخل» المشرق العربي والمغرب الأندلسي إلى شكل من الصراع بين الغرب المسيحي اللاتيني وبين الإسلام. وهذا ما عقّد آفاق التلاقي بين العالمين، مشددا على قنوات الاتصال الدائمة بينهما (تجارياً وسياسياً وثقافياً... إلخ).

الإسلام في الفكر المسيحي من البعثة حتى سقوط القسطنطينية

استعرض الباحث السوري، هاشم صالح، آراء كبار رجال الدين والمفكرين المسيحيين في الإسلام؛ منذ ظهوره في القرن السابع الميلادي وحتى عام 1453 تاريخ سقوط العاصمة البيزنطية (القسطنطينية) في أيدي المسلمين منتصف القرن الخامس عشر. غني عن القول إن ظهور الإسلام قَسم تاريخ العالم المتوسطي، بل وحتى تاريخ العالم كله إلى قسمين: ما قبله وما بعده. كما استعرض صورة النبي محمد في الغرب على مدار قرون، متناولا التبجيل المسيحي ومهاجمة الإسلام، ويدرس حالة بطرس المبجل وجهل الأوروبيين بالإسلام، وتوما الإكويني والإسلام، ثم يعرج إلى تفاعل الثقافات والحضارات، ودور الحضارة العربية الإسلامية وتأثيرها في أوروبا، اثم يتناول لغزالي وابن سينا في مرآة المفكرين المسيحيين، ويجيء على سير الفيلسوف الأول العربي: الكندي. والمعلم الأكبر للغرب بعد ابن سينا: ابن رشد.

يختتم الباحث الدراسة بقوله إن فلاسفة المسيحية الأوروبية قدموا لنا درساً لا ينسى في مجال التفاعل الثقافي والحضاري. فعلى الرغم من أن العلم والفلسفة والحضارة كانت كلها أشياء عربية إسلامية في ذلك الزمان، فإنهم راحوا يقبلون عليها بكل حماسة ويترجمونها. وعلى الرغم من أن فلاسفة الإسلام كانوا ينتمون إلى دين آخر غير دينهم، بل ومضاد لدينهم فإنهم لم يترددوا لحظة واحدة في الاحتفاء بفلاسفة الإسلام ونقل مؤلفاتهم إلى لغتهم اللاتينية.

الإسلام في العصور الوسطى من سقوط القسطنطينية إلى سقوط غرناطة

تناول بابلو أرغاراتي، أستاذ جامعي ورئيس معهد اللاهوت المسكوني والأرثوذكسية الشرقية والآبائية في جامعة كارل فرانتس في غراتس- النمسا، في هذه الدراسة، صورة الإسلام في المصادر الغربية في التسعة والثلاثين عاماً الممتدة من سقوط القسطنطينية 1453 حتى سقوط غرناطة 1492. وعلى الرغم من أن سقوط الأولى كان متوقّعاً، فإنه يرى أن ذلك شكّل تجربة مؤلمة للمسيحية الغربية، مما سرّع التفكير في ظاهرة قائمة منذ عصور عدّة، قلصت وجود المسيحيين في الشرق وهددت أوروبا بعدما وصل الفتح الإمبراطوري العثماني إلى أبواب فيينا. جرى تجاهل الإسلام في البداية، منذ القرن السابع الميلادي وما يليه، وكثيراً ما قدّم باعتباره هرطقة مسيحية، وقدّمت عنه معلومات كاذبة متباينة، اختُلقت وعُدّلت على مر القرون. وبحلول نهاية القرن الحادي عشر الميلادي، كانت الحرب هي الإجابة الغربية. الحرب التي تبيّن أنها كارثة في ذلك الوقت وذات عواقب لا تزال قائمة. فيما يقدم القرنان الثاني عشر والثالث عشر اقتراحات جديدة تستند إلى تقدّم المعرفة (يرجع إلى حدّ كبير إلى الإنجازات العربية المفترضة) وظهور إخوانيات التبشير في الغرب. وتدفع هذه الاقتراحات إلى جدل عقلاني حول الإسلام، بالإضافة إلى التبشير في أوساط المسلمين، بهدف جعلهم يعتنقون الدين الحقيقي. يرى الباحث أن الحقبة التاريخية التي تناولتها الدراسة والتي غطت صورة الإسلام في العصور الوسطى الأوروبية من سقوط القسطنطينية إلى سقوط غرناطة، كانت مليئة بالتوتر السياسي والديني بين المسلمين والمسيحيين والذي يفصله الباحث في دراسته. مشيرا إلى الحروب التي لعبت دوراً كبيراً في تأزيم العلاقات الإسلامية – المسيحية، وكذلك سوء الفهم المتبادل حول دين كل طرف. وعلى الرغم من الصورة السلبية التي طبعت هذه الحقبة، ظهرت مبادرات مسيحية تجاه المسلمين عبر عنها ما دعا إليه يوحنا الأشقوبي ونيكولاس الكوزاني. يؤكد الباحث أن صورة المسلمين في أوروبا بعد هذه القرون تبدلت نتيجة تطور الدراسات الأوروبية والمسيحية حول الإسلام وخروجها عن الإطار الصدامي، لكن هذا لم يمنع ترسخ الأفكار النمطية في المتخيل الغربي. ويرى أن ثمة مسؤولية مشتركة بين المسلمين والمسيحين نحو بذل المزيد من الجهود لتكثيف مسارات التلاقي والحوار؛ فالتاريخ يوحي لنا بوجود إضاءات للحوار الديني علينا استحضارها وأخذ العبر منها.

يواكيم مبارك: الإسلام إبراهيمية أصيلة... رؤية مسيحية

تناولت ريتا فرج، باحثة لبنانية، عضو هيئة التحرير بمركز المسبار للدراسات والبحوث، يواكيم مبارك، الراهب اللبناني، تلميذ المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون (Louis Massignon) (1883-1962) الذي درس الإسلام في مجاله الإبراهيمي؛ فأقام تأصيلاً توحيدياً بين ثالث الأديان التوحيدية، والديانتين اليهودية والمسيحية، رافضاً النتائج التي طبعت بعض الأعمال اللاهوتية الكلاسيكية والأدبيات الاستشراقية، الناظرة إلى "الإسلام كهرطقة مسيحية". تسعى الباحثة في هذه الدراسة إلى تناول وتحليل خلاصات يواكيم مبارك ضمن محورين: الأول: رؤيته عن "الإسلام كإبراهيمية أصيلة"، باعتباره جزءاً من العهد الكتابي والتدبير الخلاصي، متأثراً بأفكار المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون؛ والثاني: نقده لوثائق المجمع الفاتيكاني الثاني (1962-1965) الخاصة بالإسلام، حيث كانت له تعليقات وتعقيبات عدة، تلاحظها الباحثة في كتابين عنده وضعهما بالفرنسية هما: "أبحاث في الفكر المسيحي والإسلام في الأزمنة الحديثة والتاريخ المعاصر"، "الإسلام والحوار الإسلامي– المسيحي".

تشير الباحثة إلى أن يواكيم مبارك رفض نسبة الإسلام إلى إسماعيل مناقشاً الأطروحات التي سعت إلى اعتبار الدين الإسلامي فرعاً انشقاقياً إبراهيمياً لا يتمتع بأية أصالة على صلة بـــ"أب التوحيد"، ناقداً الرؤى التوراتية الاصطفائية الدينية، القائمة على مقولة "شعب الله المختار". آمن بـــ"الأرومة الإبراهيمية" الجامعة للأديان التوحيدية الثلاثة؛ وأمضى حياته مدافعاً عن وجهة نظره هذه بإخلاص، لا سيما أمام المحافل العلمية والمؤتمرات وفي مؤلفاته، والرجل له معرفة عميقة بالإسلام، ديناً وتراثاً، لا تقل عن معرفته بالمسيحية، كالاهوتي مسيحي عاشق للإسلام وعارفٍ به. كما تضيف الباحثة أن محمد أركون أخذ على لويس ماسينيون -وكذلك مبارك– أن أبحاثهما اتجهت إلى "نزعة الإغراق في الاعتقاد"؛ أي الإغراق الزائد عن اللزوم في الإيمان الديني على حساب ممارسة العقل النقدي.

وتخلص في دراستها إلى أن تأثير ماسينيون لا يمكن الاستهانة به في حقل الدراسات الغربية والكاثوليكية حول الإسلام، وتأثيره بمبارك –وسواه من اللاهوتيين- أعطى دفعاً باتجاه نشأة اتجاه لاهوتي مسيحي متحرر من تبعات التاريخ العقائدي/ الصراعي وحصرية الخلاص، وهذا يقوي الحوار بين الأديان حين يتم التركيز على النزعة الإنسانية في الدين والقيم المشتركة، خصوصاً في المجتمعات العربية والإسلامية التي ما زال الدين يحتل حيزاً كبيراً عندها في منظومة المعنى بأنساقها المختلفة. تشتد الحاجة إلى هذا الحوار في سبيل الحد من العنف الرمزي العقائدي بين أبناء الأديان، والذي يؤدي –بدوره من بين عوامل أخرى- إلى تنامي التطرف الديني، الحركي والتنظيمي. وهذا يعني أنه علينا أحياناً، وخلافاً لوجهة نظر أركون، "الإغراق في الاعتقاد" في المجال الروحاني الديني من أجل تجسير العلاقات بين الأديان، والحد من الأصولية الاجتماعية الدينية الكامنة والتي تؤدي إلى اضطرابات وتوترات؛ فترى الباحثة أن الروحانيات العابرة للديانات تشكل أيضاً الترياق ضد الإرهاب الديني، وليس التأويل وحده قادراً على القيام بهذا الدور عبر إطلاق النص المقدس من سجن الانغلاق الفكري.

الإسلامُ في وثائقِ المجمعِ الفاتيكانيّ الثاني

يشير أندريَّه زكي، أستاذ في كلية اللاهوت (القاهرة)، رئيس رابطة الكنائس الإنجيلية في الشرق الأوسط، إلى أنه منذ النصف الثاني من القرن العشرين، وهي المرحلة الزمنية التي أنتجت وثائق المجمع الفاتيكاني، ثمة إجماعٌ على أهميَّة الحوار بين الحضارات والأديان، ومنذ ذلك الوقت، اهتمَّت المؤسساتُ المحليَّةُ والدوليَّةُ بالحوار. وقد زادت المساحاتُ الإعلاميةُ في العالم العربيّ والغربيّ، التي تتناول الحوار، وسمعنا الكثيرَ من الأصوات المتعددة والآراء والتعليقات المتنوِّعة. وعلى الرغم من ذلك كانت هناك دائمًا شكوى من النتائج المتوقَّعة من هذه الحوارات، وكان التساؤل المطروح دائمًا هو: هل استطاعت هذه الحوارات التأثير في عامة الناس؟ يشير الباحث إلى أن الحوار بين المختلفين عقائديًّا ودينيًّا يرتكز على مجموعةٍ أساسيةٍ من الحريَّات التي نصَّ عليها الميثاقُ العالميّ لحقوق الإنسان؛ والتي لا غنى عنها لاستمرار ونهضة الحياة الإنسانيَّة، هذه الحريةُ لا تقف عند حدود الحريات السياسيَّة فقط، لكنها تشمل أيضًا الحريَّة الدينيَّة. ومن هذا المنطلق هناك ارتباطٌ عميقٌ بين الحريَّة والكرامة الإنسانيَّة؛ فالحريَّة السياسيَّة والاقتصادية، وكذلك الحرية الدينيَّة، تساهم -بشكل كبير- في بناء الكرامة الإنسانية، لذا فمن أهم مقوِّمات الحوار تأكيد مبدأ الحريَّة الدينيَّة. والمقصود هنا بالحريَّة الدينية هو قدرة الفرد على إظهار ما يؤمن به؛ فالحرية الدينيَّة عمليَّةٌ وممارسةٌ يتمكن الإنسانُ من خلالها من بناء راحته النفسيَّة وقناعته العقلية وكرامته. وفي هذا السياق، تأتي قراءةُ الباحث لموقف المجمع الفاتيكاني الثاني من الإسلام؛ ابتداءً بأسباب وظروف انعقاد المجمع، ومرورًا بتأسيس المجمع لفكرة الحرية الدينية، كنظرة أساسية في التعامل مع الديانات الأخرى غير المسيحية، وصولًا إلى القراءة في موقف وثائق المجمع من الإسلام، ومن ثم اليهودية، مع عرض سريع لبعض التحديات والتساؤلات اللاهوتية تجاه وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني، ثم قراءة في موقف العلاقات الإسلامية المسيحية في الوقت الراهن خصوصاً بعد وثيقة "الأخوة الإنسانية" التي تم توقيعها في فبراير (شباط) 2019 في أبوظبي.

ويخلص إلى أن القراءة العميقة للإسلام في وثائق المجمع الفاتيكانيّ الثاني تُظهِر بوضوح الموقفَ الجديد الذي تبنَّتْهُ الكنيسةُ الكاثوليكيَّةُ في علاقتها بالأديان غير المسيحيَّة، لا سيما الإسلام. ومع أن حوار العقائد به الكثير من التحدِّيات، فإن المجمع اتَّخذ طريقًا جديدًا ومختلفًا؛ إذ أقر بالقواسم المشتركة ومساحات الاختلاف، متجهًا إلى مفهومٍ عميقٍ ومتكاملٍ للحريَّة الدينيَّةِ. ولهذا أسس المجمعُ الفاتيكانيّ الثاني مقاربته للإسلام في إطارٍ لاهوتيٍّ اجتماعيٍّ له دلالاتٌ سياسيَّةٌ محدودةٌ، هذا التوجُّه ساعد المجمع الفاتيكانيّ الثاني في عبور مساحات الاختلاف العقائديّ التي يقرِّرها الإسلام والمسيحيَّة معًا إلى مساحاتٍ جديدةٍ مرتبطةٍ بالتطور الفلسفيّ العالميّ، والمتمثلة في النظرة ما بعد الحداثيَّة إلى الحقيقة، التي ترى أن هناك أكثر من حقيقةٍ وأن البشر متجهون إلى الله -مهما كانت اختلافاتهم- لأن الله هو مصدر الحقيقة.

العلاقات بين الإسلام والفاتيكان.. رؤية معاصرة

يقدم إميل أمين، كاتب مصري متخصص في شؤون الفاتيكان، في هذا البحث رؤية تاريخية معاصرة للعلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والمسلمين. ينطلق الباحث من العصور الوسطى، بهدف تبيان طبيعتها والعوامل التي تحكمت بها، سلباً وإيجاباً، خصوصاً منذ منتصف ستينيات القرن المنصرم، وتحديداً مع إصدار وثائق المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، لصورة ونمط جديدين للعلاقة بين الكنيسة الكاثوليكية، وبين الأديان الإبراهيمية الأخرى يتقدمها اليهودية والإسلام. فيمر الباحث على أبرز الشخصيات التي ساهمت في تطور هذه الرؤية المعاصرة، متناولا سلفسترس الثاني جسر البابوية، ويوحنا الثالث والعشرين وما صاحبه في تلك الفترة من تغيرات كنسية في الرؤى، ثم بولس السادس ووثيقة "في عصرنا"، وجورج قنواتي ورؤيته للعالم الإسلامي المعاصر، ويوحنا بولس الثاني وموقفه من التقارب بين الأديان، ثم البابا بندكتوس السادس عشر، وصولا إلى البابا فرنسيس في خاتمة دراسته.

مسلمون ومسيحيون معاً: بحثاً عن المواطنة

تناقش فيفيان فؤاد، أكاديمية وباحثة مصرية، في هذه الدراسة علاقات المسلمين والمسيحيين في منظور المواطنة التي صارت الإطار الدستوري والقانوني للدولة الوطنية الحديثة. وتعتمد الباحثة في دراستها على مصر ولبنان كنموذجين في المنطقة العربية، لقياس مؤشرات التفاعل والتقدم والتقوقع والتراجع في علاقات المسلمين والمسيحيين؛ نظراً لعوامل عدة تاريخية وثقافية، اجتماعية وسياسية. فتتناول التغييرات في العلاقات الإسلامية- المسيحية في التاريخ المعاصر، من المواجهة إلى الحوار والتفاهمات والمبادرات، ومن الرعية الذمة والملة إلى المواطنة. كما تتناول محاولات معالجة جذور التوترات ومواطنية المسيحيين في العالم العربي. مستعرضة نتائج السياسات الممتدة من سبعينيات القرن العشرين إلى عام 2011، وصولا إلى مشهد علاقات المسلمين والمسيحيين قبل وبعد أحداث 25 يناير (كانون الثاني)، و30 يونيو (حزيران) في مصر كاختبار لرابطة المواطنة الفعلي، اللذين أثبتا- كما تخلص- أن دعم العلاقات الإسلامية- المسيحية في الأوطان العربية يحتاج إلى تجديد الفكر الديني الإسلامي والمسيحي تجاه احترام التنوع الديني والإنساني، وكذلك تطوير علاقات التفاهم والحوار بين المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية لصالح الإنسان والخير الوطني العام.