أزمات الحرب الأوكرانية- الروسية ومستقبل الإرهاب


ينضوي هذا الكتاب جغرافيًا في خانة إصدارات سابقة، تطرقت إلى دراسة الإسلام والسياسة في آسيا الوسطى وشمال القوقاز، والمحافظة المسيحية في أوراسيا، والتيارات القومية في روسيا، والآثار الجيوسياسية لأحداث أفغانستان. ويتقاطع في المحتوى مع مسارين للمشروعات البحثية: تخصص الأول في دراسة التطرف الديني والقومي والمحافظ؛ وانكبّ الثاني على رصد ظروف تشكل الملاذات الآمنة والمحاضن التي توفّر للجماعات الإرهابية بيئة ملائمة للتدريب والتجريب والتجنيد.

          تطرقت الدراسات إلى التعريف القانوني لمفهوم المقاتلين الأجانب، وانشغلت بنشاطهم منذ عام 2014؛ وتداعيات تمدد التنظيمات المتطرفة في أوكرانيا، وبحثت في ظاهرة الإرهاب في القوقاز وآسيا الوسطى، ثم درست التيارات القومية في أوكرانيا، وقاست التأثيرات المحتملة على القارة الأوروبية والشرق الأوسط، وقارنت بين الأفغان العرب، والمقاتلين العائدين المحتملين من أوكرانيا، وقيّمت الموقف من النزعات الانفصالية.


تم النشر في: June 2022


front186

قائمة الفصول


# اسم الكتاب سعر اشتري الآن
1 أوكرانيا... المسؤولية الجزائية للمقاتلين الأجانب في القانون الدولي الإنساني 45 د.إ
2 المقاتلون الأجانب في أوكرانيا منذ 2014 وعلاقتهم بالقوميين الأوروبيين 45 د.إ
3 تمدد التنظيمات المتطرفة في أوكرانيا وتداعياته 45 د.إ
4 تمدد الحركة الإرهابية في شرق وغرب أوكرانيا بعد الغزو الروسي 45 د.إ
5 التنظيمات الإسلاموية المقاتلة في شرق أوروبا بعد الغزو الروسي 45 د.إ
6 ظاهرة الإرهاب في القوقاز وآسيا الوسطى وحصار روسيا 45 د.إ
7 الإخوان في أوكرانيا.. مؤسساتهم وتاريخهم وواقعهم 45 د.إ
8 الكتائب والأحزاب القومية الأوكرانية: التاريخ والأيديولوجيا والمخاطر 45 د.إ
9 كيف دافع الأوكرانيون عن كتيبة آزوف؟ 45 د.إ
10 الحرب الأوكرانية وجماعات العنف والتطرف في أوروبا 45 د.إ
11 تنظيمات التطرف في أوروبا: ماذا بعد الحرب الأوكرانية؟ 45 د.إ
12 التنافس الروسي-الغربي في الشرق الأوسط وأفريقيا وأوراسيا 45 د.إ
13 أثر النزاع الروسي- الأوكراني على تمدد داعش في الشرق الأوسط 45 د.إ
14 تكرار النموذج الأفغاني في حرب أوكرانيا بين الفرص والقيود 45 د.إ
15 الحرب الروسية- الأوكرانية ومخاطر النزعات الانفصالية 45 د.إ
ملاحظة: الدراسات متاحة فقط كملف تنزيل في إصدار PDF.

شرح الكتاب


ملخص بحوث العدد (186)

«أزمات الحرب الأوكرانية- الروسية ومستقبل الإرهاب»

يونيو (حزيران) 2022

دبي

يستعرض الكتاب بداية المسؤولية الجزائية للمقاتلين الأجانب في القانون الدولي الإنساني دارسًا فيه حالة أوكرانيا، متناولًا المركز القانوني للمقاتلين الأجانب، وغير النظاميين في القانون الدولي، وتعريفات المرتزقة في القانون الدولي وموقفه منهم، متتبعًا المسؤولية القانونية للمقاتلين الأجانب والدولة أثناء النزاعات المسلحة. ثم يسرد تاريخ حضور المقاتلين الأجانب في أوكرانيا منذ 2014 وعلاقتهم بالقوميين الأوروبيين، مبرزًا فئات المقاتلين الأجانب المشاركين في ضفتي الصراع، ومن عسكرة حركات اليمين المتطرف، مسلطًا الضوء على العلاقات التنظيمية بين الحركات الإسلاموية المقاتلة واليمين، راصدًا تشعب مسارات العنف والفوضى فيها، وتمدد التنظيمات المتطرفة في أوكرانيا وتداعياته على الأمن والاستقرار الأوروبي ومنطقة الشرق الأوسط وعلى الموقف الروسي من التنظيمات المتطرفة، كما يرصد تمدد الحركة الإرهابية في شرق وغرب أوكرانيا بعد الغزو الروسي، وعلاقة الحركة الإسلاموية المقاتلة بها خصوصًا في شرق أوروبا، مبيّنًا الموقف الروسي منها من حيث عداؤها للتنظيمات المتطرفة ودعمها، ويعرج على سيناريوهات حضورها في الحرب الأوكرانية، ما بعد الغزو الروسي، في استشراف لمستقبل الإرهاب. ويدرس الكتاب ظاهرة الإرهاب في القوقاز وآسيا الوسطى والوجود الإرهابي الإسلاموي في أوكرانيا، مستعرضًا مؤسسات الإخوان وتاريخهم وواقعهم في أوكرانيا، مسلطًا الضوء فيها على "جمعية الرائد" الاجتماعية وعلاقتها بالإخوان ومناوراتها المؤسساتية. ويتتبع الكتاب تاريخ الكتائب والأحزاب القومية الأوكرانية والأيديولوجيا وعلاقاتها الملتبسة مع النازية ومخاطرها، ويمر فيها على أبرزها وتشكيلاتها. باحثًا في سبب ظهورها، وعلاقتها بالإسلامويين. ويستعرض وجهات النظر حول كتيبة آزوف التي دافع عنها الأوكرانيّون الرافضون تسميتها باعتبارها نازية جديدة، أبرز رموزها. يمر الكتاب على تأثيرات الحرب الأوكرانية في جماعات العنف والتطرف في أوروبا، والجهود التشريعية الأوروبية في مكافحتها، واستراتيجيات المواجهة في أوروبا، متناولا انعكاسات التنافس الروسي-الغربي ومحطاتها في الشرق الأوسط وأفريقيا وأوراسيا.

التقديم

يشير تقديم الكتاب إلى أنه يأتي استكمالاً لكتب عدة أصدرها مركز المسبار للدراسات والبحوث، رصدت تَشكُّل محاضن التطرف والعنف والإرهاب، بسبب تفاقم النّزاعات الدولية، وتمدد الفراغات الأمنية، وهشاشة الدّول؛ خصوصًا إبَّان الصراعات والحروب التي تأخذُ طابعًا دوليًا. مشيرًا إلى أن الكتاب ينضوي جغرافيًا في خانة إصداراتٍ سابقة، تطرقت إلى دراسة الإسلام والسياسة في آسيا الوسطى وشمال القوقاز، والمحافظة المسيحية في أوراسيا، والتيارات القومية في روسيا، والآثار الجيوسياسية لأحداث أفغانستان. ويتقاطع في المحتوى مع مسارين للمشروعات البحثية: تخصص الأول في دراسة التطرف الديني والقومي والمحافظ؛ وانكبّ الثاني على رصد ظروف تَشكُّل الملاذات الآمنة والمحاضن التي توفّر للجماعات الإرهابية بيئةً ملائمةً للتدريب والتجريب والتجنيد. لافتًا إلى أن الكتاب بدأ بتعريف قانوني لمفهوم المقاتلين الأجانب، ثم انشغل بنشاطهم في أوكرانيا منذ عام 2014؛ وتداعيات تمدد التنظيمات المتطرفة فيها، وصولاً إلى بحث ظاهرة الإرهاب في القوقاز وآسيا الوسطى، ثم درس التيارات القومية في أوكرانيا، وصولاً إلى قياس التأثيرات المحتملة على القارة الأوروبية والشرق الأوسط، مرورًا بمحاكمة فكرة مقارنة الأفغان العرب، بالمقاتلين العائدين المحتملين من أوكرانيا، وتقييم الموقف من النزعات الانفصالية.

أوكرانيا.. المسؤولية الجزائية للمقاتلين الأجانب في القانون الدولي الإنساني

درست فاتن فرج -باحثة وقانونية لبنانية مهتمة بالجانب القانوني لمكافحة الإرهاب- المسؤولية الجزائية للمقاتلين الأجانب في القانون الدولي الإنساني، مشيرة إلى أن الجرائم المرتكبة من المقاتلين الأجانب تعد من أكثر الجرائم خطورة على الصعيد الأمني الدولي، وأكثرها تأثيراً في المجتمعات البشرية، لذلك كان هناك تعاضد فقهي وقانوني بسبب الحروب الدامية.

المقاتلون الأجانب في أوكرانيا منذ 2014 وعلاقتهم بالقوميين الأوروبيين

تتطرق دراسة الباحث والأكاديمي إسلام المنسي -باحث في العلاقات الدولية- إلى ظاهرة المقاتلين الأجانب، وتناقش أبعادها من خلال رصد ما تمثله من خطر على أوروبا، ومعرفة فئات المقاتلين الأجانب الذين يشاركون في الصراع الروسي- الأوكراني، والتطرق إلى ظاهرة الفصائل القومية اليمينية في أوكرانيا، وتتبع خيوط العلاقة التي تربط بين الطرفين. كما ترصد الدراسة فئات المقاتلين الأجانب من مختلف المشارب والأنحاء، وأهدافهم من وراء هذه المشاركة، والأسباب التي فتحت المجال أمامهم للدخول إلى الساحة الأوكرانية، سواء أكانوا من مواطني الدول الغربية، أو من عناصر الفصائل والتيارات المتشددة التي قررت الاستثمار في تلك المعركة. كما تحاول الدراسة رصد دور الجماعات التي تنتمي إلى التيار اليميني في أوروبا، في تجنيد وتدريب المدنيين على حمل السلاح، لدعم المجهود الحربي الأوكراني ضد روسيا، ضمن سياق يذهب باتجاه عسكرة تلك الجماعات والحركات، وكذلك على الجانب المقابل إلقاء الضوء على فئات المحاربين المنضمين إلى صفوف القوات الروسية، في حملتها العسكرية في أوكرانيا على غرار القوات التي يقودها الرئيس الشيشاني، والمقاتلون القادمون من سوريا لهم خبرات في قتال المدن اكتسبوها من الحرب التي دارت في بلادهم.

وتتناول الدراسة طبيعة تشكيلات القوميين الأوكرانيين وأهدافهم، ونقاط التلاقي التي تربط المجموعات القتالية التي شكلها القوميون الأوكرانيون، لمحاربة كل من الجيش الروسي وقوات دونيتسك ولوجانسك المعترف بهما من جانب موسكو وبين المقاتلين الأجانب، مع إبراز الصلات التي تربط بين هؤلاء القوميين والمقاتلين القادمين من خارج الحدود، على اختلاف مشاربهم واتجاهاتهم.

تمدد الحركة الإرهابية في شرق وغرب أوكرانيا بعد الغزو الروسي

ترى دراسة أن خلف نشوء تنظيمات إرهابية تُعاني منها روسيا حتى الآن في الشيشان، يُشكل مقاتلوها النواة الصلبة لأغلب التنظيمات المتطرفة. ظاهرة متجددة من علاقة الإسلاموية مع «الأفغان العرب» ظاهرة عابرة. ذلك أن الأمر لم ينته بانسحاب الجيش السوفيتي من أفغانستان، إذ اكتسب المقاتلون العرب الذين جاؤوا من جميع بقاع العالم خبرة قتالية، وشكلوا شبكات أصبحت مصدر قلق في دولهم الأصلية أولًا وبعد ذلك في العالم، حيث انضم هؤلاء المتطرفون المتجولون إلى الحرب في البوسنة مع انهيار يوغوسلافيا، ثم انتشروا بعد ذلك إلى الشيشان والجزائر والعديد من الأماكن الأخرى في منطقة الشرق الأوسط.

إن نشأة الحركة الإسلاموية المقاتلة غالبًا ما تكون مرتبطة بالاحتلال أو استخدام الآلة العسكرية التي يواجهها الطرف الثاني من خلال ترسيخ الأفكار الأيديولوجية، من خلال حركة جهادية تكون قادرة على الردع والمواجهة، وهو ما حدث جراء غزو روسيا لعدد من البلدان.

ومن ثم يمكن أن تشكّل الحرب في أوكرانيا نقطة الانطلاق لتكرار تجربة مماثلة لما حدث في أفغانستان. ذلك أن هناك وجودًا راسخًا لليمين المتطرف في البلاد، وفي ظل الديناميات الجديدة بعد الغزو الروسي، هناك حديث قوي عن انضمام أفراد أجانب من جميع أنحاء العالم إلى جهود المقاومة التي تبذلها الحكومة الأوكرانية، حتى إن كييف أعلنت عن تشكيل فيلق دولي لهذا الغرض.

قدّم الدراسة الباحث شريف الدواخلي الذي قال: إن الحرب الروسية- الأوكرانية سوف تخلق بؤرة إرهاب جديدة في أوروبا خصوصاً في شرق وغرب أوكرانيا، مما يُشكل تهديدًا لأمن القارة الأوروبية التي تبحث عن الهدوء وسط الألغام التي تنتج عن الصراع العسكري مع روسيا، وهو ما يتطلب اتفاقاً (روسياً- أميركياً أوروبياً) يتعلق بمواجهة الحركة الإسلاموية التي بدأت تطل برأسها في قارة أوروبا، فضلًا عن تخفيف حدة الصراع العسكري. فبعد أن تضع الحرب أوزارها، ربما يفاجأ العالم بمقاتلين جدد بملامح مختلفة عن تلك التي تشكل التنظيمات المتطرفة العابرة للحدود، وقد بدأت ملامح تلك الظاهرة منذ الأيام الأولى للحرب الروسية، وهو ما سيعيد رسم الخريطة الجديدة للتنظيمات المتطرفة، ويظهر ملامح نظام دولي جديد يتشكل في الأفق، فالولايات المتحدة وروسيا تصنعان بؤرة جديدة للإرهاب ولكنها في أوروبا، هذه البؤرة ستُصدر التطرف، ليس فقط إلى المنطقة العربية، وإنما إلى أوروبا أيضًا، فبعد انتهاء الحرب سيدفع الجميع الفاتورة التي فرضتها واشنطن وموسكو، وأصرتا على أن تكرر من خلال سلوكهما المشين في أفغانستان، سواء بدعم الأفغان العرب من جانب واشنطن، أم من خلال دعمهم بعد تشكيل «الجبهة العالمية لقتال اليهود والصليبيين» عام 1987 من جانب روسيا في ما بعد لمواجهة واشنطن.

وأنه على روسيا والولايات المتحدة الأميركية الاعتراف بمسؤوليتهما عن استقدام المقاتلين الأجانب في صراعهما في شرق أوروبا، وبالتالي كل طرف ملزم بعودة المقاتلين الأجانب إلى الأماكن التي استجلبوهم منها، كما لا بد للمؤسسات الدولية من مراقبة الوضع هناك لخطورة استخدام المرتزقة في هذه الحرب على الأمن والسلم العالميين، وأن هذه الوسيلة تؤدي إلى تمدد الحركة الإسلاموية في شرق القارة. وعلى الدول الأوروبية اتخاذ إجراءات عدة منها التخطيط المشترك بين الأجهزة الأمنية الأوروبية لكيفية مواجهة هذا التهديد والتنسيق مع تركيا، لا سيما أن الأراضي التركية تعد مصدراً لدعم المقاتلين الشيشان، وكذلك التواصل مع روسيا وبشار الأسد، فروسيا تمتلك خبرة طويلة في مواجهة الحركات الإسلاموية القوقازية، والأسد لا يزال قادرًا على تقديم معلومات عن العناصر الإسلاموية. كما يجب تبادل المعلومات متعددة التخصص والمستوى كمفتاح لتقييم التهديد القوي الذي يمكن أن يشكل أساسًا لمواجهة مستقبلية للإرهاب شرق وغرب أوكرانيا، ناهيك عن الحذف الإلزامي للمحتوى الإرهابي بالتنسيق مع منتدى الإنترنت العالمي لمكافحة الإرهاب.

التنظيمات الإسلاموية المقاتلة في شرق أوروبا بعد الغزو الروسي

تناول محمد حامد -كاتب ومستشار سياسي- مشاركة التنظيمات المسلحة في الحرب في أوكرانيا، وما أسماها بفرضية الثأر من روسيا، مستشرفًا المستقبل حول تلك التنظيمات والسيناريوهات المتوقعة.

ويرى الباحث أن نمو حركات الإسلام السياسي في أوكرانيا منذ بداية أزمة القرم 2014، وعداءها لروسيا، زاد الاهتمام العالمي من قبل المنظمات الإسلاموية المقاتلة بهذه الأزمة، وتقبل فكرة فتح ساحة حرب جديدة مع روسيا، حيث تحاول الأخيرة تجنب ذلك الأمر من خلال الحسم العسكري المباشر، والضغط على الخصوم الأوروبيين بالورقة الاقتصادية التي تشمل النفط والغاز. مشيرًا إلى أنه الفاعل الأبرز في هذه الساحة، الذي يتلقى الدعم من ضمن هذه التنظيمات هو التنظيمات الشيشانية والنشطة منها في شمال القوقاز، والتي تلتقي مصالحها مع الجانب الأوكراني، سياسيًا وعرقيًا، وتحظى هذه التنظيمات بدعم الإسلاموية ومموليها حول العالم، وقد حاربت لسنين طويلة ضد موسكو في منطقة شمال القوقاز، وبعضها يحارب شرق أوكرانيا منذ أزمة القرم، وهذه الأسباب هي التي تجعلها حاليًا محط الاهتمام العالمي.

لافتًا إلى أن البعض يرجح في سيناريو أول، أنه مع تطور الأزمة الأوكرانية واستمرار التصعيد، فإنه سوف يؤثر في نمو نشاط هذه التنظيمات في أوكرانيا مع عدم قدرة الدول على التحكم بالحدود، وكذلك محاولة كل طرف استقطاب مقاتلين أجانب، وعدم التأكد من قدرة كل طرف من ضبط هذه العملية، أو تساهل هذه الدول مع التنظيمات الإسلاموية يأتي من منطلق المصالح الخاصة بها، ويعزز هذا السيناريو عداءها مع روسيا. بينما السيناريو الثاني، أن تحول الإجراءات الأوروبية بين التنظيمات الإسلاموية والأزمة الأوكرانية، يعزز هذا السيناريو الموانع الدينية والعرقية وغيرها، التي قد تدفع التنظيمات الجهادية للابتعاد عن الحرب الأوكرانية.

ظاهرة الإرهاب في القوقاز وآسيا الوسطى وحصار روسيا

يرى عمرو الديب -كاتب وباحث متخصص في شؤون الشرق الأوسط والشؤون الروسية- أن عامل الإرهاب والجماعات المتطرفة يظل حاضراً بشكل مستمر في روسيا الاتحادية كما كان قبله في الاتحاد السوفيتي. وهذا العامل كما يبدو لمن يتابع السياسة الداخلية والخارجية الروسية يجده محركاً فعالاً للسياسة الخارجية الروسية، وكذلك محركاً لتعاطي الكرملين مع أقاليم الاتحاد الروسي، وبشكل خاص الجمهوريات المسلمة في شمال القوقاز وحوض نهر الفولغا. ويلفت إلى أن الصراع في أوكرانيا أصبح دوليًا واتخذ شكل الحرب طويلة الأمد، كما أنه يجتذب مقاتلين أجانب وجماعات إسلاموية مقاتلة وشركات عسكرية خاصة، مما يؤكد أن هذا الصراع سيكون سبباً مباشراً في تزايد فُرص العنف في المقام الأول داخل دول الاتحاد الأوروبي، وكذلك آسيا الوسطى، وفي المقام الثاني داخل روسيا نفسها.

فبالنظر إلى أن الدول الأوروبية، والولايات المتحدة وبريطانيا العظمى أرسلت كمية كبيرة من الأسلحة والمعدات العسكرية والذخيرة، فقد تتمكن هذه المجموعات غير النظامية من الوصول إلى ترسانة عسكرية لا تصدق لاستخدامها في المستقبل ضد الحكومات المركزية أو لتنظيم هجمات إرهابية، وقد يتدهور الوضع الأمني ​​أكثر في أوروبا إذا مُنح هؤلاء المقاتلون الأجانب الجنسية الأوكرانية بعد الحرب، مما سيسمح لهم بالسفر في الدول الأوروبية بحرية.

الإخوان في أوكرانيا.. مؤسساتهم وتاريخهم وواقعهم

يشير الباحث والإعلامي إيهاب نافع في دراسته إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تعد عنصراً فاعلاً وحاضراً في المشهد الأوكراني منذ ما يزيد عن ربع قرن، تمثل مسيرة ووجود كيانهم الرسمي ومظلتهم الكبرى مؤسسة «الرائد»، التي تعد الجناح الأوروبي لتنظيم الإخوان الدولي، والمظلة لنحو (20) جمعية اجتماعية، و(10) مراكز ثقافية إسلامية في أكبر المدن الأوكرانية، فضلاً عن رعاية المدارس الأسبوعية البالغ عددها (40) مدرسة، ورعاية أندية الشباب المسلم الثقافية والفكرية، وتسيير القوافل الدعوية. تقوم تلك النشاطات بدعم مباشر من التنظيم الدولي لجماعة الإخوان؛ وبالتعاون مع قياداته الدعوية وعلى رأسها يوسف القرضاوي، الذي زار المؤسسة، واستقبل القائمين عليها أكثر من مرة. وفِي كتاب «كبرى الحركات الإسلامية» لتوفيق الواعي، عضو مكتب الإرشاد لتنظيم الإخوان الدولي، ذكر أسماء (40) منظمة تمثل الإخوان وفكرهم في العالم، تتقدمها جمعية الرائد في أوكرانيا. وأنه لم يكن مستغرباً أن توظف «الرائد» في عملية الإيواء لبعض عناصر الجماعة الهاربين من مصر؛ ولا أن يتم ضبط أسلحة في أحد مقراتها، واضطرار الأمن الأوكراني لغلق بعض مقراتها خلال السنوات الماضية، ولجوء المؤسسة لحيلة تتمثل في تغيير اسم المؤسسة التي أخذت ملاحظات أمنية عليها، ووصل بها الأمر لممارسة تلك الحيلة مع اسمها هي إجمالاً، لتتحول من اتحاد المنظمات الاجتماعية والإسلامية «الرائد» إلى مجلس مسلمي أوكرانيا، لكن الأخطر من ذلك هو استغلال المؤسسة لظرف الحرب الأوكرانية في توسيع دائرة نفوذها وتأثيرها في الداخل الأوكراني، مع التناغم مع الاتجاه العام للتنظيم الدولي وموقفه من الحرب. لذا يبقى مهماً تعميق المعرفة بالجمعية، والتحولات التي مرت بها، والتوظيفات والأدوار المتعددة التي قامت بها خلال نحو ربع قرن من الزمان، وحتى اندلاع الحرب الأوكرانية- الروسية، ومسألة استغلالهم للحرب في عملية التمكين السياسي، والسعي لتوسيع حضورهم وانتشارهم في الوقت الراهن، سعيا لتحقيق مكاسب مستقبلية في مرحلة ما بعد الحرب، وهي إجمالاً تعد أنموذجًا للوجود الإخواني الفاعل في أوكرانيا، وشرق أوروبا ومؤسساتهم وتاريخهم وواقعهم.

تخرج الدراسة بجملة من النتائج: لعبت جماعة الإخوان عبر جمعية الرائد أو مجلس مسلمي أوكرانيا دوراً في التأثير على المجتمعات كافة في الداخل الأوكراني. وأن منظمة «الرائد» ومجلس مسلمي أوكرانيا تمتلك شبكة مؤثرة وواسعة ونافذة في عموم أوكرانيا يصعب تجاهلها. وأنها استغلت التغيرات السياسية في أوكرانيا كافة في التقرب بذكاء ودهاء من السلطة على اختلاف مسؤوليها؛ وهو ما ظهر جليًا في المظاهرات بميدان الاستقلال، وأزمة ضم القرم، وأزمة الحرب مع روسيا. كما تمتلك «الرائد» حسًا سياسيًا منطلقًا من انتماءاتها الإخوانية، إذ يجري توظيف الأزمات الإنسانية في صناعة حضور مؤثر. لافتًا إلى أن الأدوار التي تقوم بها «الرائد» تمثل امتدادًا واضحًا وجليًا للتنظيم الدولي في أوروبا. وأنها لا تزال تمتلك علاقة قوية مع كل من أطراف الأزمة في جماعة الإخوان الإرهابية على اختلاف توجهاتهم بذكاء سياسي واضح. ويرى الباحث أنها تؤسس لواقع سياسي جديد كليًا ما بعد حرب الروس، خاصة وأنه جرى توسيع دائرة النفوذ، والاقتراب من السلطة والأجهزة الأمنية والعسكرية.

الكتائب والأحزاب القومية الأوكرانية: التاريخ والأيديولوجيا والمخاطر

تناقش دراسة الباحث في التاريخ والعلاقات الدولية أحمد لطفي دهشان، الجذور القومية للأحزاب الأوكرانية الراهنة، وتطرح مزاعم اعتناقها للأفكار «النازية الجديدة»، وما الذي تؤمن به حقًا عبر برامجها وتصريحات قادتها وخلفياتهم ودوافعهم، ومخاطر تحالفها مع الجماعات الإسلاموية المسلحة المحلية، في بلدان ما بعد الاتحاد السوفيتي، ولماذا اتخذ الرئيس الشيشاني قرار الدخول بثقله مع قواته في الحرب الأوكرانية- الروسية.

ويخلص إلى أن التعاون بين المنظمات القومية الأوكرانية، والحركات القومية ذات الميول الإسلاموية بدأ منذ أربعينيات القرن الماضي، وعاد من جديد بعد تفكك الاتحاد السوڤيتي 1991، حين بادر القوميون الأوكرانيون بالقتال إلى جانب الشيشانيين. وضع القوميون الأوكرانيون منذ التسعينيات، نصب أعينهم قتال روسيا وحلفائها على كافة الجبهات كهدف استراتيجي لإضعاف نفوذها، وهو ما يقوي من مركزهم بالداخل الأوكراني، وقد اشتركوا في نزاعات ترانسنيستريا في مولدوفا، وأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية في جورجيا، والشيشان في روسيا. تمثل الشعارات التي تبدو «نازية»، وتحمل لغة «شوفينية»، لدى القوميين الأوكرانيين، استعدادًا للقتال أو تلقي المساعدة من أي طرف، بغض النظر عن عرقه ودينه، طالما أنه يشاطرهم الهدف نفسه، وهو مواجهة روسيا. تمثل الشيشان، نقطة مركزية أساسية في مشروع القوميين الأوكرانيين، وهو ما يفسر دخول الرئيس رمضان قديروف (Ramzan Kadyrov)، وقواته على خط المواجهة لدوافع خاصة بأمن الشيشان والمنطقة في المقام الأول، لا مجرد استجابة لطلب الرئيس بوتين كما يصور البعض. وتعني سيطرة القوميين على إقليم الدونباس، توفير قاعدة أمامية لفلول المتطرفين الشيشانيين للانطلاق منها نحو شمال القوقاز، وتخريب الاستقرار والرخاء الاقتصادي الذي تمتعت به المنطقة بفضل سياسات قديروف الأمنية والاقتصادية، كما أن الجماعات الشيشانية المتطرفة لديها مشروع مناقض تمامًا لمشروع قديروف، وحاولوا اغتياله أكثر من مرة، واغتالوا والده الرئيس الأسبق أحمد قديروف، وتعرض الكثير من الشيشانيين بسبب هجماتهم للقتل، ومنهم أقارب لمقاتلي قديروف الموجودون الآن في أوكرانيا. لذا هذه المعركة تهم قديروف ومستقبل الشيشان والمنطقة، ومستقبله السياسي قبل كل شيء، وهو معني بها أكثر من أي طرف آخر، وقراره بقتالهم في أوكرانيا يبدو خطوة استباقية صحيحة من الناحية الاستراتيجية.

كيف دافع الأوكرانيون عن كتيبة آزوف؟

يعرض تقرير وحدة الرصد والترجمة في مركز المسبار للدراسات والبحوث مقالين نُشرا في اللغة الأوكرانية، يمثلان، الردّ السياسي الأوكراني على الاتهامات الروسية، بنازية كتيبة آزوف (Azov Regiment). قُدِّمت الترجمتان للنقاش في ورشةٍ داخلية أقامها المركز. جاء عنوان المقال الأول "أساطير الدعاية الروسية: لماذا لا يمكن وصف كتيبة فوج «آزوف» بأنها «نازية جديدة»"؟ للكاتبة الأوكرانية المتخصصة في الصحافة الاستقصائية، غالا سكلياريفسكا (Gala Sklyarevska). التي ترى فيها أن الدعاية الروسية تضخم القصص بكل طريقة ممكنة، مذكّرة بأن آزوف «محظورة» في الولايات المتحدة، وتهاجم وسائل الإعلام الأجنبية لعدم شرحها الكافي لجمهورها تصنيف آزوف كمجموعة نازية جديدة، وكيف أصبحت أوكرانيا دولة فاشية، حتى إن البعض ابتلع هذه الدعاية وصدقها دون تدقيق، وهو ما دفع وكالة الأمن العام اليابانية للاعتذار، عن وصفها سابقًا آزوف بأنها «منظمة متطرفة». أما المقال الثاني فحمل عنوان "فوج «آزوف» والدعاية الروسية المزيفة" للكاتبة والصحفية الأوكرانية ألينا ستارا (Alina Stara)، تشغل منصب رئيس الاتصالات، والسكرتير الصحفي في «مركز النضال الأوكراني»، ومجموعة باحثين آخرين في «مركز النضال الأوكراني»، حيث تنتهي إلى أن التضليل الروسي -حسب زعمها- بشأن آزوف له أبعاد عديدة، ليس فقط مقالات وتعليقات مزيفة من الروبوتات في الشبكات الاجتماعية، ولكن أيضًا تشويهاً لسمعة عمل الشخصيات العامة والسياسية في الأحزاب وحتى منظمات حقوق الإنسان.

الحرب الأوكرانية وجماعات العنف والتطرف في أوروبا

درس مدير تحرير مجلة السياسة الدولية في مؤسسة الأهرام المصرية أبو الفضل الإسناوي، مجموعة تساؤلات، عن مدى تأثير جماعات العنف والتطرف في الداخل الأوروبي، خصوصاً بعد الحرب الأوكرانية.

ويخلص إلى أنه على الرغم من تطور عنف الجماعات الإرهابية في دول أوروبا، واحتمالات تمركزها في مناطق جديدة، خصوصًا من العائدين المحتملين من الحرب الروسية– الأوكرانية، فإنه كان من الواضح حدوث غياب كامل لمكافحة الفكر المتطرف، خاصة في الاستراتيجيات التي تبنتها مؤسسات على رأسها استراتيجية حلف الناتو، التي اقتصرت على مكافحة الإرهاب باعتباره فعلاً إجرامياً مشابهاً لكافة صور الجرائم المنظمة، مع تجاهل الطبيعة الخاصة للجريمة الإرهابية التي تنطلق من أيديولوجية متطرفة، رغبة بعض الجهات في توظيف الإرهاب لتنفيذ أجندات خاصة، ويقوي هذه الرؤية عدم التوافق الدولي إلى الآن حول تعريف موحد للإرهاب، وتحالف بعض الدول مع بعض الجماعات الإرهابية.

تنظيمات التطرف في أوروبا: ماذا بعد الحرب الأوكرانية؟

تطرح الباحثة في شؤون التطرف والإرهاب في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة أمل مختار، في دراستها خمسة محاور: أولاً: ما وصل إليه نفوذ التنظيمات الإرهابية الإسلاموية العابرة للقارات مثل القاعدة وداعش. ثانيًا: لماذا كانت أوروبا بيئة خصبة لنمو الإرهاب من داخلها. ثالثًا: آليات التجنيد. رابعًا: تأزم الوضع الأمني بعد الحرب الروسية- الأوكرانية. خامسًا: استراتيجيات مواجهة الإرهاب داخل عدد من الدول الأوروبية.

تخلص فيها إلى أنه على الرغم من تراجع أعداد العمليات الإرهابية المنسوبة إلى التنظيمات الإسلاموية المتطرفة العنيفة العالمية (القاعدة وداعش)، مقارنة بالعمليات الإرهابية المحسوبة على التطرف السياسي (اليميني واليساري)، فإن الدول الأوروبية ما زالت تعتبر الأولى خطراً قائماً وقابلاً للاشتعال مرة أخرى، خصوصاً أن العمليات الإرهابية في الدول الأوروبية كانت في معظمها تحركات فردية، ومن ثم يصعب التنبؤ بها أو تتبع المراحل الأولى في التخطيط لها. كما أن أغلب الدراسات أشارت إلى قوة أثر الأسباب الاجتماعية والاقتصادية وفشل سياسات الاندماج وأزمة الهوية لدى قطاع من الشباب الأوروبي المسلم. وهو ما يعني ضرورة وجود خطط واستراتيجيات أكثر تعقيدا لتجفيف منابع التطرف، الذي بات ينهش في الجسد والعقل الأوروبي، سواء تحت مظلة دينية أو يمينية أو يسارية.

التنافس الروسي- الغربي في الشرق الأوسط وأفريقيا وأوراسيا

تشير الباحثة والصحفية المتخصصة بالشؤون السياسية والصراعات الإقليمية والدولية هند الضاوي في دراستها، إلى أن الصراع بين روسيا والمعسكر الغربي تحت قيادة الولايات المتحدة مر بمراحل عدة، منها ما كان في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا والقوقاز وحتى داخل أوروبا، ولكن هذا لا يتعارض مع أن المحطة الأوكرانية ذات خصوصية نادرة فرضتها الجغرافيا وصاغها التاريخ في مراحل سابقة.

حيث ترى أن محطة الصراع الأوكرانية- الروسية في مساراتها وتبعاتها تختلف عن كل ما سبق في العشر سنوات الماضية، على اعتبار أن سوء تقدير بسيطاً من أي طرف ربما يؤدي بسرعة كبيرة إلى حرب شاملة، لا يستبعد فيها استخدام السلاح النووي المدمر، فضلًا عن ما يرشح من استمرار الصراع، واعتماد الطرفين خيار الحرب بالوكالة، اعتمادًا على مرتزقة مُخَزَّنين في جبهات متعددة أبرزها الشرق الأوسط، وتتفوق أعدادهم على بعض الجيوش النظامية، مما يفرض تحديات كارثية على كل دول العالم. لافتة إلى أنه في أفريقيا -على سبيل المثال- يمكن أن يؤدي انشغال الدول الكبرى بالصراع الناشئ في شرق أوروبا إلى تمدد الإرهاب مرة أخرى، خصوصاً بعد ظهور لافت لعدد من الجماعات المتطرفة المرتبطة بتنظيمات إرهابية مثل «داعش» و«القاعدة» في دول الساحل والصحراء، كما أن تجميد جبهات الصراع في منطقة الشرق الأوسط «سوريا/ ليبيا/ اليمن» دون حلها بشكل جذري، يوفر تربة خصبة للجماعات المنفلتة والدول التي تدعمها للعودة مرة أخرى بشكل أكثر خطورة مقارنة بما حدث عام 2011، بالإضافة إلى أن استمرار الفوضى نتيجة الاضطرابات السياسية وتزعزع بنى الدولة في دول عربية عدة مثل السودان وتونس والعراق ولبنان، يمهد الطريق أمام عودة الإسلام السياسي بشقيه السني والشيعي للحكم والتحكم، مما يعيد سيناريو الأوضاع إلى المربع صفر، مع تولي حركة طالبان الحكم في أفغانستان واحتمالية عقد اتفاق نووي جديد مع إيران، يضمن دمجها ثانية في النظام الدولي، ويسمح لها بالاستفادة من أموالها المجمدة في الخارج، التي تقدر بمليارات الدولارات، قد تستخدمها في توسيع نفوذها وتمدد أذرعها، مما يتطلب إعادة سريعة لترتيب الملفات العربية، مع خلق محور شرق أوسطي غير تقليدي، قادر على ملء الفراغ الذي خلفه الانسحاب الأميركي والانشغال الروسي- الصيني، يصد محاولات اختراق دوائر الأمن القومي العربي المتوقعة من بعض القوى الإقليمية غير العربية أو عبر تنظيمات متطرفة تابعة لها.

أثر النزاع الروسي- الأوكراني على تمدد داعش في الشرق الأوسط

تناولت دراسة الباحث والصحافي والكاتب المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي منير أديب، النتائج المترتبة عن تخلي الولايات المتحدة الأميركية وروسيا عن القيام بدورهما في مواجهة داعش في منطقة الشرق الأوسط، وانعكاسات هذا الصراع على تمدد التنظيم في الشرق والغرب معًا، فضلًا عن تأثير الصراع المسلح على تكوين بؤر للحركة الإسلاموية المقاتلة في شرق أوروبا.

تكرار النموذج الأفغاني في حرب أوكرانيا بين الفرص والقيود

تناقش دراسة الباحث والأكاديمي المغربي فتحي بولعراس - أستاذ في المدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية في الجزائر- افتراض وجود علاقة طردية بين الغزو الروسي لأوكرانيا وانتعاش الجماعات المتطرفة؛ وتمددها في ضوء التجربة الأفغانية وتجربة جورجيا، على اعتبار أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، يمكن أن تكون مصدر إلهام للجماعات المتطرفة الدينية واليمينية، للانخراط في الحرب الأوكرانية.

الحرب الروسية- الأوكرانية ومخاطر النزعات الانفصالية

انطلقت دراسة أستاذ العلاقات الدولية في جامعة محمد الأول بوجدة في المغرب محمد بوبوش، من فرضية أن الحرب الروسية- الأوكرانية، استدعت مفهوم القومية من جديد، بما تتضمنه من عناصر اللغة والثقافة والدين، وأدت إلى إحياء وانكشاف النزعات الانفصالية في دول أوروبا الشرقية، التي كانت جزءًا لايتجزأ من الاتحاد السوفيتي السابق.