حركة الشباب في الصومال: الجوار- المكافحة- التحدّيات


يتناول الكتاب الحركات الإرهابية في الصومال، فيدرس بناها الاجتماعية والقبلية والاقتصادية، وخريطة انتشارها، وانتماءاتها الاجتماعية المزعومة، ويناقش دور القبيلة المزعوم، محللاً العوامل المؤدية إلى نمو التيارات القطبية، وتأثيرها في ظهور «حركة الشباب»، والاضطرابات المرافقة لها، قارئًا أهم إصداراتها في النصف الأول من سنة 2023، حيث يُلاحظ سيادة النهج القطبي عليها.

  قدمت الدراسات لاستراتيجيات الدولة الصومالية والجهود الإقليمية والدولية في مكافحة «حركة الشباب»، وتداعيات الحركات الإرهابية الصومالية على القرن الإفريقي ودول شرق إفريقيا.


تم النشر في: June 2023


front171

قائمة الفصول


# اسم الكتاب سعر اشتري الآن
1 مدخل إلى تاريخ ومراحل الحركة الإسلاموية في الصومال 45 د.إ
2 الإسلامويون والقبلية في الصومال 45 د.إ
3 تفكيك البنية الاجتماعية للنشاط الإرهابي في الصومال 45 د.إ
4 النشاط الإرهابي المسلح في الصومال: الأسباب والتداعيات 45 د.إ
5 الاضطرابات في «أرض الصومال» وأثرها في مكافحة حركة الشباب 45 د.إ
6 حركة الشباب الصوماليَّة الإرهابية.. قراءة في الإصدارات والبيانات 45 د.إ
7 الدولة الصومالية ومكافحة حركة الشباب 45 د.إ
8 الجهود الخارجية لمكافحة حركة الشباب في الصومال 45 د.إ
9 التنظيمات الإرهابية في الصومال وأثرها في القرن الإفريقي 45 د.إ
10 شبكات الإرهاب في كينيا والصومال: العُنف العابر للحدود 45 د.إ
11 معسكرات الحركات المسلحة والإرهابية في شرق إفريقيا 45 د.إ
12 الكتاب: Terrorism in Africa: New Trends and Frontiers 45 د.إ
ملاحظة: الدراسات متاحة فقط كملف تنزيل في إصدار PDF.

شرح الكتاب


ملخص بحوث العدد (198)

«حركة الشباب في الصومال: الجوار- المكافحة- التحدّيات»

(يونيو/ حزيران 2023)

دبي

يواصل مركز المسبار للدراسات والبحوث دراسة محاضن العنف في القرن الإفريقي؛ ويستكمل كتابه «حركة الشباب في الصومال: الجوار- المكافحة- التحدّيات» (الكتاب الثامن والتسعون بعد المئة، يونيو (حزيران) 2023)، اهتمام المركز بمستقبل التطورات في إفريقيا عامةً، ودراسة القرن الإفريقي والحركات الإسلامية في الصومال خاصةً؛ ببحث تأثير «حركة الشباب» الإرهابية في المجتمع الصومالي وشعوب القرن الإفريقي وكينيا وتنزانيا وأوغندا والكونغو الديمقراطية وموزمبيق، مع تفحّص التحوّلات الأيديولوجية فيها بين مقاولي العنف والإرهاب؛ بدايةً من الخطاب القطبي المكفِّر للمجتمع والأنظمة بالكليّة، وصولًا إلى الخطاب الداعشي في التكفير، مع تفحّص صمود فكرة الدولة أمام التحدّيات الكبرى التي تواجهها في إفريقيا.

مدخل إلى تاريخ ومراحل الحركة الإسلاموية في الصومال

سعت دراسة محمود عيسى - باحث صومالي متخصص في الاقتصاد السياسي- إلى تحديد أهم العوامل الداخلية والخارجية المؤدية إلى ظهور الحركة الإسلاموية في الصومال، وتأخذ في الاعتبار البنية الاجتماعية القبلية ومصادر الفكر الإرهابي، لا سيما التكفيري القطبي المؤثر فيها، وانعكاس ذلك على مراحل التأسيس الفكري والحركي، وصولًا إلى حمل السلاح وتهديد المجتمع وأركان الدولة الهشة، وذلك بالتركيز على تنظيم «حركة الشباب» الإرهابي.

جاءت الدراسة في أربعة أقسام: أولاً: المدخل التاريخي إلى الإسلام الحركي؛ ثانيًا : مراحل الحركات الإسلاموية، التي حددها بـ : مرحلة التّأسيس الفكري للحركات، ورحلة التصعيد ضد الحكم الثوري، ومرحلة حمل السلاح ، ومرحلة المراجعة. وثالثًا : الإسلام السياسي الراديكالي؛ رابعًا: مسارات مواجهة الإرهاب التي لخصها في: تصحيح المسار الديني، إصلاح نظام الحكم، تنظيم الرقابة المالية، والسلام الدائم مع الجوار. وانتهت الدراسة إلى ضرورة مأسسة الحقل الديني وتشديد الرقابة المالية.

الإسلامويون والقبلية في الصومال

يدرس محمد الأمين محمد الهادي -كاتب وباحث صومالي ونائب سابق في البرلمان الصومالي الانتقالي- الحركات الإسلاموية في الصومال وعلاقاتها القبلية، فجاءت دراسته في أربعة أقسام: أولاً: القبائل الصومالية؛ ثانيًا: القبلية في واقع الحركات الإسلاموية الصومالية؛ ثالثًا: المحاكم الإسلامية والقبيلة؛ رابعًا: شرعنة القبلية داخل الحركات الإسلاموية؛ مستعرضًا أوجه التنافس القبلي داخل الحركات الإسلاموية، ودور جماعة الدعوة والتبليغ والصوفية، وحضور حركة الشباب.

يخلص الباحث إلى أن الحركات الإسلاموية الصومالية، وإن كانت لا تعترف بالقبيلة رسميًا، بل وتزعم في أدبياتها أنها تسعى إلى إخراج الشعب الصومالي من عقلية قبلية، تنغمس في القبلية بنسب متفاوتة وطرق مختلفة. ويشير إلى أن الانقسامات التي تحدث بين الحركات الإسلاموية في غالبها ذات أساس قبلي. كما يرى أن الواقع الموجود في الصومال لا يسمح لهذه الحركات بالوجود خارج إطار اللعبة القبلية وتحالفاتها؛ حيث تستجيب هذه الحركات للواقع وتتعامل معها فتنجرف في هذا الواقع بالقدر الذي يناقض مبادئها الأساسية.

يرى الباحث أن هناك اختلافًا في ضرورات تأسيس هذه الحركات الإسلاموية عن ضرورات تأسيس الجبهات القبلية في التسعينيات. فالحركات الإسلاموية لم تؤسس في غالبها على الأقل من منطلق قبلي، وإنما حملها الواقع وتقلباته على التعامل معها، مما أدى إلى انحرافات عن أهدافها الحقيقية. بينما الجبهات القبلية، وإن حملت أسماء وطنية تأسست أصلًا من منطلق قبلي ولحماية مصالح القبيلة سياسيًا، وكان كل فرد من كل قبيلة يعرف ما هي الجبهة التي ينتمي إليها ويجب عليه دعمها.

تفكيك البنية الاجتماعية للنشاط الإرهابي في الصومال

درست فاطمة محمد حوش -باحثة وأكاديمية صومالية متخصصة في علم النفس التربوي- المحددات الرئيسة للظاهرة الإرهابية في الصومال، واعتمدت المقاربة السوسيولوجية في رصدها، لفهم الأسباب المؤدية لها، وذلك بالوقوف على المحددات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمجموعات الإرهابية.

جاءت الدراسة في أربعة أقسام: أولاً: النظريات السوسيولوجية المفسرة للإرهاب، فتناولت النظرية الوظيفية، ونظرية نموذج الفعل/ الهوية، والنظرية الصراعية، ونظرية الحرمان النسبي. ثانيًا: البنية الاجتماعية للنشاط الإرهابي في الصومال، تناولت فيها تصادم الانتماءات المتعددة وبيّنت هشاشة نظام العدالة فيها، لا سيما الاستبعاد الاجتماعي ومشاكل المجتمع من فقر وعوز منتشر. أما ثالثًا، فناقشت غياب السبل الطاردة للعدوانية مثل: الأنشطة الرياضية والفن والفنون وسلبية الإعلام الصومالي.

النشاط الإرهابي المسلح في الصومال: الأسباب والتداعيات

تناول نعمان حسن عيديد -باحث صومالي من أرض الصومال متخصص في الشؤون الإفريقية- النشاط الإرهابي في الصومال من حيث جذوره، وأسبابه وتداعياته، وقدم تصورًا عامًا حول الوضع الراهن والتطورات الأخيرة، مستشرفًا مستقبل النشاط الإرهابي في البلاد والسيناريوهات المحتملة.

حاول الباحث رصد خريطة الحركات الإسلاموية وأدوارها، فقسّمها إلى خمسة محاور: أولاً: خريطة الحركات الإسلاموية في الصومال، فدرس جماعة الإخوان والحركات السلفية المتشددة والحركات الصوفية. ثانيًا: النشاط الإرهابي في الصومال، استعرض فيه جذور الفكر الجهادوي والراديكالية الإسلاموية، ووقف على نشأة وتطور الحركات الإرهابية في الصومال. ثالثًا: تحديد عوامل ظاهرة الإرهاب في الصومال التي من بينها : ضعف الحكم، وهشاشة الدولة وغياب السلطة المركزية، والتدخلات الأجنبية، والأوضاع الاجتماعية، والتمثيل السياسي والمحاكم. و بحث في القسم الرابع تداعيات الإرهاب في الصومال. واستعرض في القسم الأخير الوضع الراهن ومستقبل النشاط الإرهابي في الصومال، وخلص إلى أنه يترتب على استمرار الحرب على حركة الشباب سيناريوهات عدة من أهمها: السيناريو الأول: زيادة الضغوط على حركة الشباب، والحد من نشاطها الإرهابي. السيناريو الثاني: استمرار تنامي نشاط حركة الشباب في الصومال، وتمددها إلى دول المنطقة. السيناريو الثالث: عدم قدرة أي طرف على الحسم لصالحه، واستمرار الأوضاع بين الشد والجذب.

الاضطرابات في (أرض الصومال) وأثرها في مكافحة حركة الشباب

قدّمت شيماء محمود -باحثة مصرية في مركز دعم واتخاذ القرار، متخصصة في الشؤون الإفريقية- معالجة بحثية لواقع وعوامل تحفيز الاضطرابات في أرض الصومال، وألقت الضوء على تأثيراتها في مكافحة حركة الشباب.

جاءت الدراسة في ثلاثة مباحث أساسية: أولاً: واقع الاضطرابات في أرض الصُّومال، ثانيًا: العوامل المسببة لها (عدم الالتزام بالأطر الزمنية المحددة للانتخابات، مشكلة بنية النظام الحزبي ، تهميش الأقليات الإثنية والنساء، الانقسامات العشائرية، عدم اعتراف الصومال بنشأة الدولة، وغياب الاعتراف الدولي بأرض الصومال)؛ ثالثًا: تأثير الاضطرابات في مكافحة حركة الشباب.

أشارت الباحثة إلى أن تنامي الاضطرابات السياسية والأمنية التي تشهدها أرض الصومال لا يشكل تهديدًا داخليًا للصومال فحسب، عبر خلق ساحة مواتية لتنامي الأنشطة والعمليات الإرهابية لحركة الشباب، بل قد تمتد آثاره وتداعياته إلى دول الجوار في منطقة القرن الإفريقي على مختلف المستويات، مما يتطلب الاحتكام لقاعدة التسوية السلمية لتجاوز هذه الاضطرابات المؤثرة في تحقيق الاندماج الوطني الشامل، وذلك من خلال تبني حلول وطنية فاعلة قائمة على مبدأ التوافق، المستند إلى الإدراك المشترك لمنظومة الأهداف والمصالح الوطنية للصومال. وقد تلعب الوساطات الإفريقية الفاعلة والمتوازنة دورًا في تسوية هذه الاضطرابات، وذلك في ضوء تفعيل مبدأ «الحلول الإفريقية للمشكلات الإفريقية»، مع مراعاة ضرورة تحييد دور العامل الدولي الذي قد يؤثر سلبًا في مستقبل الاستقرار في أرض الصومال.

حركة الشباب الصوماليَّة الإرهابية.. قراءة في الإصدارات والبيانات

يعرض ماهر فرغلي -باحث مصري متخصص في الحركات الإسلاموية- لأهم إصدارات حركة الشباب الصومالية خلال النصف الأول من سنة 2023، وهي: «الدورة الثانية للاجتماع التشاوري حول قضايا الجهاد في شرق إفريقيا»، وإصدار «ولو كره الكافرون»، وإصدار «فذرهم وما يفترون».

لفت الباحث إلى أن المنهج القطبي متوغِّل في حركة الشباب الصومالية وأن إصدارات الحركة تؤكد أنها إمارة ممكّنة، وأن زعيم الحركة يحكم ولاياته بالأيديولوجية نفسها التي تتهم الجميع وتخضعهم للردة، وتكفر المتعاونين مع الحكومة الصومالية، أي إن مسألة تكفير الأعوان قد توغلت تمامًا في فكر الحركة، بما يشير إلى القرب أكثر من التيار الأكثر تشددًا في بنية تنظيم القاعدة. كما يشار إلى أن الحركة -وفق تلك الإصدارات- بدت وكأن لديها حرية في التنقل ما بين حدود الصومال مع كينيا وإثيوبيا دون وجود رقابة حقيقية.

حاولت حركة الشباب عبر الإصدارات تصدير صورة متماسكة عنها بإظهار الإجماع وراء زعيمها ، وبدا هذا بوضوح في مؤتمر مناقشة ما يسمى "الجهاد بشرق إفريقيا"، لكن هناك معطيات من ناحية الاستراتيجيات والتكتيكات، أثّرت على مجريات الأحداث بشكل كبير، ومنها:

  1. عدد الضحايا الذين ازدادوا في شرق إفريقيا نتيجة الإرهاب.
     
  2. انشغال الإثيوبيين في المعارك الداخلية مع التيجراي أثّر بشكل كبير على مجريات الحرب ضد الحركة.
     
  3. أثبتت الحركة قدرةً على الاستدامة ومقاومة الضغوط الداخلية برغم مقتل عدد كبير من الصف الأول من القيادة.
     
  4. سعت الحركة لتأسيس «دويلة إرهابية»، ويشير ذلك إلى تراجع الإرهاب المعولم إلى إرهاب بطابع محلي لإقامة إمارات.
     

حرصت الحركة على السيطرة على الموانئ من أجل تأمين عمليات نقل المقاتلين والأسلحة، خصوصًا مع اليمن.

الدولة الصومالية ومكافحة حركة الشباب

هدفت دراسة إسماعيل إسف دانكوما -باحث من إفريقيا الوسطى متخصص في الشؤون الإفريقية- إلى الإجابة عن سؤال أساسي: ما دور الاستراتيجية التي اعتمدت عليها الدولة الصومالية في مواجهة حركة الشباب؟ سعت الدراسة إلى مقاربة مدى تأثير العوامل الخارجية والداخلية في تدهور الأزمة السياسية والاقتصادية في البلاد، عبر تحليل الجوانب المحلية والإقليمية والدولية، بالتركيز على تناول الدور المأمول والفعلي للدولة الصومالية في مواجهة حركة الشباب.

ركّزت الدراسة على ثلاث مراحل: مرحلة ما قبل التدخل الإثيوبي- الأميركي، وفي أثنائه وفي الفترة الراهنة. فتناولت تأثير حركة الشباب على الدولة الصومالية، وحددت السياسة الصومالية لمكافحة حركة الشباب، كما سلطت الضوء على دعم القوى الإقليمية والدولية لمقديشو في محاربة الحركة ، ثم انتقلت إلى استشراف مستقبل مواجهتها.

يخلص الباحث إلى أن فشل السياسة الأمنية يعزز الإرهاب، كما أنّ التدخل العسكري للدول المجاورة (إثيوبيا وجيبوتي وكينيا)، لم يكن لمكافحة الإرهاب فحسب، بل هو جزء من تنافس إقليمي معقد لمحاولة إضعاف عدو قديم، حاول تكوين جمهورية الصومال الكبرى في القرن الإفريقي، ولهذا السبب ينظر السكان وجزء كبير من الطبقة السياسية إلى هذا التدخل على أنه تدخل في الشؤون الصومالية، ويعزز هذا التدخل صفوف حركة الشباب، التي لعبت على سجل الجهادوية والمشاعر القومية والظلم الاجتماعي، كما هو الحال في أفغانستان والعراق.

الجهود الخارجية لمكافحة حركة الشباب في الصومال

رصدت دراسة محمود زكريا إبراهيم -مدرس العلوم السياسية بكلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة- الجهود الدولية والإقليمية، في مكافحة «حركة الشباب» في الصومال، وحددت مدى فاعلية هذه الجهود في الحد من المخاطر والتهديدات الإرهابية لهذه الحركة.

تخلص الدراسة إلى أنه من المرجح أن تتزايد ضغوط الحركة بشكل مستمر على طول خط المواجهة، بحيث تستهدف قوات الاتحاد الإفريقي وقوات الأمن الصومالية وقواعد الميليشيات العشائرية في مناطق «هيرشابيل» و«جلجدود» و«مدج»، كما أنه من المرجح أن تتحول استراتيجيات الحركة نحو استعادة الأراضي المفقودة، من خلال استهداف مؤسسات الإدارة المحلية ومراكز القيادة الأمنية الإقليمية، كما ستلجأ إلى تعطيل حركة القوافل اللوجستية على طول طرق الإمداد الرئيسة نحو القواعد الحكومية، وهو ما يفرض معه ضرورة تعزيز آليات التنسيق البيني القائم على التعاون والتكامل المشترك بين مجمل عناصر القوات الخارجية من جانب، والقوات الوطنية الصومالية وقواعد الميليشيات العشائرية من جانب آخر، وذلك حتى يتم إحكام السيطرة التامة على مختلف التهديدات والمخاطر الأمنية للحركة في شتى المناطق الصومالية.

التنظيمات الإرهابية في الصومال وأثرها في القرن الإفريقي

طرحت دراسة آدم يوسف -باحث متخصص في الدراسات الإفريقية بمركز البحوث والدراسات الإفريقية في جامعة إفريقيا العالمية بالسودان- ثلاث قضايا أساسية مترابطة، أولاها: تمدد التنظيمات الإرهابية في الصومال، ثم المراحل التي مرت بها منذ سقوط الحكومة سنة 1992 داخل الصومال وخارجها، وأخيرًا تأثير تمدد التنظيمات الإرهابية في منطقة القرن الإفريقي.

جاءت الدراسة في خمسة أقسام: أولاً: التنظيمات الإرهابية في الصومال؛ ثانيًا: تمدد التنظيمات الإرهابية في القرن الإفريقي؛ ثالثًا: التداعيات والآثار على المنطقة؛ رابعًا: أرقام توضيحية حول التفجيرات والتدمير الذي خلّفته التنظيمات الإرهابية داخل وخارج الصومال؛ خامسًا: مدى انتشار التنظيمات الإسلاموية المسلحة ومرتكزاتها من معسكرات وبؤر وجودها، والتحديات الدولية في مكافحتها.

يلاحظ الباحث أن حركة الشباب تفرض نفسها من جديد، وتتمدد داخل الصومال وخارجه، كما أنها تمارس نشاطها في القرن الإفريقي بفاعلية كبيرة، وأن من أهم أماكن نشاطاتها: الصومال، وكينيا، وإثيوبيا، وإريتريا، وجيبوتي.

تعتمد حركة الشباب على أذرعٍ خارجية، ومظلات متعددة تستند عليها، مثل النظم العشائرية ورجال الأعمال المستثمرين في الحروب وزعماء محليين. وعليه فإن منطقة القرن الإفريقي في حاجة لتكاتف الجهود من أجل بسط الأمن والحفاظ على أرواح المواطنين والاستقرار، بالإضافة إلى حاجة الحكومة الصومالية للدعم السياسي الخارجي واللوجستي من الدول الكبرى والمنظمات والمؤسسات الدولية.

شبكات الإرهاب في كينيا والصومال: العُنف العابر للحدود

بحثت دراسة محمود الطباخ -باحث في الشؤون الإفريقية والتنظيمات المُسلحة- في التنظيمات الإرهابية المُنتشرة في الصومال وكينيا، وحددت الظروف التي سهلت انتشارها، والآليات التي وظفتها عبر رصد معسكرات حركة الشباب وداعش في هذين البلدين.

جاءت الدراسة في أربعة أقسام: أولاً: معسكرات الحركة وداعش بين كينيا والصومال؛ تناول الباحث فيه حركة الشباب الصومالية وأفرعها وتكتيكاتها القتالية في كينيا، وتنظيم "ولاية الصومال" الداعشي وامتداده إلى كينيا. ثانيًا: درس تأثير إرهاب الصومال العابر للحدود على كينيا. وفي القسم الثالث درس مُسببات ومُغذيات مُعسكرات الإرهاب الصومالية- الكينية التي يعزوها إلى ثغرات الحدود المُترامية بين كينيا ودول الإقليم؛ والوضع القانوني في الشبكة السياسية في كينيا؛ والمظالم الاجتماعية والاقتصادية المحلية؛ وصراعات الإقليم وانعكاسها على كينيا. وتطرق في القسم الرابع إلى استراتيجيات التجنيد الإرهابية فحددها بالآتي : استثمار التنظيمات الإرهابية في الهشاشة الأمنية وعدم الاستقرار؛ والمقاربات الاجتماعية البديلة للتهميش والفقر المدقع؛ واختراق التطرف للمدارس والجامعات والمنظمات المدنية؛ واستغلال مخيمات اللاجئين الحدودية؛ واستغلال اللغة السواحلية كآلية ثقافية فاعلة في التجنيد.

يلاحظ الباحث أن تنظيمي القاعدة وداعش لهما تأثير في حركة الشباب تحت ما يعرف بـ«ولاية الصومال». لقد وظفت هذه التنظيمات الإرهابية سياقات ومناخات المظالم والحرمان الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في تقديم الفرص إلى المُجتمعات المحلية المهمشة، وإقامة روابط «صلبة» تقوم على «القرابة» وكسب القلوب والعقول لضمان ولائهم وتعزيز شرعيتهم بين الجماهير المحلية ضد دولهم. بجانب ذلك أقامت التنظيمات الإرهابية خلال السنوات الأخيرة في شرق إفريقيا وتحديدًا كينيا والصومال، تحالفات قوية مع الجريمة المنظمة واستخدمتها كميسر في الخدمات اللوجستية والموارد اللازمة لهجماتها، في ظل الفساد المنتشر بين السياسيين والأجهزة الأمنية.

معسكرات الحركات المسلحة والإرهابية في شرق إفريقيا

ألقت دراسة آية حسين محمود عثمان -باحثة مصرية متخصصة في الشأن الإفريقي- الضوء على أهم البؤر الإرهابية في شرق إفريقيا، فتناولت المعسكرات الإرهابية في كل من: جمهورية الصومال؛ وشرق إثيوبيا (الحدود الإثيوبية الصومالية)؛ والحدود الكينية الصومالية؛ وشرق الكونغو الديمقراطية؛ وأوغندا.

أشارت الباحثة إلى أن المشاكل التي تعاني منها دول شرق إفريقيا؛ حفزت تنامي وانتشار المعسكرات الإرهابية في مناطق عدة. وتمثل كل من «حركة الشباب» و«قوى التحالف الديمقراطية» و«مجموعة 23 مارس» و«جيش الرب الأوغندي» أبرز الجماعات الإرهابية التي تمتلك عددًا من البؤر النشطة في مناطق مختلفة في منطقة شرق إفريقيا. لافتة إلى أنه على الرغم من التوسع المستمر «لحركة الشباب» في الصومال، فإن عملياتها الإرهابية تتركز بشكل ملحوظ في كل من «هيران» و«شبيلي السفلي»، حيث إن (49%) من هجماتها سنة 2022 وقعت في هذه المقاطعات، ولذلك تُعد من البؤر الرئيسة لنشاطها الإرهابي. انخفضت بشكل ملحوظ العمليات الإرهابية للحركة في الصومال؛ نتيجةً للهجمات الحكومية ومقاومة المجتمعات العشائرية، وعلى الرغم من انخفاضها فقد زادت فتكًا سنة 2022 مقارنةً بسنة 2021، بهدف سيطرة الحركة وتوسعها في الصومال.

أدت الهجمات المستمرة لـ«حركة الشباب» في إثيوبيا إلى زيادة مقاومة «القوات الإثيوبية» من خلال نشر القوات على الحدود مع الصومال، ولذلك أصبحت الهجمات التي تشنها في المناطق القريبة من الحدود الإثيوبية ليست متكررة بسبب الوجود الأمني الإثيوبي القوى في المنطقة وداخل الصومال. ولكن تجدد الصراع العرقي في إثيويبا يزيد من احتمالية ارتفاع الهجمات المسلحة في الدولة، في حالة عدم احتواء الصراع من قبل قوات الأمن الإثيوبية.

قراءة في كتاب: Terrorism in Africa: New Trends and Frontiers

استعرض الباحث المصري مصطفى حمزة كتاب «الإرهاب في إفريقيا: حدود واتجاهات جديدة» الصادر في الإنجليزية ، عن معهد الدراسات الإفريقية (Institute for African Studies) في موسكو. يهدف الكتاب إلى التحقيق في الاتجاهات والحدود الجديدة لظاهرة الإرهاب في إفريقيا، ويسعى إلى تفسيرها بناءً على رؤية أكاديميين من روسيا. شارك في الكتاب مجموعة من الباحثين والأكاديميين حاولوا الإجابة عن عدد من الأسئلة: لماذا تختار بعض الجماعات والحركات المعارضة الإفريقية الإرهاب كوسيلة لتحقيق أهدافها السياسية؟ لماذا ينضم الأفارقة إلى صفوف الإرهابيين؟ ما الدوافع المحلية والخارجية للإرهاب في إفريقيا؟ كيف استجابت الدول الإفريقية الفردية للتهديد الذي يمثله الإرهاب؟ كيف كان ردّ فعل الدول الكبرى على التهديد الإرهابي المتصاعد في إفريقيا؟ كيف تمول الجماعات الإرهابية نفسها لتنشر رسالتها وتقوم بالتجنيد؟

جاء الكتاب في ثلاثة أبواب تتفرع إلى فصول. حمل الأول منها عنوان «من المحيط الهندي إلى المحيط الأطلسي: قوس عدم الاستقرار في إفريقيا» (أربعة فصول)؛ والثاني «القرن الإفريقي: تحديات مكافحة الإرهاب» (ثلاثة فصول)؛ والثالث «استراتيجيات الإرهاب والاستراتيجيات الدولية» (خمسة فصول).

يرى محررو الكتاب أنه من الصعب تقديم تعريف دقيق وقابل للتطبيق عالميًا حول الإرهاب؛ نظرًا لأن أساليب الإرهابيين وأهدافهم تختلف باختلاف الثقافة والبلد والمنطقة، وتعتمد على سياق الموقف وقدراتهم، وقد يكون لمجموعة كبيرة من الأشخاص والجماعات والأفعال والأحداث دلالات مختلفة مرتبطة بكلمة «الإرهاب»، إلا أنهم عادوا ليؤكدوا أهمية التعريفات الاستنتاجية التي تؤخذ من الأدلة والحقائق.

يرجع الكتاب جذور الإرهاب في إفريقيا إلى الحقبة الاستعمارية، التي يعبر عنها بــ«إفريقيا الاستعمارية»، حيث هدفت أعمال العنف لإنهاء الاستعمار، من خلال الإطاحة بالحكومات أو إضعافها، مثلما حدث في الفترة الممتدة بين سنتي (1952-1959) من تمرد ماو ماو (Mau Mau rebellion) في كينيا ضد بريطانيا، وجبهة تحرير موزمبيق (FRELIMO) ضد الاستعمار البرتغالي، ونضالات سوابو في ناميبيا، والمؤتمر الوطني الإفريقي ضد الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.