أبناء الآيات في إيران: النفوذ- التوريث- المستقبل


ركزت الدراسات  اعلى توريث المناصب في إيران ضمن نظام ولاية الفقيه، وعلى الأسس الأيديولوجية لصعود أبناء (آيات الله)، ونفوذهم الاقتصادي، والدور الذي لعبه اللوبي الإيراني في الخارج، لتوطيد دعائم الاتجاه المتشدد. تضمن الكتاب حواراً مع حسن شريعتمداري المعارض السياسي الذي تحدث عن مستقبل ولاية الفقيه في إيران بعد خامنئي

يحاول الكتاب دراسة روابط وعصبويات التشدد والمحافظة المقنّعة وجذورها داخل إيران، للتعرف على البنى التي أسس عليها «المتشددون» قوتهم عبر التوريث الديني والسياسي، والاستيلاء على مقاليد الحكم ومقدرات الدولة وعلى مجتمع المحافظين


تم النشر في: March 2021


front171

قائمة الفصول


# اسم الكتاب سعر اشتري الآن
1 توريث المناصب العليا في نظام ولاية الفقيه 45 د.إ
2 الأسس الفكرية لصعود أبناء آيات الله في إيران 45 د.إ
3 النفوذ الاقتصادي لأبناء آيات الله في إيران.. بين النفي والإثبات 45 د.إ
4 بنات آيات الله بين نفوذ الاقتصادي والتمرد السياسي 45 د.إ
5 نظرية تفسيرية مغايرة: ما الذي يفعله أبناء رجال الدين الإيرانيين في الخارج؟ 45 د.إ
6 تاريخ ومستقبل ولاية الفقيه 45 د.إ
7 مستقبل ولاية الفقيه في إيران 45 د.إ
8 العلاقات الأميركية- الإيرانية في عهد جو بايدن وتأثيراتها العربية 45 د.إ
9 آفاق التسوية الإيرانية- الأميركية في ظل الصراعات الداخلية في إيران 45 د.إ
10 في مواجهة الإسلام السياسي سجالٌ بين محسن كديور وعبدالكريم سروش 45 د.إ
11 سجون إيران: متغيرات الداخل وتداعيات الجائحة 45 د.إ
12 أنشوطة فلسفية: اليسار كاليمين في الانحناء للعنف 45 د.إ
ملاحظة: الدراسات متاحة فقط كملف تنزيل في إصدار PDF.

شرح الكتاب


ملخص بحوث العدد (171)

أبناء الآيات في إيران: النفوذ، التوريث، المستقبل

مارس (آذار) 2021

 

دبي

يتناول الكتاب نفوذ مجتمع رجال الدين السياسيين في إيران، باحثاً في التوريث الديني السياسي للمناصب العليا، والنفوذ الاقتصادي المكتسب لأبنائهم، ومحاولاً فهم التركيبة الوراثية الدينية والسياسية في إيران الخمينية. ركزت الدراسات على توريث المناصب في إيران ضمن نظام ولاية الفقيه، وعلى الأسس الأيديولوجية لصعود أبناء (آيات الله)، ونفوذهم الاقتصادي، والدور الذي لعبه اللوبي الإيراني في الخارج، لتوطيد دعائم الاتجاه المتشدد. تضمن الكتاب حواراً مع حسن شريعتمداري المعارض السياسي الذي تحدث عن مستقبل ولاية الفقيه في إيران بعد خامنئي.

يحاول الكتاب دراسة روابط وعصبويات التشدد والمحافظة المقنّعة وجذورها داخل إيران، للتعرف على البنى التي أسس عليها «المتشددون» قوتهم عبر التوريث الديني والسياسي، والاستيلاء على مقاليد الحكم ومقدرات الدولة وعلى مجتمع المحافظين.

 

توريث المناصب العليا في نظام ولاية الفقيه

يرى محمد محسن أبو النور-باحث مصري، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية «أفايب»- أن النظام الإيراني اعتمد، عقب ثورة 1979، على نمط يشبه نظام سلفه من ناحية شكل السلطة؛ المتمثلة في توريث المناصب العليا في الدولة، محاولاً من خلال تلك الآلية تثبيت دعائم حكم آيات الله وأبنائهم من بعدهم، وتكريس المناصب التنفيذية الرفيعة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية لحساب أبناء الطبقة الأوليغاركية الجديدة، سواء الذين بقوا في الحوزة الفقهية أو حتى أولئك الذين فضلوا الانتقال من الحوزة إلى السلطة؛ انطلاقًا من كون آيات الله هم من حوّلوا مجرى الأمور في الدولة الجديدة، وقادوا الثورة ضد الأسرة البهلوية المازندرانية (1925 - 1979). تسلط الدراسة الضوء على توريث المناصب في نظام ولاية الفقيه، وآلية انتقال أبناء الآيات من الحوزة إلى السلطة، وتبيّن أصول ظاهرة الثوريث الوظيفي لأبناء آيات الله.

يخلص الباحث إلى أن أبرز التبعات التي رسمت السياسات العامة لإيران، اعتماد أجنحة الحكم في الجمهورية الجديدة على الحوزة الدينية، باعتبارها منتجة الكوادر التنفيذية للحكومة، وقد لعبت الدور الأبرز في تخريج شبان قادرين على الصعود لمواقع المسؤولية السياسية في الدولة، خصوصاً من أبناء رجال الدين الذين تولوا -بدورهم- السلطة في البلاد.

تطلع الكثير من رجال الدين ممن تولوا مناصب عليا في الدولة إلى إلحاق أبنائهم بالحوزة الدينية حتى يكون لهم الأولوية في تولي المناصب السياسية في الدولة خلفًا لآبائهم، وبالتالي بات توريث المقاعد السياسية هو السمة الغالبة على شكل المجتمع الإيراني الحديث، اعتمادًا على نظرية «ولاية الفقيه» التي دشنها الخميني وباركها عدد من رجال الدين من بعده، وباتت القاعدة الرئيسة التي أقيم عليها النظام الإيراني الجديد.

الأسس الفكرية لصعود أبناء آيات الله في إيران

قدّم محمد خيري - باحث مصري في المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية «أفايب» - في دراسته إجابة عن إشكاليات وتساؤلات مرتبطة بالتأثير الفكري السياسي لآيات الله وأبنائهم بعد توليهم مقاليد الحكم في إيران، ودور الحوزة الفقهية في تمرير الأفكار الداعمة لأبنائهم، ومدى نجاح السلطة الحاكمة في ذلك، وتوريث الثيوقراطية.

يشير الباحث إلى أن أبناء آيات الله رفضوا الانخراط في مشاحنات سياسية من شأنها أن تمهد لسقوط النظام، من أجل حلم الوصول إلى تلك المناصب، من خلال دعم رجال الدين في الحوزة والوصول إلى المراتب الفقهية والعلمية المعروفة، وأبرزها حجة الإسلام وآية الله وآية الله العظمى، وهو ما يجعل هؤلاء مراجع تقليد في الفقه والسياسة في يوم من الأيام، مما رفع من وضع الحوزة الدينية في قم ومشهد على حساب الجامعات والمعاهد التعليمية على اختلافها. مهد ذلك الوضع لأن يعلن أحد أبناء آيات الله، وهو محمد جواد لاريجاني، نظرية ترسخ الفكر الديني التوسعي القائم على المذهب الشيعي، على أن تكون قم هي مركز تلك الدولة، التي يكون لآيات الله وأبنائهم فيها السلطة والنفوذ. وكما سار من قبل فقهاء إيران على مسار فلاسفة كأفلاطون وأرسطو في استخلاص الأفكار السياسية، عمد محمد جواد لاريجاني في نظريته «أم القرى» إلى استخلاص بعض الأفكار الفلسفية التي دمجها مع أفكار من التراث الشيعي لتكوين نظرية متكاملة، فيما استقى محمد خاتمي في غير موضع من الفلسفات اليونانية نفسها في سياساته، بل ودفعه لأن يعلن أن الفقهاء من الإصلاحيين هم من يستطيعون قيادة المجتمع الإيراني المعاصر.

النفوذ الاقتصادي لأبناء آيات الله في إيران.. بين النفي والإثبات

درست ياسمين سمرة -باحثة متخصصة في الاقتصاد الدولي، مديرة تحرير «إنتربرايز» (Enterprise) في القاهرة- مدى نجاح أبناء آيات الله في التوغل بالاقتصاد الإيراني، وقدّمت تقديرات حجم ثرواتهم، وأبرزت القطاعات التي يعملون بها، شارحة أثر نفوذ أبناء آيات الله المالي في اقتصاد البلاد وتنافسية السوق، ومبيّنة سبل الإشراف الحكومي على أنشطتهم وتنظيمها، ومتناولة في دراستها الجهات الدولية والحكومات التي تراقب نشاط أبناء آيات الله المالي.

أشارت الباحثة إلى أن جائحة كورونا كانت من بين العوامل التي وضعت المزيد من علامات الاستفهام على مدى توغل أبناء المرشد وغيرهم من أبناء آيات الله في الاقتصاد، وحجم الدور الذي تلعبه المؤسسات الاقتصادية والبنيادات والتعاونيات التي يديرونها ويسيطرون عليها في دعم أبناء الشعب الأكثر احتياجا، والطبقات التي عصفت بها تداعيات الوباء.

بنات آيات الله بين النفوذ الاقتصادي والتمرد السياسي

تتناول منى سيلاوي -باحثة متخصصة في الشؤون الإيرانية– في دراستها سير نساء من بنات آيات الله اضطلعن بدور كبير في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مقدمة نماذج مختلفة لمسيرة ونشاط بنات رجال الدين في إيران، وبينت عداء النظام لبعضهن وانتقاده لهن والوقوع في فخ الخلافات والاستهداف. وهي تعكس في دراستها نمط صراع رجال الدين المتنفذين بالدرجة الأولى واستغلال الأجهزة لملفات واتهامات تخص أبنائهم وبناتهن في دولة تزعم أنها إسلامية. ظهرت معها الصراعات الداخلية واتهامات التجسس مما رسمته تلك السير والمواقف، ومنها ما مثّلته كواجهات اقتصادية، وأخرى مثلت تحايلًا على مخصصات الحكومة، وأخرى مثّل انتقادها مدخلاً لها في تجارب السجون.

نظرية تفسيرية مغايرة: ما الذي يفعله أبناء رجال الدين الإيرانيين في الخارج؟

يتطرق رحيم حميد -كاتب وباحث متخصص في الشؤون الإيرانية، مقيم في الولايات المتحدة الأميركية- في دراسته إلى ما يفعله أبناء آيات الله الذين يحكمون البلاد في الغرب، ومدى تأثيرهم في صنع القرار بالعواصم التي يقيمون بها، فضلاً عن دورهم في ترسيخ حكم آبائهم اقتصادياً وسياسياً، مبرزًا مكانة "الأرستقراطية" في العالم المعاصر، متناولاً ثقافة "النبلاء والأشراف" لدى آيات الله في إيران، ومشيرًا إلى أسلوب عمل "جماعات ضغط" أبناء آيات الله في الغرب، ومبيّنًا موقف الدول الغربية من "جماعات ضغط" أبناء آيات الله.

يخلص الباحث إلى أن «أبناء آيات الله» يلعبون دور المحفظة الآمنة لأموال النظام، أما الأحداث الرئيسة على مستوى الساحتين الإقليمية، والعابرة للحدود الوطنية، فيتم تنسيقها من قبل الجماعات المتخفية خلف الستار. وأن القرائن برهنت على أن هؤلاء الأبناء هم مصدر لوبيات الضغط الإيرانية في عواصم الغرب، ويلعبون دور المحفز للعلاقات الاقتصادية وللسياسات الدولية، ولهذا السبب توجد مساعدات عامة لاجتثاث أكبر قدر ممكن من هذا النبات السام، ليس فقط في إيران ولكن في بلدان أخرى بالعالم الثالث. ويرى أنه إذا ما استمرت حكومة نظام الجمهورية الإسلامية في السلطة، فإن قضية لوبيات أبناء آيات الله في الغرب ستظل مستمرة.

تاريخ ومستقبل ولاية الفقيه

أجرى منسق الكتاب "محمد محسن" حوارًا مع حسن شريعتمداري، الناشط السياسي والمعارض الإيراني، وابن (آية الله العظمى) كاظم شريعتمداري (1905 - 1986) والذي يعتبر من الشخصيات المؤثرة في تاريخ إيران المعاصر، فقد أنقذ الخميني من الإعدام على عهد الشاه، وعارض فكرة ولاية الفقيه القائم عليها النظام الإيراني الحالي، ورآها عبثاً بالفقه الشيعي، وقد فرض عليه الخميني الإقامة الجبرية وأغلق مدرسته الفقهية وشرد تلامذته وصادر ممتلكاته، ثم صار على بعد خطوات عدة من الإعدام في عهد الخميني، حتى أكرهه على الاعتذار عن إنكاره صحة ولاية الفقيه، ومنع عنه العلاج ورفض انتقاله إلى إحدى مستشفيات أوروبا بعد إصابته بالسرطان، وقضى نحبه بمستشفى «مهرداد» شديدة التواضع في طهران. يتناول المحاور فيها حديثه عن كاظم شريعتمداري وعلاقته بالخميني والثورة الإيرانية، وعن مجلس إدارة المرحلة الانتقالية الإيراني، والأوضاع الداخلية الإيرانية.

يرى حسن شريعتمداري أن نظام ولاية الفقيه القائم يمثل خطراً كبيرًا على السلام والاستقرار في العالم. وأن طبيعته لا تتناسب ولا تتكيف مع الحضارة العصرية لعالم اليوم، بل إن هذا النظام مولود بالتشوه الخلقي أو ناقص النمو، تأخر التاريخ أو الزمان في ولادته لمدة قرون، ولم يبق على قيد الحياة إلا بفعل التنفس الصناعي المتمثل في الدولارات النفطية ويتحتم رحيله في أسرع وقت.

العلاقات الإيرانية - الخارجية مستقبل ولاية الفقيه في إيران

يتناول ستار جبار علاي -باحث أكاديمي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، جامعة بغداد- في دراسته الأنماط المتشكلة في خلافة "المرشد الأعلى"، ويستعرض أبرز التيارات والشخصيات المرتبطة بنفوذها في السلطة، فيقف على الشبكة المرتبطة بخامنئي، ويسرد تحديات مستقبل اختيار المرشد الأعلى، ويقدم السيناريوهات الاستشرافية.

يشير الباحث في دراسته إلى أن ولاية الفقيه لا تزال الهيئة التي لها اليد العليا في إيران، وقد تتعرض بعد وفاة الخامنئي إلى تغييرات سياسية من حيث قدرتها على الاستمرار في الإمساك على مقدرات البلاد وذلك لصالح الحرس الثوري. وقد تضطر هذه المؤسسة للتعامل بشكل أكثر براغماتية مستقبلاً مع الملفات الداخلية والخارجية؛ وذلك كله طبقاً للتغيرات والضغوطات الداخلية والخارجية. ويعني ذلك بشكل عام بروز دورٍ أكبر وأكثر اتساعاً للحرس الثوري على حساب مؤسسة ولاية الفقيه. ويعتقد أن الحرس نفسه سوف يشهد تطورات، فمن المتوقع أن يتغير تدريجياً ليؤسس نظاماً جديداً بعد وفاة خامنئي يعتمد بشكل أكبر على محوريته وقدرته في حسم القضايا داخلياً وخارجياً. وفي النهاية، ينبغي التأكيد أن نسبية هذه التغييرات تعتمد بشكل كلي على مدى قوة هذه التغييرات وصداها محلياً في إيران وعلى الساحة الدولية.

إن الحديث عن إمكانية وقوع تغيير في نظام الجمهورية الإسلامية ومستقبلها في الوقت الحالي، مرهون بمرحلة ما بعد رحيل المرشد الأعلى علي خامنئي واحتدام الصراع بين مؤسسات النظام القائمة، وارتفاع مستوى الغضب الشعبي تجاه النظام، نتيجة تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية. إن لم ينتهِ الأمر بوقوع ثورة جديدة، أهدافها تغيير السلطة الحاكمة بأكملها.

العلاقات الأميركية- الإيرانية في عهد جو بايدن وتأثيراتها العربية

درست هناء حسن عبيد الفريجي -باحثة عراقية في العلاقات الدولية- العلاقات الأميركية- الإيرانية في عهد الرئيس الأميركي جو بايدن، والمواقف العربية من العلاقات الأميركية- الإيرانية. تخلص فيها إلى أنه على عكس السائد بأن الإدارة الأميركية الجديدة ستساهم -إلى حد كبير- في عودة واشنطن للالتزام بالاتفاق النووي؛ يحمل بايدن رؤية مختلفة بخصوص التعامل مع استراتيجية الضغوط القصوى التي اتبعتها إدارة ترمب مع إيران؛ حيث انتقد خلال مناظرته الأولى مع ترمب الأحادية الأميركية ردًا على أسئلة تتعلق بمواجهة الإجراءات الإيرانية، مشيراً إلى أنه يتعين تجميع حلفاء واشنطن والوصول إلى قرار ونهج مشترك، والعمل على تنفيذه، أي عمليا ما قامت به حكومة باراك أوباما فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني. الجدير بالذكر، أن بايدن ينطلق في سياساته تجاه إيران من التعددية والعمل مع الحلفاء، كما أن عودته للاتفاق النووي مشروطة بالتزام إيران بتعهداتها، فضلًا عن إدخال ملفات أخرى كالبرنامج الصاروخي إلى موضوع المفاوضات. سوف تحاول دول الخليج السيطرة على الوضع في ظل الظروف الراهنة خوفا من إعادة الاتفاق وزعزعة أمن المنطقة.

آفاق التسوية الإيرانية- الأميركية في ظل الصراعات الداخلية في إيران

يستعرض سعد محمد بن نامي-باحث سعودي في الدراسات الإيرانية- أزمة الملف النووي وتطوراتها، مناقشًا البرنامج النووي بين الإصرار الإيراني والرفض الدولي، ويقف على معطيات الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي في عهد ترمب والموقف الإيراني والتبعات، ومعطيات عودتها للاتفاق النووي في عهد بايدن. مشيرًا إلى تأثر موقف الحكومة الإيرانية كثيرًا بسيطرة المحافظين على السلطة التشريعية، وتشددهم في رفع المطالبات للقبول بإجراء أي مفاوضات، وممارستهم سياسة ضغط قصوى عكسية على غرار السياسة التي اتخذتها حكومة الرئيس السابق دونالد ترمب بعد إعلانها الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران؛ لكي تتمكن إيران من تحقيق مكاسب على المستوى الداخلي، بزيادة فرصة نجاح التيار المحافظ في الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة، وعلى المستوى الخارجي محاولة ثني الولايات المتحدة الأميركية عن التمسك بإعادة صياغة الاتفاق النووي وخطة العمل الشاملة المشتركة لتشمل المطالبات الأميركية الجديدة، وخاصة فيما يتعلق بمنظومة إيران الصاروخية والصواريخ الباليستية، وسلوك إيران في المنطقة، ومن الصعوبة بمكان قبول إيران المشاركة العربية الإقليمية في المفاوضات وخصوصًا الخليجية؛ لأن النظام الإيراني يعتبر برنامجه النووي مصدر قوة استراتيجية وتفوق تقني على الدول المجاورة من جهة، ومن جهة أخرى يضعه بالتساوي مع مكانة الجزر العربية المحتلة: أبو موسى وطنب الصغرى وطنب الكبرى لديه، والتي ورثها من نظام الشاه محمد رضا بهلوي، ولذلك فلن يتهاون في الاحتفاظ بها والسيطرة عليها، خصوصاً أن موقعها الاستراتيجي يدعم قوته العسكرية، ومع ذلك يمكن الخروج بتصوراتٍ واحتمالاتٍ عدة لاستشراف مستقبل التسوية الأميركية- الإيرانية حيال الاتفاق النووي.

في مواجهة الإسلام السياسي.. سجالٌ بين محسن كديور وعبدالكريم سروش

تناول حسن الصرّاف -باحث ومترجم عراقي- في دراسته ما أُثير من جدل فكري بين اثنين من معارضي نظام ولاية الفقيه؛ فعبد الكريم سروش كان أحد المؤيدين والفاعلين مع تلك الولاية، وكان له دور في أسلمة الثقافة، ثم خرج عليها بل خرج إلى ما هو أبعد من ذلك، في ما يخص الدين والمذهب، وعارض محسن كديور ولاية الفقيه وسلطة رجال الدين، وما يقدمه الآن، أفكار مهمة في الإصلاح والتننوير.

يقيم سروش وكديور في الولايات المتحدة، واتفقا على معارضة سلطة رجال الدين، لكنهما اختلفا في الأفكار إزاء الدين، سروش يهاجم ويتهم؛ وكديور يرد على الإسلام السياسي، أي سلطة رجال الدين؛ بالإسلام الرحماني، لا إسلام السلطة والقوة.

يتناول الباحث آراء سروش حول السلطة في الإسلام وموقفه من إكراه النّاس على الدّين وموضوعات الزعامة الدنيوية والجهاد وإقصاء الآخر في ضوء النَّص القرآني التخويف والعنف، عارضاً للسجال بين المفكرَين.

سعى المقال إلى التعريف بسلسلةً جديدةً من المحاضرات العلميّة المهمّة التي يلقيها هذا الفقيه والمفكّر الإسلامي في العالَم الافتراضي؛ منذ فبراير (شباط) 2020، وذلك في معرض نقده المُمَنهج والمتأنّي لآراء وأفكار طرحها المفكّر الإيراني الآخَر عبدالكريم سروش حول موضوعة الإسلام والسلطة في خريف وشتاء عام 2020. وعلى الرغم من أن الأخير لا يمثّل توجهات الإسلام السياسي، بيد أن آراءه الأخيرة التي تصدّى لها كديور، تتماهى كثيراً مع أبجديات الإسلام السياسي والتيارات الجهاديّة والدعوية. ناهيك عن تضمّنها مغالطات وأفكاراً ذوقية، وغير مستندة حول الإسلام والشخصية النبويّة، واتخاذ جلال الدين الرومي وديوانَيه المثنوي وشمس معياراً ومصدراً رئيساً لدراسة القرآن، ومنطلقاً لمعالجة النزعة التسلطية والفردية في الإسلام! إنَّ محسن كديور الذي يمثّل أحد أبرز المفكرين القائلين بالإسلام الرحماني منذ أزيد من عقد؛ يقدّم قراءة منهجية وموضوعية للإسلام تقوم على مقوّمات عدّة، أهمّها: رضا الله، والعدالة، والعقلانية، والرَّحمة، والأخلاق، والكرامة، وحقوق الإنسان، والحريّة، والاختيار، والعلم، والتكنوقراطية، والديمقراطية، والعلمانية العينية. ملخَّص ما عرضه عبدالكريم سروش في محاضراته حول الإسلام والسلطة، هي جملة من الآراء والأفكار التي صرّح بها مستشرقون ومفكّرون قبله، وما سلسلة محاضرات كديور إلا للردّ العلمي على كلّ واحدةٍ من هذه الآراء.

سجون إيران: متغيرات الداخل وتداعيات الجائحة

تحاول هذه الدراسة التي اعتمدت على المصادر والمراجع الفارسية والإنجليزية والعربية -التي أعدها كل من الباحثين المصريين شيماء مرسي ومحمد محسن- رصد كيفية التعاطي الإيراني مع السجناء خلال جائحة كورونا، مستندة إلى الأرقام والإحصائيات، مبرزة موقع إيران في التصنيف الدولي للسجون، والمتغيرات التي صاحبة السجون في ظل جائحة كورونا، وأوضاع السجون، لتقف على أسباب إنشائها وتواريخ تأسيسها.

يخلص الباحثان إلى أن أزمة جائحة كورونا جعلت من السجون الإيرانية مادة لا يمكن تنحيتها عند محاولة تحليل السياسات الإيرانية الداخلية، خصوصاً فيما يتعلق بموضوع حقوق الإنسان إلى جانب التعاطي الحكومي مع الجائحة. وقد أنتجت تلك الأزمة شكلاً جديداً من براغماتية النظام الإيراني، الذي أفرج عن المسجونين لقاء دفع كفالات مالية بعضها مرتفع.

أنشوطة فلسفية: اليسار كاليمين في الانحناء للعنف

قدم عمر البشير الترابي-باحث سوداني، رئيس التحرير في مركز المسبار للدراسات والبحوث- قراءة في كتاب «أيديولوجية الاستبداد، استخدام الأسطورة الغنوصية الجديدة في السياسة الأميركية» لمؤلفه جيدو جيوكومو بريبيراتا، استعرض فيها مسار اليسار وتأثير الفيلسوف ميشيل فوكو عليه.

ينتقد الباحث إعجاب فوكو بالخميني وحركات الإسلام السياسية، ويتناول الدوافع التي سخرت المصطلحات الجديدة في خدمة روح العنف داخل أعماله الفلسفية، التي تم استيرادها وإعادة صوغها في السبعينيات والثمانينيات. فيما شكلت القوة التي بنى عليها نظرياته حجر الزاوية في الخطاب الأميركي العام، بدءاً من الأوساط الأكاديمية، ثم تسربت للحكومة عن طريق مناهج التعليم، وعلى مدار ربع قرن أثرت نظرياته في الأكاديميين والمعلمين، وتبنى اليسار نظرياته بالاستعارات والتشبيهات والتأويلات اللازمة لتفسير الحالة الاجتماعية الأميركية. مشيراً إلى مناهضة جورج باتاي وميشيل فوكو عصر الحداثة، فيما كان لديهما موقف معادٍ للدين، واعتقدا أن عصر ما بعد الحداثة، وقيمه حول الخير والشر، التصنيع والعقلانية، والدولة القومية وسيادة القانون، أمور ناتجة عن عصر الحداثة والقيم الدينية التي عطلت مسار تطور البشرية، وسجنت الروح الإنسانية في قفص أدى في النهاية لمزيد من الوحشية، بينما إطلاق العنان لتلك «الوحشية» هو ما أدى في النهاية إلى التغيير الإيجابي القائم على حقائق القوة على الأرض. فيما عرج على الغنوصية لدى باتاي–فوكو، فالكاتب يرى أن الرموز الفكرية لفلسفة ما بعد الحداثة لا تتحدث باسم الإنسان أو لصالحه أو ترفع شعارات الفردية، بل إنها في حقيقة الأمر ممثلة للفوضى وداعية إليها. متناولا في المتغيرات يسار ما بعد الحداثة من جهة، ويمين ما بعد الحداثة من جهة أخرى. ويقف على خلاصات المؤلف.