يتناول هذا الكتاب برامج ومساقات تدريس الإسلام في الجامعات الأوروبية والأميركية، منتخبًا عددًا منها مثل جامعات: توبنغن (Tübingen)، ومونستر (Münster)، وأوسنابروك (Osnabrück)، وغوته (Goethe) في ألمانيا؛ وجامعة فيينا (Wien) في النمسا، وجامعات: كوبنهاغن (Københavns )، وآرهوس (Aarhus)، وجنوب الدنمارك (Süddänische) في الدنمارك؛ وجامعة أوبسالا (Uppsala) في السويد؛ وجامعة أوسلو (Oslo) في النرويج؛ وجامعات: لييج (Liège)، وسان -لويس (Saint-Louis)، ولوفان الكاثوليكية (Catholique de Louvain)، وبروكسل الحرة (libre de Bruxelles) في بلجيكا؛ وجامعة كامبريدج (Cambridge) في بريطانيا؛ وجامعتي ستراسبورغ (Strasbourg)، وأكس - مارسيليا (Aix-Marseille)، والمعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية (INALCO) في فرنسا، وجامعتي: جنوب كارولينا (USC)، وتكساس (UT) في الولايات المتحدة، وفرع جامعة نيويورك (NYU) في لندن؛ وجامعات الأرجنتين الوطنية، طارحًا المساقات والمدرسين، وحضور المراجع الإسلاموية فيها.
عرَّف الكتاب بأبرز المجلات الدولية المختصة بالدراسات الإسلامية، ودراسات الشرق، من حيث مضامينها ورؤساء تحريرها واتجاهاتها وأبرز المستفيدين من منصاتها، ملاحظًا سيادة نفس إسلاموي فيها، وتضمّن الكتاب شهادات خبراء ورواد مشاريع إعادة بناء حقل الدراسات الإسلامية.
تم النشر في: December 2022
يتناول الكتاب تدريس الإسلام في عدد من الجامعات الأوروبية والأميركية، فيركز على برامج تدريس الإسلام في جامعات ألمانيا والنمسا والدنمارك والسويد والنرويج وبلجيكا وبريطانيا وفرنسا والأميركتين.
يهدف الكتاب إلى بناء قاعدة معرفية حول الدراسات الإسلامية المعاصرة ومناهجها في الأكاديميات والمعاهد الأوروبية والأميركية، ويضيء على مسارات وبرامج تدريس الإسلام ومساقات التعايش والتفاهم والأديان المقارنة، والتحديات التي تواجهها، والنقاشات الدائرة حولها، وتأثير الدوافع والأهداف في خلق الاختلافات المنهجية والمخرجات التربوية المتباينة.
يلاحظ تقديم الكتاب أن فرضيات التأريخ لولادة الدراسات الإسلامية تكاثرت في المجالين الأوروبي والأميركي، واستعجل أغلبها تعميم نظريات مثل «موت الاستشراق» الذي استمر لمدة قرنين وانقضى في السبعينيات من القرن العشرين، مما أدى إلى استقلال الدراسات الإسلامية؛ وهي نظريّة لا تفارق «نظريات التفسير السياسي» التي ربطتها بتفاقم ظاهرة العنف الديني، وإرهاب ما بعد ثورة الخميني 1979، والتحولات في السياسة الدولية بعد هجمات 2001 الإرهابية، مما ساهم في ولادة مسارات بناء خطاب الإسلام المحلي المتعايش مع قيم مجتمعه وحدوده الوطنية؛ والذي يؤهّل منهجه الأئمة الأوروبيين والأميركيين لحماية الأمن الروحي لمسلمي بلادهم. وكلها نظريّات وجيهة، ولكنّ تعميمها يحتاج إلى نظر. لذا اختار الكتاب دراسة كل سياق على حدة، متتبعًا مساراته، ومساقات جامعاته، وتحقيبه التاريخي، مع استحضار شهاداتٍ لأبرز الباحثين المؤثرين في خلق هذه السياقات.
تعرض دراسة عفيف عثمان -أكاديمي ومترجم وباحث لبناني متخصص في الفلسفة- مسارات تدريس الإسلام في الجامعات الألمانية وتطورها التاريخي والمنهجي، لا سيما في العقود الأخيرة، وتختار أربع جامعات أساسية تُعد الأبرز في مجال التعليم الأكاديمي الجامعي وهي: "جامعة توبنغن" (University of Tübingen) و"جامعة مونستر" (University of Münster) و"جامعة أوسنابروك" (OsnabrückUniversity) و"جامعة غوته – فرانكفورت" (Goethe University Frankfurt). تُستهل الدراسة في التعرف على الاستشراق والإسلام في ألمانيا وأثرهما في خلق الحاجة إلى الدراسات الإسلامية، ومن ثم ترصد مساقات تدريس الإسلام في الجامعات المختارة وتفصل فيها.
يعرض بحث تمارا نيللي فرويدنشوب -أستاذة مساعدة في "معهد الدراسات اللاهوتية الإسلامية" (Institute for Islamic-Theological Studies) في جامعة فيينا (University of Vienna)، النمسا- تاريخ الإسلام والمسلمين في النمسا بهدف فهم سياق برامج تدريس الإسلام في جامعة فيينا (University of Vienna)، ويتناول تركيبة التعليم الإسلامي الديني في المدارس العامة في النمسا، والتحديات التي تواجهه والفرص المتاحة أمامه.
في المحور الأخير يتطرق البحث إلى برنامج التدريب على التعليم الديني الإسلامي في جامعة فيينا، مع تركيز أساسي على "برنامج الماجستير في التعليم الديني الإسلامي"، الذي يشكل إطارًا للتحليل والتفكير في عمليات التعليم والتعلّم ضمن مجتمع ديمقراطي تعددي. توصلت فيها إلى أن برنامج التعليم الديني الإسلامي في جامعة فيينا يمنح إطارًا مناسبًا لإرساء الأسس اللازمة لتعليم ديني إسلامي يتوجّه نحو عالم الحياة، ويكون سندًا للشباب النمساوي المسلم في العثور على مكانهم اللائق في المجتمع النمساوي.
تتناول دراسة هيثم مزاحم -باحث لبناني في الدراسات الإسلامية- تدريس الإسلام وبرامجه في ثلاث جامعات دنماركية: جامعة كوبنهاغن (University of Copenhagen)، و"جامعة جنوب الدنمارك" (University of Southern Denmark)، وجامعة آرهوس (Aarhus University). وتسلط الضوء على السجالات المعاصرة حول الجدوى من الدراسات الإسلامية في الأكاديميات الدنماركية. وقبل البحث في هذين المحورين، تتناول الدراسة -بإيجاز- تاريخ المسلمين في الدنمارك، وجهود المستشرقين الدنماركيين في دراسة الإسلام واللغة العربية.
يخلص الباحث إلى أن الدراسة الأكاديمية للإسلام والمسلمين والإنتاج الثقافي الإسلامي، في الجامعات الدنماركية بدأت بشكل أساسي بين الُّلغويين، في القرن التاسع عشر. ثم تطورت دراسة الإسلام في أوائل القرن العشرين، ضمن نظام دراسة الديانات غير المسيحية، في إطار حلقات دراسية لاهوتية مكملة، ثم تطورت إلى وحدات منفصلة. وضُمِّن الإسلام المبكر، مع التركيز على تفسيرات النخبة للإسلام، بما يتماشى مع تقاليد ووجهات نظر الاستشراق الكلاسيكي. كان التركيز، حتى ثمانينيات القرن العشرين بشكل أساسي على التاريخ الإسلامي المبكِّر.
تتناول دراسة محمد فضل هاشمي -أستاذ أصول الدين والفلسفة الإسلامية في قسم اللاهوت (Department of Theology) بجامعة أبسالا (Uppsala University)، السويد- تاريخ العلاقات الفكرية والثقافية بين الإسلام وأوروبا، فتعرض انتقال أفكار ومعتقدات العلماء المسلمين إلى مراكز التعلّم الإسلامية في القارة، وتهتم بالتبادلات الفكرية بين الحواضر الإسلامية والسويد، وكيف ظهر التراث الإسلامي بوضوح شديد في أواخر العصور الوسطى فيها، خصوصاً في جامعة أُبسالا (Uppsala University)، فالجداول الفلكية للجامعة تحتوي على أرقام عربية منذ سنة 1483. تعرض الدراسة تطور دراسات الإسلام في الجامعات السويدية، بدءًا من ثمانينيات القرن المنصرم، وتركز على كلية اللاهوت في جامعة أُبسالا، وتقدم شرحًا عن المقرّرات التي تُدرس فيها.
تركز دراسة نورا إيغين -محاضرة في كلية اللاهوت (Faculty of Theology) في جامعة أوسلو (University of Oslo) بالنرويج- على تدريس الإسلام في "كلية اللاهوت" (Faculty of Theology) في جامعة أوسلو (University of Oslo) في النرويج. تقدم الدراسة في المحورين الأولين لمحة موجزة عن وجود المسلمين، وخلفية تاريخية عن الجهود المتفرقة والمجزية التي بذلتها الأجيال الأولى، من علماء اللغويات المقارنة واللاهوت المسيحي في النرويج، والتي كان لها الأثر في الدراسات الإسلامية في جامعة أوسلو حتى يوم الناس هذا.
تلفت الباحثة إلى أن النقاش العام أظهر في أحيان كثيرة مستوى غير واقعي من التوقعات بشأن ما تستطيع كلية في جامعة بالنرويج أن تقدمه في الأوقات الراهنة. إن الإسلام كدين معيش يعتبر غضًا في النرويج، ولم يشرع الجيل الثاني من المهاجرين المسلمين في التأثير على المجتمع بوصفهم أفرادًا بالغين، إلا أخيرًا. بالتالي، يتطلع عديد من الطلبة المسلمين، وكذلك غيرهم من الطلبة المنخرطين في برامج الدراسات الدينية، إلى امتلاك مسار مهني محترف.
في المقابل، استنادًا إلى خبرتها كأستاذة في كلية اللاهوت في جامعة أوسلو، تجِدُ الباحثة أن كثيرًا من الطلبة المسلمين يختارون مقررات بمواضيع إسلامية، في سياق بحثهم عن تطوير فهم مستقل لدينهم، وكذلك من أجل أن يسهموا في بلورة تفسيرات جماعية عن الإسلام في المجتمع الذي يعيشون ويعملون فيه. تبقى الجامعة منصة واعدة في تطوير الفكر، وكذلك في تدريب أجيال جديدة وتربيتها كي تتبنى مقاربات صحيحة منهجيًّا في سعيها إلى تنمية ذواتها، وكذلك في نهوضها بشؤون مساراتها المهنية المحترفة ومختلف المساهمات الاجتماعية.
تتناول دراسة ميراي عيسى -أستاذة في قسم اللغة الفرنسية وآدابها في جامعة الروح القدس بالكسليك (لبنان)- برامج دراسة الدين الإسلامي في أربع جامعات بلجيكية رئيسة: "جامعة لييج" (l’Université de Liège)، و"جامعة لوفان الكاثوليكية" (l’Université catholique de Louvain)، و"جامعة سان لويس" (l’Université Saint-Louis)، و"جامعة بروكسل الحرة" (l’Université libre de Bruxelles)، الراسخة في التقاليد الأوروبية.
تدفع الدراسة في توجهها إلى التأكيد أن تعليم الدراسات الإسلامية في هذه الجامعات يُعبر عن الرغبة في تعزيز "العيش معاً" (Le Vivre-Ensemble) على نحو عام، بفضل مسار صبور، موجّه للحد من ظاهرة "التطرف الديني" و"شيطنة الآخر".
تتناول دراسة تيم وِنتر -محاضر في كرسي الشيخ زايد للدراسات الإسلامية في كلية اللاهوت بجامعة كمبردج- تاريخ الدراسات العربية والإسلامية في "كلية اللاهوت في جامعة كامبريدج" (Divinity Faculty in the University of Cambridge)؛ وتتضمن وصفًا نقديًّا للتدريس الحالي وتوفير البحث في هذا المجال. تختتم الدراسة بمناقشة دور الدراسات الإسلامية في كليات اللاهوت بالجامعات، بما في ذلك بعض الأفكار حول تطور اللاهوت الإسلامي (Islamic Theology) بوصفه نظامًا أكاديميًّا معترفًا به، يماثل من نواحٍ عدة اللاهوت المسيحي الذي يُدرّس في الجامعات الأوروبية منذ قرون.
يخلص الباحث إلى أن مبادرة الشيخ زايد في جامعة كامبريدج أثمرت بطرق عدة واضحة: في البحوث، وفي العلاقات العلمية بين الأديان، وبناء المؤسّسات، والتعليم في الدراسات العليا والجامعية. وألهمت الأساليب المبتكرة في تعليم الإسلام في بيئة لاهوتية، الطلبة تغيير المواقف والبيئات في أماكن العمل والمدارس والتعليم العالي.
تتناول دراسة هالة ثابت -أكاديمية وباحثة مصرية، أستاذة مشاركة في العلوم السياسية بجامعة زايد، الإمارات العربية المتحدة- تعريف المقصود بالدراسات الإسلامية، وما اعتمدت عليه من مناهج واتجاهات بحثية تأثرت بالظروف الدولية عبر الفترات التاريخية المختلفة.
تستهدف الدراسة التعرف على تأثير هذه الاتجاهات والظروف فيما طرحته المجلات الغربية من موضوعات، من خلال رصد نشأة نموذجين من المجلات الغربية هما: "مجلة الدراسات الإسلامية" (Journal of Islamic Studies) البريطانية، ومجلة (Studia Islamica) التي تصدر عن دار بريل للنشر (Brill Publishers). ومن خلال تتبع أعدادهما منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، تتعرف الدراسة على ما طُرِح من موضوعات، وعلى توجههما، والدور الذي لعبتاه في دراسة الإسلام، ونقد الأطروحات الاستشراقية، وطرحهما العديد من التحديات التي تواجه المجتمعات الإسلامية.
كان أهم ما لاحظته الدراسة تركيز مجلة (Journal of Islamic Studies) على قضايا ذات طابع اجتماعي، وديني. حيث يمكن تصنيف ما قدمته من موضوعات تحت إطار ثلاثة محاور: "مفاهيم العقيدة الإسلامية" ومناهج البحث في الدراسات الإسلامية والعلوم الإسلامية مثل: علم الكلام والفلسفة الإسلامية والتصوف وغيرها؛ وانتشار الإسلام وحال المسلمين في العديد من المجتمعات ذات الأغلبية غير الإسلامية والعلاقة بين المسلمين وغيرهم؛ وأخيرًا موضوعات تتعلق بما تواجهه المجتمعات الإسلامية من تحديات مع كثير من الاهتمام بالفكر الصوفي. وربما نعزو ذلك إلى تأثر المجلة في البيئة الغربية التي تصدر فيها مطبوعاتها (دار نشر بريل في هولندا). وركزت المجلة على تحليل الفكر الصوفي والفكر السلفي وعرضت ما شهداه من تطورات. فتناولت ظهور ما أسمته النسخة السلفية من التيار الحداثي الإسلامي في أواخر القرن التاسع عشر بين علماء ومثقفي الإمبراطورية العثمانية. انتقدت المجلة التوجهات السلفية التي أكدت أن القرآن واضح ومتاح للمسلمين العاديين دون الحاجة لوساطة العلماء، وهو ما تزعمه الكتابات السلفية، إلا أنه وعلى النقيض من ذلك. درست المجلة العوامل التي ساعدت شيوخ الصوفية في تركيا على تبوؤ مكانة متميزة على المستويات الدينية والاجتماعية والسياسية. أما عن دور العلماء المسلمين في إثراء الفكر الإسلامي استعرضت دراسة كيت زبيري (kate zebiri)، الأستاذة في مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية في لندن، في مجلة (Journal of Islamic Studies) ، فترة مهمة من تاريخ مصر مع ثورة الضباط الأحرار وتولي جمال عبدالناصر الحكم وسياسته تجاه الإخوان وإلغاء المحاكم الشرعية في الستينيات من القرن السابق، وذلك عبر استعراض فكر محمود شلتوت، شيخ الأزهر الأسبق. كما حلل مقال عدنان مسلم، الأستاذ في جامعة بيت لحم، كتابات سيد قطب عن العدالة الاجتماعية في الفترة من 1945-1948 كرد فعل على نهاية الحرب العالمية الثانية والهزيمة العربية في 1949، وكيف استقبلتها جماعة الإخوان المسلمين والعالم العربي.
بينما تركزت الموضوعات التي قدمتها مجلة (Studia Islamica) على القضايا اللغوية والجدلية والفلسفية أكثر من اهتمامها بدراسة أحوال المسلمين في بقاع العالم المختلفة، أو ما تواجهه المجتمعات الإسلامية من تحديات، مع الاهتمام الكبير بالفكر الشيعي. وربما نعزو ذلك إلى تأثرها بالفكر الفرنسي الذي يولي اهتمامًا للعلوم الإنسانية والفلسفية.
تتناول دراسة جان –جاك تيبون -أستاذ في "علم دراسة الإسلام" في "المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية" بفرنسا- وفرانسيسكو شيابوتي - محاضر في "علم دراسة الإسلام" بقسم الدراسات العربية في "المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية"- "علم دراسة الإسلام" (L’islamologie) بوصفه فرعًا معرفيًا وأكاديميًا في الجامعات والمعاهد الفرنسية، وتضيء على السجالات التاريخية والمعاصرة حول جدوى وأهمية تخصيص أقسام جامعية في هذا الحقل المعرفي.
تلفت الدراسة إلى أن تدريس الإسلام في فرنسا اتخذ بدءًا من عام 2016، زخمًا مختلفًا، أكاديميًا ورسميًا، إثر الأحداث الإرهابية الدامية التي تعرضت لها باريس عام 2015. فبرزت أهمية تدريس الإسلام في حقول متعددة التخصصات لبناء "إسلام فرنسي" -على الرغم من صعوبة تدخل الدولة العلمانية في ذلك- تدعمه المؤسسات الجامعية أولًا، ومراكز تكوين الأئمة ثانيًا، على اعتبار أن بعض هؤلاء لم يواجهوا مجتمعات متعددة الثقافات ومتعددة الطوائف إلا على نحو هامشي.
يخلص الباحثان إلى أن التكوين المذهبي والتدريب الجامعي مجالان معزولان تقريبًا عن بعضهما. فممثلو المؤسسات القيمين عليها، كل منهم غيور على صلاحياته، ويرتابون من بعضهم أو ببساطة يتجاهل بعضهم بعضاً. وينظر علماء الدين إلى المشتغلين في "علم دراسة الإسلام" على أنهم مستعمرون جدد، ويهدفون، من خلال معرفتهم، إلى نزع صفة القداسة عن النصوص المؤسسة للإسلام، وبالتالي الحط من قدر معتقدات المسلمين. ويرى الأكاديميون -بدورهم- أن رجال الدين هؤلاء هم بمثابة حراس خطاب جامد، يقاومون التقدم والتغيير، ويسعون للحفاظ على سيطرتهم على النفوس فحسب. ومع ذلك، سيكون من الضروري أن تنفتح مساحات الحوار بين حاملي المعرفة الأكاديمية وأولئك القيمين على الخطاب الفقهي. هذا يحصل، وهذا هو الحال بالفعل جزئياً، من خلال الأجيال الشابة التي تمكنت من الوصول إلى هاتين المقاربتين، والتي يجب أن تتعلم التوفيق بين الإيمان والعلم.
يقدم البروفيسور محمد الحداد -باحث وأستاذ جامعي تونسي، عضو هيئة تحرير في مركز المسبار للدراسات والبحوث بدبي- شهادة في دراسات الإسلام في فرنسا، لافتًا في مقدمته إلى أنه على مدى قرون طويلة، فُرِضَت في أوروبا رؤية محرّفة ومتحاملة على الإسلام، إلى أن جاء عصر النهضة الأوروبية، وبدأت الثقافة تستكشف العالم الطبيعي والحضاري بوسائلها القائمة على التعقل. وفيما يخص الدراسات حول الإسلام، كان لفرنسا السبق والريادة لسبب تاريخي، وهو أنها، في بداية عصر النهضة (القرن السادس عشر)، لم تكن جزءًا من التحالف المحارب للإسلام الذي كان يضم الكنيسة وإمبراطورية الهابسبورغ، بل كانت متحالفة مع الإمبراطورية العثمانية ضده.
يتناول الحداد الدور الفرنسي في تطوير الدراسات حول الإسلام وموقع الدراسات حول الإسلام في المعارف الحديثة، ومعنى الفيلولوجيا الذي نشأ مع التيار الإنسوي في النهضة الأوروبية، ومع النزاع الطويل بين الكاثوليك والبروتستانت لتحديد العقائد "الصحيحة" للديانة المسيحية. ويقدم فهمًا لدور محمد أركون في تطوير الدراسات حول الإسلام، ويخلص في ذلك إلى أن تأثير أركون في دراسات الإسلام، سواء في نجاحاته أو إخفاقاته، يذكّر بالدور الذي اضطلع به غيوم باستل في القرن السادس عشر، ذاك المثقف الإنسوي الذي سعى إلى التعالي على الحروب الإسلامية- المسيحية، وعلى الانقسامات والحروب الدينية داخل المسيحية نفسها، ليحاول تأسيس فكر إنسوي كوني.
يلفت الحداد إلى أن العلوم الإنسانية والاجتماعية الحديثة من تاريخ وأنثروبولوجيا وعلم اجتماع وعلم نفس هي جزء لا يتجزأ من المعرفة الحديثة، التي تطورت في الغرب لكنها واصلت جهود البشرية منذ القديم لكشف قوانين الطبيعة والإنسان والمجتمع، لذلك فإنّ الكثير من الدراسات الرائجة حول أركون، سواء أكانت تناصره أم تعاديه، لا تقدر على فهم تطلعاته عندما تقرؤه من موقع موقفه من التراث ومن الغرب، وهل كان أقرب لهذا أم لذاك، لأن بوصلة أركون كانت العلوم الإنسانية والاجتماعية وليست المماحكات بين الغرب والشرق.
وبالمثل، فإن الدراسات المناصرة له والتي تفهم الإسلاميات التطبيقية على أنّها مجرد تطبيق لمناهج غربية على نصوص ووقائع إسلامية تبسّط مشروعه -إلى حدّ كبير- بل تشوهه، لأنّه كان يتطلّع إلى أن يساهم إدراج النصوص والوقائع الإسلامية في البحث العلمي إلى تطوير تلك المناهج بدل مجرد تطبيقها، في سياق الثورة الفكرية التي حصلت في منتصف القرن العشرين.
أمّا من داخل الغرب فتمثّل سوء الفهم في أنّه، أي الغرب، ظلّ ينظر إلى أركون (وغيره) على أنه مسلم يمارس العلوم الإنسانية والاجتماعية لا على أنه باحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية يعمل في اختصاص الإسلام. ومن المفارقات الكبرى أن الفكر الأكاديمي في الغرب تفاعل أكثر مع الأصوليين والمحافظين أكثر من تفاعله مع أركون (وغيره).
ويرى أن هناك أسباب عديدة تفسّر هذه المفارقة، منها عقدة الذنب الاستعمارية التي دفعت إلى الانتقال من النقيض إلى النقيض، من تبخيس الحضارات الأخرى وتمجيد العقل الغربي المركزي إلى ضرب العقل والافتتان بالحضارات الشرقية. ومنها اعتقاد الباحثين الغربيين أن أفكار أركون وأمثاله لا تمثل الرأي العام الإسلامي، وإنما هي أفكار نخبوية محدودة التمثيلية. ولعلّ أبرز شاهد على ذلك أن عالم الاجتماع الكبير إدغار موران (Edgar Morin) عندما أراد أن يتحاور مع مفكر مسلم، لم يختر محمد أركون على الرغم من الصداقة المتينة التي جمعته به على مدى عقود طويلة، لكنه اختار محاورة أحد زعماء الإخوان المسلمين في أوروبا.
تحلل دراسة جوزيف براودي -باحث أميركي في مركز المسبار للدراسات والبحوث، رئيس مجلس مركز اتصالات السلام- مقرّرات عامة عن الإسلام والمسلمين في ثلاث جامعات أميركية: "جامعة جنوب كارولينا" (University of South Carolina)، وجامعة تكساس (University of Texas) وفرع جامعة نيويورك (New York University) في العاصمة البريطانية لندن. يدرس أوجه التشابه والاختلاف بينها، بغية معرفة كيف تؤثّر الثقافة المحيطة والأعراف الاجتماعية في أماكن التعليم على اختيار المواد وما يُركَّز عليه. ويستكشف كيف تسهم الخلفيات الشخصية والاهتمامات الأكاديمية للباحثين والأساتذة الجامعيين، في رواياتهم والقيم الأساسية للمقرّر.
يتتبّع الباحث التخصّصات الأكاديمية المختلفة المطبّقة -بما في ذلك التاريخ والأنثروبولوجيا والنقد الأدبي ومجالات أخرى- بالإضافة إلى المصادر المختلفة، من الآيات القرآنية إلى المجلّات المصوّرة للأبطال الخارقين الأميركيين. أخيراً، تشير الدراسة إلى دور الرحلات الميدانية إلى المساجد المحلية، والمؤسّسات الإسلامية الأخرى، بوصفها وسيلة للإثراء وبناء جسور إنسانية بين غير المسلمين وجيرانهم المسلمين.
ويورد على سبيل المقاربة أن المقرّر العامّ الذي تقدّمه جامعة تكساس (University of Texas): مساق "مدخل إلى الإسلام"- يتوخّى تغطية كثير من المجالات. فهي تُعنى بإزالة الغموض المحيط بالإسلام لدى الطلبة الذين ربما يكون لديهم تجربة مباشرة قليلة مع هذا الدين وأتباعه. كما أنها تغطّي -إلى حدٍّ كبير- التسلسل التاريخي والموضوعي نفسه -"حياة محمد، وتعاليم القرآن، والطائفية، والمعتقدات والممارسات الدينية، والتشريع الديني، والمجتمع والثقافة، والقضايا المتعلقة بالإسلام في العالم المعاصر وأميركا"- وتقوم بدراسة نظرة المسلمين وغير المسلمين على حدٍّ سواء إلى "الإسلام، ودور المرأة، والصوفية، والحكم الإسلامي والحركات الإسلاموية، وموضوع الإرهاب". وتصف جوهر رسالتها بأنه إنساني: تمكين الطلبة من "التعرف على المبادئ الأساسية للإسلام وفهمها وجذوره المشتركة مع اليهودية والمسيحية".
يرى الباحث أن ثمة ميزة أخرى للمقرّر، تنعكس في التنوّع الأيديولوجي للنصوص المحدّدة للطلبة، وهي هدفها المعلن بتعليم الطلبة "تقييم ادّعاءات الحقيقة المطلقة ومناقشة الافتراضات ووجهات النظر الكامنة وراء تلك الادعاءات". ويلاحظ في هذا المسعى كتابان دراسيان مقرّران: "مدخل إلى الإسلام" (An Introduction to Islam) لطارق رمضان و"الحجاب والنخبة الذكورية" (The Veil and the Male Elite) لعالمة الاجتماع المغربية فاطمة المرنيسي (1940-2015). الكتاب الأول، الذي ألّفه أحد الموالين لجماعة الإخوان المسلمين، يسترشد بالأيديولوجية السياسية للحركة الإسلاموية، التي اشتهرت بعرض تفسير للإسلام يساند التحيّزات السابقة للحداثة ضدّ المرأة. والكتاب الأخير، الذي كتبته إحدى عمالقة الحركة النسوية العربية في القرن العشرين، يستهدف تفسيرها للحجاب بوصفه رمزاً لسلطة الرجل على المرأة ويبحث في أصول هذه الممارسة في المجتمع الإسلامي المبكر .
ويخلص إلى أن الجهود الإسلاموية للسيطرة على تعليم الإسلام في الولايات المتحدة ترقى إلى نشر "المعرفة السياسية"، وفي هذه الحالة تخدم مصالح حركة توسّعية عبر وطنية، وأن ثمة كثيرين يتشاطرون الأمل في التخفيف من آثار هذا المشروع الأيديولوجي على تعليم الطلبة الأميركيين الشباب الذين يسهل التأثير فيهم -بتشجيع السعي وراء المعرفة "النقيّة" للإسلام والمسلمين. تكمن مزايا المقرّرات الثلاثة جزئيًا في أنها تبدو مصمّمة وفقًا للبيئات المحلية التي تدرّس فيها: مدينة إلباسو الحدودية بولاية تكساس، حيث ترتبط ظاهرة "الآخر المختلف" ارتباطًا عميقًا بالفجوة بين الولايات المتحدة والمكسيك المجاورة؛ ومدينة كولومبيا الجنوبية بولاية ساوث كارولينا، حيث إن الإرث المرير للعبودية والفصل العنصري الذي يؤثّر على الانقسام القائم بين البيض والسود لا يزال يشكّل مسحة ثقافية رئيسة؛ ولندن، إحدى أكثر المدن عالمية في العالم. والولايات المتحدة، التي تتميّز أيضاً بمراكزها العالمية، دولة متنوّعة. ومن المناسب أن يكيّف الأساتذة المحليون مقرّراتهم تبعاً للواقع المحلي. وإذا أُخذ ذلك في الحسبان، فقد يكون من غير المفيد محاولة فهم نموذج بديل شامل واحد لتعليم الإسلام، ومن الأفضل تشجيع الأساتذة الشبّان على الاستقلالية والتكيّف. كما يلفت إلى أن المقرّرات الثلاثة في تلك الجامعات الثلاث حول تدريس الإسلام، تتمتّع بمزايا تدفع إلى الجمع بينها. فكلٌّ منها يركّز -على وجه الخصوص- على التفكير النقدي والمقارن، وإطلاع الطلبة على تفسيرات وروايات متنافسة للإسلام من الماضي إلى الحاضر. ونتيجة لذلك، تُحرم فرضيات الإسلامويين من شغل مكانة احتكارية في التعليم، وتظهر بدلًا من ذلك أنها واحدة فقط من المعاني المتعدّدة للإسلام، كلٌّ منها نتاج الظروف الفريدة التي نشأت فيها. وهذا النهج النقدي والمقارن –الذي يمكّن الطلبة من "التقييم النقدي لتصريحات الجماعات والأفراد الذين يدّعون التحدّث باسم الإسلام بأكمله" -على حدّ تعبير غاردِنر- هو أفضل ترياق لفرض "المعرفة السياسية" الإسلامية، كما أنه أفضل علاج للتشويهات العدائية للإسلام التي يصدرها الآخرون.
تتناول دراسة دانيال ألبرتو عيوش -أستاذ العهد الجديد بجامعة البلمند في لبنان- الجالية المسلمة المحلية في الأرجنتين بأولوياتها ومساهمتها التعليمية. ويقدم شرحًا حول دراسات الإسلام والعالم العربي في نظام التعليم العالي الأرجنتيني، الذي يطرح سياقاً تعدديًّا -إلى حدٍّ ما- يهدف إلى دمج الديانات والثقافات الأخرى في المجتمع الأرجنتيني. أخيراً، تستخلص الدراسة بعض الاستنتاجات في ضوء مستقبل هذا المجال.
يلفت الباحث إلى أن الثقافة العربية الأندلسية دخلت إلى أميركا اللاتينية، وأنتجت مزيجاً غريباً بالتفاعل مع العناصر المحلية الأهلية، منذ اكتشاف قارة أميركا نهاية القرن الخامس عشر. يُدرك هذا التفاعل عبر القرون، في الثقافة المُعبّر عنها في العادات المحلية والأدب والفنون، وفي الدين الإسلامي ولكن بقدر أقلّ. وأن الدراسات عن الطريق الثقافي للمسلمين الذين بقوا في إسبانيا بعد حروب الاسترداد في مناطق الأنديز والبحر الكاريبي، ويقل تواترها في منطقة نهر لا بلاتا، لانخفاض حدوثها تاريخيًّا، وذلك سبب يوضح لماذا لا يزال أمامها طريق طويل. لكن الدراسات عن الإسلام والعالم العربي عاودت الظهور بقوة في النصف الثاني من القرن الماضي، وتعد باستمرار التطوّر في المستقبل القريب.
يخلص الباحث إلى أن الدراسات الإسلامية تكتسب أهمية بسرعة كبيرة في الجامعات الأرجنتينية، لا سيّما في إطار البحث والتعليم في مجالات الديانات الشرقية والإبراهيمية. فثمة تركيز خاص على معالجة ظاهرة الإسلام الثقافية والاجتماعية بدلاً من تحليل عقيدته وممارساته بين المؤمنين. ويُحتفظ بمكانة خاصة للإسلام في الأندلس لإسهاماته في الثقافة الإسبانية الموروثة في أميركا اللاتينية. وأنه لا تستطيع الجالية الإسلامية الأرجنتينية المساهمة حتى الآن في مجتمع العلماء بالبرامج والمتخصصين باستثناء بعض أنشطة التواصل. وتستهدف أغراض ونتائج التعلّم الخاصة ببرامج التعليم والبحث في المقام الأول الجسم الطالبي العريض المهتمّ بالإسلام والعالم العربي من مجموعة متنوّعة من الاختصاصات مثل: الأدب والفلسفة والسياسة والدبلوماسية والأعمال. وغالبًا ما يُختصر تعقيد الثقافات والمذاهب في العالم العربي الإسلامي في هذه المقرّرات التمهيدية التي لا تقدّم سوى عرض عامٍّ للمسألة. ويمكن أيضًا الوصول إلى التقاليد الإسلامية للمغرب أو الجزائر بسهولة من منظور أميركي لاتيني، بسبب تفاعلهما التاريخي المكثّف مع الثقافتين الفرنسية والإسبانية، خصوصًا إذا قورنتا بتقاليد أخرى مثل العالم الإسلامي في أفغانستان وإندونيسيا. أما الأرجنتينيون ذوو الجذور المشرقية الشامية، فإن أقرب ثقافة إسلامية لهم تأتي من منطقة سوريا ولبنان وفلسطين. وينتج ثراء التقاليد الإسلامية في جميع أنحاء العالم تحدّيات كبيرة لتصميم البرامج الجامعية التي يجب أن تحدّد الأهداف ونتائج التعلّم بوضوح. مشيرًا إلى أن دراسة الإسلام في الأرجنتين ظلّت فاعلة منذ أكثر من نصف قرن، وتحمل في طياتها إرث الجامعات الأوروبية، لا سيّما الإسبانية التي أنتجت مكتبة واسعة من المصادر والدراسات في هذا الصدد. ولا يزال هناك كثير مما يتعيّن القيام به فيما يتعلق بإنشاء برامج متخصّصة تنشر معرفة جيدة عن اللغة العربية، وتشجّع على إنتاج مدخلات بحثية أصلية.
تطرح دراسة العدد التي قدمها رضوان السيد -عميد كلية الدراسات العليا والبحث العلمي في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية في أبوظبي- ثلاث مسائل للنقاش: الأولى: عودة الدراسات القرآنية للازدهار بالجامعات الغربية في أنساقها ضمن كتب الكلاسيكيات، والثانية: "الصراع على هوية الدراسات الإسلامية" ومعناها ووظائفها بين الأكاديميين الأميركيين والأوروبيين؛ والثالثة: تجدد البحث في مسألة الاستشراق الغارب، وما بعده، إذ يبدأ زمن الدراسات الإسلامية.
يخلص رضوان السيد إلى أنّ قضيتي تطبيق الشريعة، وإقامة الدولة، شديدتا الخطورة لأنهما تفترضان تسييسًا كاملًا للإسلام، وتفترضان واجباتٍ دينية يكون على المسلمين القيام بها. ولا يمكن نسبة هذه الأمور والمسلَّمات إلى ردود الأفعال على المراجعين الجدد أو حتى على الاستشراق المكروه كراهةً تحريمية. بل هي ثقافة الأصالة التي تغلبت على ثقافة التقدم، وأفْضت من خلال أحزاب الإسلام السياسي إلى أطروحات الحاكمية وتطبيق الشريعة ومعاداة الدولة الوطنية. وقد جرت مكافحة الأصوليات في المجتمعات والدول ومناهج التعليم في المدارس. أما في الجامعات وكليات الشريعة فينبغي العمل عليها بجدٍّ مستفيدين من بحوث ورؤى الحضارة الجديدة في أعمال مبدعي ما بعد الاستشراق. لا يقرأ الجامعيون المسلمون كتب المراجعين حتى لو تُرجمت؛ لكنهم يتلقون تعليمًا تقع الأفهام الجديدة للشريعة في قلبه ولجهة نزعة التقنين، ومن التقنين إلى ضرورات التطبيق، وإلى تخليد الصراع بين الدين والدولة الحديثة. وهذه هي مسوِّغات أفكار وأُطروحات وضرورات إعادة البناء. ويرى أن ما بعد الاستشراق مجالٌ مفتوحٌ في الجامعات الغربية على دراساتٍ أُخرى للإسلام وحضارته، وللمسلمين وتاريخهم. ويكون علينا في الجامعات الإسلامية أن ننصرف لإعادة النظر في مناهج دراسات الدين ودراسات الحضارة باتجاه تغيير رؤية العالَم في هذا المجال الفكري والثقافي الشاسع.