الوصف
تدعو نادية الشرقاوي -باحثة مغربية مختصة في علم الأديان وقضايا النساء في الإسلام- في دراستها إلى وقفة مراجعة وتأمل، للبحث عن آفاق جديدة للمعرفة الدينية النسوية في المجال الإسلامي، والتطرق إلى أسباب غياب نساء فقيهات يسهمن في تجديد الفقه عن المجامع الفقهية لتقديم رؤية نسائية تنبثق من المرجعية الإسلامية، وتسعى إلى إعادة النظر في القضايا الفقهية المستجدة، خصوصاً منها ما يهم المرأة المسلمة المعاصرة، بكل ثقة وجرأة، للبحث أولاً عن حلول لها، وثانياً لمواجهة الخطاب المتداول، الذي يحد من جهود المرأة، ويجعلها لا ترقى، «بمسلَّماته» تلك، إلى مستوى النظر والاجتهاد والتحقيق.
ترصد الباحثة أسباب تغييب النساء العالمات عن المنابر الفقهية المعاصرة، وما الذي يحول دون دخولهن المجامع الفقهية، وتطرح الإشكاليات الآتية: ما موانع وجود تمثيلية نسائية في المجامع الفقهية؟ هل هناك نماذج نسائية استطاعت أن تضع بصمتها في تجديد الخطاب الديني؟ هل يمكن تجديد فقه المرأة بأصوات نسائية؟ لماذا يتم استبعاد النساء من المجامع الفقهية؟
تقف الباحثة عند بعض الأسباب التي كانت وراء استبعاد النساء من المشاركة في المجامع الفقهية عموماً، وسبباً في تحفظ هذه الهيئات على إشراك النساء، وقد أتت دراستها في أربعة محاور: الأول: غياب النساء عن تشكيلة المجامع الفقهية منذ النشأة؛ الثاني: تبني قاعدة سد الذرائع؛ الثالث: الإفتاء وتوظيف روايات لإقصاء المرأة؛ والرابع: غياب النساء عن تشكيلة بعض المجامع الفقهية.
تخلص الشرقاوي من خلال بحثها إلى أن هناك الكثير من التفسيرات والتأويلات التي أثرت سلباً في أداء النساء للواجب الحضاري في الإسهام في بناء المجتمع، ووضعت النساء خارج الخريطة المعرفية الدينية، فغيَّبتهن باسم النصوص الدينية عن المراكز العلمية، وتالياً كانت سبباً في إبعادهن عن المجامع الفقهية التي تشكل اليوم بوابة الاجتهاد والإصلاح الديني.