الوصف
تناولت دراسة تهمينا أسلام رانجها (Tehmina Aslam Ranjha) -باحثة ومحاضرة باكستانية في مركز «الأمن القومي ومكافحة التطرف العنيف» (National Security and CVE)- استراتيجيات إعادة الإدماج والبرامج الموجهة، التي تركز على إعادة اليافعين ممن جرى إخراجهم من الراديكالية، إلى التيار العام في المجتمع الباكستاني، وسلّطت الضوء على التحديات التي يواجهونها، وأبرزت أفضل الممارسات التي يمكن استخدامها بغية دعم إعادة إدماجهم بنجاح، عبر استكشاف العوامل المؤدية إلى التطرف العنيف بينهم، وترتيبها؛ وضمانات عدم عودة التائبين منهم إلى التطرف، مع بحث أهمية استخدام نهج نقدي يهدف إلى تعزيز المرونة لدى الفتيان الصغار الذين أُخرجوا من الراديكالية، كحماية ضد التطرف.
سعت الدراسة إلى التدقيق في العلاقة بين برامج إزالة الراديكالية (Deradicalization)، ومنع التطرف العنيف وإعادة إدماج (Reintegration) الفتيان اليافعين؛ ممن خرجوا من الراديكالية في المجتمع وأطره في الباكستان. واستندت إلى فكرة أن التعليم يستطيع أن يشكل رادعًا ضد التطرف عبر تعزيز خطاب منفتح حول الموضوعات الوازنة، إضافة إلى تعزيزه التفكير النقدي. وأشارت الدراسة إلى أنه يمكن استخدام علم التربية النقدي (Critical pedagogy )، الذي يمثل نهجًا فلسفيًّا في التعليم، بغية تنمية الوعي النقدي والتصدي بفاعلية للتطرف على المستويين: الفردي والجماعي. بالإضافة إلى ذلك، انتقدت الدراسة السياسات والممارسات التعليمية السائدة التي تعطي الأولوية للتوافق وتمنع التفكير النقدي.
استندت الدراسة في مصادرها ومراجعها إلى مقابلات عدة، درست حالات نوعية عن المقاتلين السابقين المنتمين إلى تنظيمات دينية متشددة على غرار: جماعة «سيف الصحابة في باكستان» (Sipahe Sahaba Pakistan)، وتنظيم «عسكر جانغفي» (Lashkare Jhangvi)، وجماعة «عسكر طيبة» (Laskare Taibah)، وجماعة «جيش محمد» (Jaishe Mohammad). وقد أقامت هذه التنظيمات؛ في مدينتين في إقليم البنجاب (Punjab)، هما: سارغودها (Sargodha) وجانغ (Jhang)، وقد اقتصرت المقابلات على المقاتلين السابقين الذين أعيد إدماجهم في المجتمع.