الوصف
تناولت دراسة خالد بن سليمان العضاض –باحث سعودي متخصص في الحركات الإسلامية- محاولات جماعة الإخوان التغلغل في المجتمع السعودي، وحللّت المفهوم العام للصحوة في بعده الديني، ودرست العلاقة بين ثلاثية الصحوة والسرورية والإخوان، وعملت على تفكيك خطاباتها ورصدت تحولاتها.
قسّم الباحث دراسته إلى سبعة أقسام: أولاً: الإخوان وبدايات التغلغل في المجتمع السعودي؛ ثانيًا: “الصحوة” و”السرورية”: جدلية التسمية؛ ثالثًا: “الصحوة” و”السرورية”: جدلية النشأة والانطلاقة؛ رابعًا: جدليات تشكل الخطاب “الصحوي” والسروري؛ خامسًا: خطابات الصحوة وبنيتها العامة؛ سادسًا: كيفية تخلّق الخطاب الصحوي؛ سابعًا: تطور “الصحوة”.
وتوصَّل الباحث في نتائج دراسته إلى أن «السرورية»، تسمية غير معتمدة من قبل التنظيم «السروري»، ويرجح الباحث أن أول من أطلق مسمّى «السرورية» هو المصري محمود بن محمد الحداد سنة 1991، والتسمية جاءت نسبة لمؤسس التنظيم محمد سرور بن نايف زين العابدين. وأن البداية الفعلية -من وجهة نظر الباحث- لانشقاق التنظيم السروري عن التنظيم الأم جماعة الإخوان المسلمين، جاء مع قرار رحيل محمد سرور من الكويت إلى بريطانيا، سنة 1984.
ويرى الباحث أن الفترة من 1987 وحتى 1994، شكلت صيغة خطاب ديني سعودي ظاهر وعابر للحدود، اتخذ مسارًا مغايرًا للخطاب الديني السلفي الدارج، وهذا الخطاب تم الاصطلاح على تسميته «بالصحوة»، والذي حوى مظاهر وأدوات وآليات، وكذلك تمرحل في مراحل عدة، وهو قائم على قاعدة أساسية هي تنمية الحس المعرفي والنظري بمفهوم الحاكمية كما صاغها أبو الأعلى المودودي ثم سيد قطب، ولكن بشكل تنفيذي وعملي يعمد إلى الممارسة والحركة والتنفيذ.
ويعتقد أن الخطاب الصحوي السعودي تطور بشكل كبير بعد 2003، وأخذ بنية متماسكة، يمكن قياسها، ومعايرتها.
ولفت إلى أن أبرز محددات الخطاب الصحوي هي: الاحتساب، على الحاكم، علانية بهدف إسقاطه. الإقصاء بالتكفير وتوابعه في مسألة الأسماء والأحكام في العقيدة السلفية. إعلاء قضية الخلافة، وإعادة الدولة المسلمة.
لخّص أهم شعارات الخطاب الصحوي، بأربعة عناصر هي: فقه الواقع؛ وحدة الصف لا وحدة الكلمة؛ الإصلاح؛ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.