كنائس كييف وموسكو: وجهة نظر أوكرانية للتاريخ والشرعية

45.00 د.إ

أندرييه ميخالايكو

التصنيف: الوسوم:

الوصف

يجيب أندريه ميخالايكو ( (Андрій Михалейко) (Andriy Mykhaleyko، الباحث والأكاديمي الأوكراني في دراسته عن تساؤلات عدة: أين يقع مركز المسيحية الأرثوذكسية السلافية الشرقية؟ وما التقاطعات والتباينات بين الكنائس الأرثوذكسية الأوكرانية والروسية؟ وما مدى أحقية الأرثوذكسية الروسية بالكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا؟

يُقدِّم الباحث في القسم الأول شرحًا حول الجدالات الدينية بين كييف وموسكو، عبر استعراض مختصر لانتشار المسيحية في المنطقة السلافية الشرقية. ويتعامل القسم الثاني مع المفاهيم الروسية عن ذلك التاريخ وتأثيراتها في المفاهيم والتفسيرات الروسية الأرثوذكسية، عن التطور الكنسي التاريخي للمناطق السلافية الشرقية بعد انهيار دولة كييف [كييف- روس] التاريخية. ويقدم القسم الثالث، تحليلًا عن وجهة النظر الأوكرانية بشأن تلك التطورات نفسها، فيما يتضمن القسم الرابع مقاربة نقدية عن الدلالة المعاصرة لذلك الموضوع.

يخلص الباحث إلى أن الدين الأرثوذكسي يحظى بقيمة سامقة في تعريف الهوية الروسية. بالتالي، يحتاج بوتين الكنيسة الأرثوذكسية كي تمتلئ فكرته عن روسيا الكبيرة بلغة من القيم. نتيجة لذلك، ليس مفاجئًا أن تكتسب البلدان الأرثوذكسية من الاتحاد السوفيتي السابق، بما فيها أوكرانيا، أهمية كبرى لروسيا بغية الحفاظ على هيمنتها. يجري السعي إلى نيل الهيمنة السياسية والدينية (الأرثوذكسية الروسية). في حالة أوكرانيا، يتوجب الحفاظ على تلك الهيمنة بطريقة خاصة. يضع البطريرك سيريل نفسه في خدمة ذلك، وبالتعاون مع الدولة، يتمسك بمسألة عمادة ومَسحَنَة روس سنة 988م، بوصفها أول نقطة تاريخية ثابتة في التاريخ الروسي، والأسطورة المؤسسة للدولة الروسية عبر الاستحواذ على دولة «كييف روس» بمعانٍ دينية وقومية وسياسية. في 2016، قرب الكرملين في موسكو، ثمة نصب للقديس فلاديمير، أمير كييف، وقد جرى تدشينه في احتفاء صاخب بوصفه علامة على استمرارية «كييف روس» مع الدولة والكنيسة المعاصرين. شكل ذلك التدشين رمزًا بامتياز عن مزج المزاعم السياسية مع الدينية بشأن تراث كييف. لقد أُدرجت تلك المزاعم في النظام العقائدي للسياسة الخارجية للدولة الروسية، لكنها في الوقت نفسه تعمل على شرعنة الاستحواذ الاحتكاري لشرق أوروبا وأوكرانيا، وأبعد من ذلك، تكون «أهداف الحرب» الروسية متمثلة في «حماية» خيال عن فضاء حضاري أرثوذكسي، من التأثيرات الخارجية.

كانت روس القديمة مع عاصمتها كييف -ولا تزال- الأسطورة المؤسسة للأمة لدى الأوكرانيين والروس، والدولة بالنسبة إلى الأوكرانيين والروس، والأرثوذكسية لدى الأوكرانيين والروس. يحتاج كل شخص في كل مجتمع إلى أسطورة. لا يعيش أي شخص ولا أي مجتمع من دونها. في غياب الأسطورة، تفتقد إلى هدف مشترك أو أي شيء يربط الشعب ببعضه البعض، ويعطيه الإحساس بالترابط. على الرغم من ذلك، لا يجدر بالأساطير والسرديات أن تغدو سلاحًا يستخدم الآخر بغية وضع الآخر تحت المساءلة، بل تهديد وجوده.