
مذهب المعتزلة من الكلام إلى الفلسفة
د.إ75.00
كانت فرقة، أو مذهب المعتزلة، من الفرق المبكرة الفكرية في
تاريخ الإسلام؛ وليس لنا اعتبارها مذهباً فقهياً، ذلك إذا
علمنا أن المعتزلي يمكن أن يكون سُنياً أو شيعياً، فالزيديّة
يعدون معتزلة بغداد. بدأ الاعتزال كلامياً، واتخذ الفلسفة في
مقالاته. لذا، هناك مَن اعتبرهم فلاسفة الإسلام الأوائل، بعد
أن أخذوا يخوضون في قضايا الوجود.
يقدم الكتاب المعتزلة، في اتجاههم من الكلام إلى الفلسفة.
عضد المؤلف كتابه هذا بكتاب مفصل، جعل عنوانه «معتزلة البصرة
وبغداد»، ولحقه بقضية المعتزلة المهمة والخطيرة «خلق
القرآن»، في كتاب «جدل التنزيل». اتخذ المأمون الاعتزال
عقيدة، لكن ليس بدافع الاقتناع بها بشكل مجرد، بمعنى بلا
تأثير سياسي، معلوم أن والده الرشيد، بعد نكبة البرامكة، قد
شتت شمل المتكلمين، وأبرزهم المعتزلة، وصعدت حظوط أهل
الحديث.
صار الاعتزال عقيدةً للدولة، حتى خلافة جعفر المتوكل،
فانحرف الأخير عن مسار عمه ووالده وأخيه؛ ليقدم نفسه
نصيراً لأهل الحديث، وعدواً للاعتزال، وبقية المذاهب
الفكرية منها والدينية، لم تكن هذه الردة عقائدية بقدر ما
كان غضباً شخصياً تحول إلى موقف سياسي وفكري.
في هذا الكتاب وردت أبرز أفكار أو تطلاعات المعتزلة في
الكون وتفاصيله منها الجسم، والحركة، والأعراض، بما يشي
أنهم اتجهوا إلى الفلسفة، بعد الإطلاع على ترجمات الفلسفة
اليونانية، وقرر بعضهم أن الحركة ملازمة للمادة، وأن
الوجود لا زيادة فية ولا نقصان، وأن الجزء لا نهاية
لتجزئته، فالمادة لا تنتهي، كل هذه الأفكار كلفت المعتزلة
ثمناً غالياً.