
أثر السود في الحضارة الإسلامية
د.إ100.00
صدر الكتاب بطبعته الأولى عن مكتبة الملك عبد العزيز العامة
بالرياض (2015)، وهو في الأصل صنف بتكثيف منها، واعترض على
عنوانه البعض على انه عنوان عنصري لمن لا يدري من المعترضين
أن السود يعتزون بلونهم، مثلها الأقوام البيض والصفر يعتزون
بالوانهم.
أرخ المؤلف لدور هؤلاء في الحضارة الإسلامية، في شتى
المجالات من أذان بلال الحبشي، إلى الحاكم كافور الإخشيدي،
ورباح بن عطاء الفقيه، والجاحظ أمير البيان العربي، ومنهم
الشعراء الكبار، والمقاتلون، والفنانون، ولم يترك المؤلف
العبودية، بل قدم دراسة عنها شغلت ربع الكتاب.
تعرضت هذه الفئة من البشر عالميًا، عبر التاريخ، إلى ما
عُرف بعصر الرق أو العبودية، يباعون في أسواق الرق، التي
عُرفت بأسواق النخاسة، إلى زمن قريب حيث نشطت وراجت، هذه
التجارة عالميًا، بعد اكتشاف أمريكا، أكثر واشد من السابق،
وذلك لحاجة العالم الجديد، والبلدان الأوروبية إلى يد تفلح
الأرض، وأخرى لتشغيل المصانع، ولم ينته هذا الوضع رسميًا
حتى فترة متأخرة.
كانت العبودية موجودة قبل الإسلام،
ولم تتقيد بلون أو قارة فأغلب عبيد الرومان واليونان كانوا
بيضًا، من أسرى الحروب وأسواق الرقيق، فالعبد يفقد حريته
بمجرد أن يصبح أسيرًا، ومقابل الحفاظ على حياته يتحول إلى
آلة بيد مالكه يُسخره في العمل أين ومتى ما شاء، ولا يُعاقب
السيد لإيذاء وحتى قتل عبده، لأنه مُلكه الخاص، ومن حقه
التصرف به.
لذا كم يُقدر العتق لهذه الرقاب، في
ذلك الزمن، وكم هو ثمن الحرية، وإلغاء تلك المرحلة من تاريخ
البشرية، إلا وهي مرحلة العبودية. هذا، ولم يغفل المؤلف
نورات هؤلاء، فقد أفرد لها فصلاً كاملاً.