أثر الزوايا المغربية في العلاقات الخارجية

45.00 د.إ

محمد مزيان

التصنيف: الوسوم:

الوصف

درس محمد مزيان باحث وأكاديمي مغربي، العلاقات المغربية- الأفريقية من خلال أثر الزوايا المغربية في العلاقات الخارجية، مقدّمًا في القسم الأول تمهيدًا تاريخيًّا، يسلط فيها الضوء على العلاقات المتميزة التي ربطت المغرب ببلدان أفريقيا، فإلى جانب الصلات السياسية والاقتصادية والثقافية، حضر الجانب الديني بقوة في هذه العلاقات. فإذا كانت التجارة الصحراوية مثلت إحدى قنوات التواصل، فقد كان للجانب الديني دور كذلك في تعزيز الصلات بين الجانبين، ابتداء من حركة المرابطين بقيادة الشيخ عبدالله بن ياسين وتأثيراتها على إمبراطورية غانة، إذ تذهب المصادر التاريخية إلى أن انتشار الإسلام في أفريقيا جنوب الصحراء يرجع في الشطر الأكبر منه إلى رجال الطرق الصوفية التي انطلق جلها من المغرب خصوصًا الشاذلية، التي اصطبغت بروح مغربية خالصة. كما كانت الطريقة التيجانية من أنشط الطرق، التي ساهمت، إلى جانب الزوايا الدينية، في مد قنوات الحوار والتواصل الحضاري بين الإقليمين، حيث وجد هذا الأسلوب الديني قبولا لدى الدول الأفريقية. فيتبيّن تلك العلاقة إبان الدولة المرابطية 1056 – 1147، ثم دولة الموحدين 1130 – 1269، ثم يتناول المرينيين 1244 – 1465 وتعزيز العلاقات المغربية الأفريقية، ويعرج على الدولة السعدية 1510 – 1659، ثم الدولة العلوية منذ 1631 وصولًا إلى اليوم. ويعدد في القسم الثاني مقومات التفاعل الصوفي في حواضر غرب أفريقيا، وفي القسم الثالث يتناول القوة الناعمة للطرق والزوايا في خدمتها للدبلوماسية، أما القسم الرابع، فيتناول أساسات الدبلوماسية الروحية المغربية.

شكل المدخل الروحي أحد الدعائم الأساسية التي يرتكز عليها الوجود القوي للمغرب بدول جنوب الصحراء. لهذا يظل استحضار المعطى التاريخي ضروريًا لفهم طبيعة العلاقات المغربية الأفريقية، ولاستيعاب استمرار آليات الدبلوماسية الروحية نفسها، والقوة الناعمة لتعزيز حضوره بهذه المجالات.

لقد أصبحت الزاوية التيجانية وسيلة تقاطب بين عدة أطراف (المغرب، الجزائر، مالي السنغال) كل منهم يحاول نسبها إليه.

استغلت المغرب سياسة نهج دبلوماسية روحية لتأمين التوازن السياسي الداخلي حول قيادة المؤمنين والولاء، ولضمان النفوذ الدبلوماسي في منطقة الساحل والصحراء. فقد تمكنت المملكة من ترسيخ حضور بارز وتأثير في النقاشات الأمنية الجارية في منطقة الساحل، اعتمادا على المشترك الديني والروحي، الذي اعتبر عنصرًا أساسيًا في قوتها الدينية الناعمة التي مكنتها من وضع نفسها اليوم كعنصر فاعل من المنظور الجيوسياسي في المنطقة، في مواجهة التيارات الراديكالية والتطرف، وفي الدفاع عن قضاياه الاستراتيجية والأمنية وتطلعاته الاقتصادية والتنموية.