الوصف
تناولت دراسة منذر بالضيافي -باحث تونسي في الحركات الإسلاموية- تداعيات قرارات يوم 25 يوليو (تموز) 2021؛ وموقف حركة النهضة منها، ومسار «إخوان تونس» بعد عام 2011، وتحديداً علاقتهم بالمجتمع والنخب، وتركز على تجربتهم في الحكم. فهل نجحوا في «الاندماج» المجتمعي والسياسي، أم إنهم بقوا «جماعة» أو «طائفة» مغلقة على نفسها؟
يخلص إلى أنه على الرغم من بعض مظاهر «الليونة» و«المناورة» التي تعامل بها الإسلامويون قبل وبعد وأثناء ممارسة الحكم، فإن أزمة الثقة لا تزال تميز علاقاتهم بالعديد من قوى المجتمع وخصوصاً النخب. مما يجعلهم مطالبين بتفنيد كل المخاوف عبر التعاطي بإيجابية وبتفاعل عقلاني مع المجتمع التونسي، من خلال الانتصار إلى «إسلام تونسي» يأخذ في المقام الأول خصوصية التجربة التحديثية التونسية، التي تعود إلى حركة الإصلاح في القرن التاسع عشر، وتعد دولة الاستقلال استمراراً لها. كذلك العمل من أجل التأسيس لتوافق بين هوية المجتمع وعلمانية الدولة، والابتعاد عن الأخطاء القاتلة التي طبعت تجارب حكم الإسلاموية، ولعل الضمانة في عدم الوقوع في مثل هذه التجارب، تكمن في كون المجتمع التونسي له من الحصانة ما يجعله قادراً على حماية مكاسبه، وهذا ما صدقته الوقائع القريبة من خلال انتفاضة غالبية التونسيين على حكم «الإخوان»، وعزلتهم مجتمعياً وسياسياً. كل تجارب مشاركة حركات الإسلام السياسي في الحكم، كانت فاشلة بما فيها تجربته في تونس، خلال العشرية الأخيرة. وعلى الرغم من الفرصة التاريخية التي منحت لهم في تونس، والتي كانت مهيأة للنجاح بحكم طبيعة المجتمع والدولة في تونس، الذي يتقبل الآخر وله إرث تحديثي، وثقافة الدولة المركزية متجذرة فضلاً عن طبقة وسطى كبيرة، لكن ثبت من خلال التجربة التونسية التي امتدت على عقد كامل –مثلما بينا في هذه الورقة- أن «الجماعة» تتصرف بمنطق «الطائفة» و«التمكين»، وليس بمنطق الحزب السياسي العصري، فرفضها المجتمع قبل أجهزة ومؤسسات الدولة، بعد أن خربت مسار «الانتقال الديمقراطي» الذي كان واعداً.