الوصف
تناولت دراسة حُسين حمُّودة مُصطفى –مُحامٍ ومُستشار قانوني مصري- إعادة إدماج عناصر التنظيمات الإرهابية «المُتَأَسْلِمة» في المجتمع المصري، من خلال التطرق إلى إطار مفاهيمي وتطبيقي، محلي ودولي، وكذا الوقوف على خبرات عملية لعناصر سبق وأن انخرطت في تلك التنظيمات والجماعات، ثم فكَّت ارتباطها التنظيمي بها، وأدمجت نفسها في المجال العام الثقافي والفكري –في أغلب الأحيان- من واقع التجربة الذاتية، وإعادة الإدماج «الطوعي». تركز الدراسة على الخبرات الميدانية في مكافحة الإرهاب، ومنها تجربة الباحث من خلال عمله لمدة ربع قرن في مجال الأمن السياسي والقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان.
قسم الباحث دراسته إلى خمسة أقسام: أولاً: مفهوم إعادة إدماج العناصر الإرهابية ومسارات إنهاء الانخراط في الإرهاب؛ ثانيًا: الأمن الفكري وإنفاذ برامج وآليات إعادة الإدماج، متناولًا فيه ماهية الأمن الفكري وأهميته ووسائل حماية الأمن الفكري؛ ثالثًا: مكافحة الإرهاب وإعادة إدماج الإرهابيين: دراسة الحالة المصرية، متناولًا فيه مكافحة الإرهاب على صعيد الأمن الفكري من جهة، ومن جهة ثانية، مواجهة الإرهاب على صعيد إعادة إدماج العناصر الإرهابية، قبل أن يعرج على أنماط إعادة إدماج عناصر التنظيمات الإرهابية في المجتمع المصري؛ (خرج الباحث بتقسيم ثلاثي لأنماط إعادة الإدماج: نمط إعادة الإدماج القسري: لم ترصد الدراسةُ تبني أو تفعيل أية برامج مؤسسية من قِبَل النظام؛ لإنفاذ إعادة إدماج عناصر التنظيمات الإرهابية في المجتمع المصري، بالمعنى الاصطلاحي له؛ لعدم توفُّر الإرادة السياسية؛ ولغياب المؤسسة الراعية لها على أرض الواقع، بصفة أساسية. نمط إعادة الإدماج التوافقي: أكثر أنماط إدماج العناصر الإرهابية تطبيقًا وشيوعًا في الواقع العملي، وإن كان أخطرها، وهذا النمط حدث بجلاء في سبعينيات القرن المُنصرم في عهد الرئيس الراحل السادات، بين رئاسة الجمهورية والقيادة السياسية من جهة، وقيادة تنظيم الإخوان بوساطة وصناعة مُحافظ أسيوط الأسبق –كما سلف الإيضاح– ولم تخلص نوايا هذا التنظيم وتيارات الإسلام السياسي التي دارت في فلكه آنذاك، وخرج الأمر عن السيطرة، وأودى بحياة رئيس الدولة –راعي التوافق– نفسه. نمط إعادة الإدماج الطوعي: إن الإدماج الطوعي أو «الذاتي»، من الناحية النظرية والعملية، هو أكثر أنماط الإدماج الممكن تحقيقها مستقبلًا؛ حتى ولو قلَّت أعداد العناصر المنخرطة فيه واقعيًّا، والتي يغلب مجال إدماجها المجتمعي في مجال أو صورة الإدماج الثقافي والفكري، بممارسة أكثر عناصر تلك الجماعات نضجًا ثقافيًّا وفكريًّا، وأكثرها تحملًا نفسيًّا لضغوطات الماضي؛ حيث أرتأت تلك العناصر الاندماج والانصهار في الحياة الثقافية والفكرية، بمنتوج فكري مختلف تمامًا عما نشروه واعتقدوه في أوساط مجتمعهم المغلق من ذي قبل، بل ويتصادم معه؛ ولذا فقد نجحت تلك العناصرُ في إصدار مطبوعات تحمل مراجعات فقهية تدحضُ فيها الأفكارَ المنحرفة التي تبَّنتها سابقًا. أما القسم الرابع فتناول مُعوقات إعادة الإدماج ومجالاته في الحالة المصرية؛ والقسم الخامس: مُقابلات مع عينة مُمثّلة من الخبراء.