الوصف
تطرقت دراسة جمانة مناصرة –باحثة فلسطينية في العلاقات الدولية، في مركز المسبار للدراسات والبحوث بدبي- إلى التطرف في الولايات المتحدة، فدرست جماعة «الأولاد الفخورون» (براود بويز) (Proud Boys) التي صنفها مكتب التحقيقات الفيدرالي بأنها جماعة متطرفة، يعتقد أن لها جناحاً عسكرياً؛ يرى مُنظِّرها أن العنف هو السبيل الوحيد للقضاء على التحالف غير المقدس للعولمة والإسلام المتطرف والشيوعية.
تتبنى مجموعة «الأولاد الفخورون» أفكاراً يمينية مناصرة للأيديولوجية الفاشية الجديدة؛ وتشكل واحدة من الأيديولوجيات اليمينية البديلة المتنامية، والمتغيرة باستمرار في الولايات المتحدة. يروجون لكراهية النساء ومعاداة السامية والمسلمين. يؤمنون بالشوفينية الثقافية الغربية، ويتبعون أفكاراً مسيحية بشكل سطحي، ليس بينهم مؤرخون كلاسيكيون، ولا مؤرخون دينيون، إذ إن هناك عدداً قليلاً من أعضائها متعلمون تعليما جيدا أو يحملون مؤهلات علمية رفيعة. وفي معاداتهم للسامية وكراهية الإسلام وإعلانهم تفوق البيض، يظهر وعي المجموعة المحدود بالحضارة الغربية وكيفية بنائها.
تورد الباحثة شروط الانضمام الخمسة إلى المجموعة: إعلان الانتماء، وتسمية خمسة أنواع من حبوب الإفطار حيث يجب على العضو الجديد أن يسمح لأعضاء آخرين من المجموعة بضربه بينما يقوم بتسمية خمسة أنواع من حبوب الإفطار، والابتعاد عن المحتويات الإباحية والعادة السرية، والالتزام بعلاقات طبيعية من خلال السعي لإقامة علاقات مثالية مع أنثى، وممارسة العنف الجسدي من خلال انخراط الفرد في عنف جسدي مع أعضاء أنتيفا؛ حيث تحدد المجموعتان بعضهما البعض بوصفهما أعداء.
ترى الباحثة أن بروز المجموعة يأتي في الوقت الحاضر في رد فعل على العولمة، وقد ظهرت إلى جانب جوقة الأصوات البارزة لمواجهة الاختلاف. يمكن مقارنة تمرد «الأولاد الفخورون» مع حقبة وثقافة سابقة: عصر الذكورية الأميركية في القرن التاسع عشر وكره النساء كما نراه في كتابات هيرمان لملفيل وهنري ثورو ومارك توين، جميعهم كانوا حريصين على رفض ضوابط المجتمع الفيكتوري الذي حددوه على أنه أنثوي وخانق. وتشير أحداث الكابيتول هيل إلى مؤشرات سلبية يجب الانتباه لها، تستوجب المراقبة والاستجابة والمتابعة؛ إذ إن فهم أيديولوجيا «الأولاد الفخورون» واستراتيجياتها وأهدافها سيمكن صانعي السياسات من اتخاذ خطوات واقعية في مواجهة التطرف العنيف. كما لا يمكن إنكار الدور الذي لعبه الاستقطاب السياسي الأميركي في قيادة وتعبئة الحركات الاجتماعية عموماً، لا سيما الدور الذي لعبه ترمب في تعبئة اليمين، ضد منافسيه السياسيين والجماعات اليسارية مثل: أنتيفا، وحركة حياة السود مهمة، الأمر الذي أسهم في إبراز ظهورهم.