الوصف
تسلط دراسة أحمد سلطان -باحث مصري متخصص في الإسلام السياسي- الضوء على جذور العلاقة ودوافع وآفاق ومستقبل تحالف جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة والجمهورية الإيرانية، وعمليات التعاون المشترك، وما تمخض عنها من تنظيمات وظيفية هجينة، جرى توجيهها لتحقيق أهداف هذا التحالف البراغماتي.
يجد الباحث أن الجذور الأيديولوجية المشتركة لجماعة الإخوان المسلمين وتنظيم قاعدة الجهاد، لعبت دورًا في تحقيق تقارب تكتيكي بين الطرفين، لا سيما في الفترة التي أعقبت سقوط الرئيس المصري السابق محمد مرسي، في يوليو (تموز) 2013. وجراء الحالة الحركية التي عاشتها الجماعة لاحقًا، سعت المجموعة الأكثر تشددًا داخلها المعروفة بـ«المجموعة القطبية/ جبهة المكتب العام» للتعاون مع التنظيم لمواجهة الخصوم المشتركين. ومع أن المساعي المشتركة للإخوان والقاعدة بقيت ضمن إطار سري للغاية، فإن شواهد عدة، كشفت عن تحالفهما الساعي لتحقيق أهدافهما المشتركة، وهو ما تلاقى مع توجهات الجمهورية الإيرانية، التي استخدمت علاقاتها الممتدة مع الطرفين لحثهما على الاستمرار في التنسيق الحركي، ووفرت لهما الدعم المالي واللوجيستي والمشورة اللازمة. تمثل العلاقات الحالية بين جبهة المكتب العام/ المجموعة القطبية داخل الإخوان المسلمين، وتنظيم القاعدة واحدة من النقاط شديدة التعقيد، نظرًا للطبيعة السرية التي يحرص الطرفان على إضفائها على تحركاتهما ولقاءاتهما التي تتم بين الحين والآخر.
يخلص الباحث إلى أن طهران تلعب دورًا في رعاية المجموعة القطبية عبر تقديم الدعم المالي واللوجيستي لها، وتسهيل لقاءاتها بقيادات القاعدة المتمتعين بإقامات داخل إيران، ولعل رعاية الأخيرة لهذا التحالف مرتبطة باستراتيجيتها الإقليمية القائمة على توظيف الجماعات والحركات الأيديولوجية، التي تنتهج العمل المسلح لتحقيق اختراق للمنطقة، والقيام بإزعاج خصومها بما يخدم مصالح نظام الولي الفقيه الإيراني. من المتوقع أن تستغل طهران رعايتها للإخوان والقاعدة في دفعهما للسعي لتحقيق أهداف تعظم مكاسب طهران الإقليمية، وتقلص مصالح خصومها المفترضين، وهو ما يشكل تهديدًا أمنيًا للإقليم العربي.