الإخوان في أوكرانيا.. مؤسساتهم وتاريخهم وواقعهم

45.00 د.إ

إيهاب نافع

التصنيف: الوسوم:

الوصف

يشير الباحث والإعلامي إيهاب نافع في دراسته إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تعد عنصراً فاعلاً وحاضراً في المشهد الأوكراني منذ ما يزيد عن ربع قرن، تمثل مسيرة ووجود كيانهم الرسمي ومظلتهم الكبرى مؤسسة «الرائد»، التي تعد الجناح الأوروبي لتنظيم الإخوان الدولي، والمظلة لنحو (20) جمعية اجتماعية، و(10) مراكز ثقافية إسلامية في أكبر المدن الأوكرانية، فضلاً عن رعاية المدارس الأسبوعية البالغ عددها (40) مدرسة، ورعاية أندية الشباب المسلم الثقافية والفكرية، وتسيير القوافل الدعوية. تقوم تلك النشاطات بدعم مباشر من التنظيم الدولي لجماعة الإخوان؛ وبالتعاون مع قياداته الدعوية وعلى رأسها يوسف القرضاوي، الذي زار المؤسسة، واستقبل القائمين عليها أكثر من مرة. وفِي كتاب «كبرى الحركات الإسلامية» لتوفيق الواعي، عضو مكتب الإرشاد لتنظيم الإخوان الدولي، ذكر أسماء (40) منظمة تمثل الإخوان وفكرهم في العالم، تتقدمها جمعية الرائد في أوكرانيا. وأنه لم يكن مستغرباً أن توظف «الرائد» في عملية الإيواء لبعض عناصر الجماعة الهاربين من مصر؛ ولا أن يتم ضبط أسلحة في أحد مقراتها، واضطرار الأمن الأوكراني لغلق بعض مقراتها خلال السنوات الماضية، ولجوء المؤسسة لحيلة تتمثل في تغيير اسم المؤسسة التي أخذت ملاحظات أمنية عليها، ووصل بها الأمر لممارسة تلك الحيلة مع اسمها هي إجمالاً، لتتحول من اتحاد المنظمات الاجتماعية والإسلامية «الرائد» إلى مجلس مسلمي أوكرانيا، لكن الأخطر من ذلك هو استغلال المؤسسة لظرف الحرب الأوكرانية في توسيع دائرة نفوذها وتأثيرها في الداخل الأوكراني، مع التناغم مع الاتجاه العام للتنظيم الدولي وموقفه من الحرب. لذا يبقى مهماً تعميق المعرفة بالجمعية، والتحولات التي مرت بها، والتوظيفات والأدوار المتعددة التي قامت بها خلال نحو ربع قرن من الزمان، وحتى اندلاع الحرب الأوكرانية- الروسية، ومسألة استغلالهم للحرب في عملية التمكين السياسي، والسعي لتوسيع حضورهم وانتشارهم في الوقت الراهن، سعيا لتحقيق مكاسب مستقبلية في مرحلة ما بعد الحرب، وهي إجمالاً تعد أنموذجًا للوجود الإخواني الفاعل في أوكرانيا، وشرق أوروبا ومؤسساتهم وتاريخهم وواقعهم.

تخرج الدراسة بجملة من النتائج: لعبت جماعة الإخوان عبر جمعية الرائد أو مجلس مسلمي أوكرانيا دوراً في التأثير على المجتمعات كافة في الداخل الأوكراني. وأن منظمة «الرائد» ومجلس مسلمي أوكرانيا تمتلك شبكة مؤثرة وواسعة ونافذة في عموم أوكرانيا يصعب تجاهلها. وأنها استغلت التغيرات السياسية في أوكرانيا كافة في التقرب بذكاء ودهاء من السلطة على اختلاف مسؤوليها؛ وهو ما ظهر جليًا في المظاهرات بميدان الاستقلال، وأزمة ضم القرم، وأزمة الحرب مع روسيا. كما تمتلك «الرائد» حسًا سياسيًا منطلقًا من انتماءاتها الإخوانية، إذ يجري توظيف الأزمات الإنسانية في صناعة حضور مؤثر. لافتًا إلى أن الأدوار التي تقوم بها «الرائد» تمثل امتدادًا واضحًا وجليًا للتنظيم الدولي في أوروبا. وأنها لا تزال تمتلك علاقة قوية مع كل من أطراف الأزمة في جماعة الإخوان الإرهابية على اختلاف توجهاتهم بذكاء سياسي واضح. ويرى الباحث أنها تؤسس لواقع سياسي جديد كليًا ما بعد حرب الروس، خاصة وأنه جرى توسيع دائرة النفوذ، والاقتراب من السلطة والأجهزة الأمنية والعسكرية.