الإخوان ومنظمات المجتمع المدني والعمل الأهلي: غطاء التمويل والتجنيد

45.00 د.إ

سامح إسماعيل

التصنيف: الوسوم:

الوصف

تناولت دراسة سامح إسماعيل -باحث ومحاضر في العلوم السياسية وفلسفة التاريخ، والمدير التنفيذي لمركز دال للأبحاث والإنتاج الإعلامي بالقاهرة- واقع التمدد الإخواني داخل منظومة العمل الأهلي والمدني في مصر، وتتبع مسارات هذا الاختراق الناعم، الذي جرى عن طريق استغلال تراجع دور الدولة، وتوظيف أموال التبرعات، ومداخيل البنية الاقتصادية للجماعة، من خلال تدويرها في أنشطة ريعيّة وتجارية، وإنفاق جزء من هامش الربح على العمل الخيري، كغطاء ووسيلة لتحقيق التمدّد الاجتماعي ومن ثمّ السياسي. وتتناول دراسته التي قسّمها إلى ستة أقسام: أولاً: الجمعيات الأهلية الدينية في مصر. ثانيًا: تمدّد الإخوان في حقل العمل الأهلي. ثالثًا: الإخوان والعمل الأهلي بعد 25 يناير (كانون الثاني) 2011. رابعًا: الجمعيات الأهلية وأزمة التمويل الأجنبي. خامسًا: الإخوان واستغلال الأزمة. سادسًا: مصير جمعيات الإخوان الأهلية بعد “ثورة 30 يونيو”.

يخلص الباحث إلى أن جماعة الإخوان حرصت على تقديم نسق من المساعدات الخيرية؛ يقوم على الاستثمار في الفقر، فهي من جهة حرصت على ابتزاز الفقراء بتقديم الإعانات لهم، ومن جهة أخرى حرصت على استمرار حالة الفقر هذه، وابتعدت عن إقامة أيّة مشروعات تنموية، يمكن من خلال تقديم قروض حسنة للتنمية، أو تأسيس تعاونيات تقضي وفق مخطط اقتصادي على حالة الفقر في القرى والنجوع، لتظل الحاجة دائمة ليد الجماعة، وتبقى المساومة كذلك دائمة؛ من أجل الحصول على أصوات الفقراء.

أهملت الجمعيات الإخوانية على مدار نشاطها لعقود، العمل في الحقل الثقافي والمعرفي؛ فلم تؤسس الجماعة جمعيات لرعاية المواهب وتنمية الإبداع، ولم تنشئ مكتبة عامّة أو مسرحًا للطفل، كما أنّها ركزت بشكل رئيس على قطاع الخدمات الذي يشرف عليه قسم البرّ، وهي بذلك أهملت حقلاً مهمًا من حقول القوى الناعمة؛ كان يمكن خلاله تكريس وجود التنظيم، لكنْ ربما يكون ذلك راجعًا إلى البنى المعرفية والأيديولوجية للإخوان؛ الرافضة للآداب والفنون، والمخاصمة للإبداع. وعلى الرغم من كثافة العمل الذي قام به الإخوان، عن طريق جمعياتهم الخيرية، وقطاع العمل المدني، ظلّ التأثير سطحيًا، حيث ارتبط بالمواسم الانتخابية، وبمساومات جرت عن طريق وسطاء؛ لابتزاز الفقراء، كأداة وظيفية لأجندة الجماعة، ولم تقم روابط إنسانيّة حقيقية، وفق أبسط آليات العمل الاجتماعي، بين الجماعة والحواضن الاجتماعية التي نشطت فيها، وهو ما تجلى أثره بوضوح، إبان ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013، حيث تخلى الجميع عن الجماعة، بعد أن انكشفت مخططاتها، فسقطت سقوطًا مدويًا، بعد وقت قصير من وصولها إلى السلطة، لم تستطع، بفعل تناقضاتها، أن تنعم بها طويلًا.