الوصف
يدرس محمد الأمين محمد الهادي -كاتب وباحث صومالي ونائب سابق في البرلمان الصومالي الانتقالي- الحركات الإسلاموية في الصومال وعلاقاتها القبلية، فجاءت دراسته في أربعة أقسام: أولاً: القبائل الصومالية؛ ثانيًا: القبلية في واقع الحركات الإسلاموية الصومالية؛ ثالثًا: المحاكم الإسلامية والقبيلة؛ رابعًا: شرعنة القبلية داخل الحركات الإسلاموية؛ مستعرضًا أوجه التنافس القبلي داخل الحركات الإسلاموية، ودور جماعة الدعوة والتبليغ والصوفية، وحضور حركة الشباب.
يخلص الباحث إلى أن الحركات الإسلاموية الصومالية، وإن كانت لا تعترف بالقبيلة رسميًا، بل وتزعم في أدبياتها أنها تسعى إلى إخراج الشعب الصومالي من عقلية قبلية، تنغمس في القبلية بنسب متفاوتة وطرق مختلفة. ويشير إلى أن الانقسامات التي تحدث بين الحركات الإسلاموية في غالبها ذات أساس قبلي. كما يرى أن الواقع الموجود في الصومال لا يسمح لهذه الحركات بالوجود خارج إطار اللعبة القبلية وتحالفاتها؛ حيث تستجيب هذه الحركات للواقع وتتعامل معها فتنجرف في هذا الواقع بالقدر الذي يناقض مبادئها الأساسية.
يرى الباحث أن هناك اختلافًا في ضرورات تأسيس هذه الحركات الإسلاموية عن ضرورات تأسيس الجبهات القبلية في التسعينيات. فالحركات الإسلاموية لم تؤسس في غالبها على الأقل من منطلق قبلي، وإنما حملها الواقع وتقلباته على التعامل معها، مما أدى إلى انحرافات عن أهدافها الحقيقية. بينما الجبهات القبلية، وإن حملت أسماء وطنية تأسست أصلًا من منطلق قبلي ولحماية مصالح القبيلة سياسيًا، وكان كل فرد من كل قبيلة يعرف ما هي الجبهة التي ينتمي إليها ويجب عليه دعمها.