الوصف
تناولت دراسة إيهاب نافع -باحث مصري متخصص في شؤون الجماعات المتطرفة والإرهاب- دور «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» منذ تأسيسه سنة 2004، في تبني أجندة الإخوان المسلمين، وترصد مواقفه وفتاواه التحريضية الخطيرة، ضد الدول ومؤسسة الأزهر والاستقرار بدءًا بأحداث 2010 حتى الوقت الراهن. ويقسم دراسته إلى خمسة أقسام: أولاً: مواقف الاتحاد من الأحداث في العالم العربي (ثورتا 25 يناير و30 يونيو في مصر، وموقف الاتحاد من الأحداث في تونس (2010-2023)، وموقف الاتحاد من الأزمة السورية، وموقف الاتحاد من الأزمة الليبية، وموقف الاتحاد من الجماعات الإرهابية. ثانيًا: الخلفية الأيديولوجية للاتحاد وفروعه وأزماتها. ثالثًا: توظيف الاتحاد للفتوى في خدمة أغراض الإخوان. رابعًا: الاتحاد وهيئات كبار العلماء. خامسًا: مستقبل العلاقة بين الاتحاد وجماعة الإخوان.
ويخلص إلى أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لعب، منذ تأسيسه قبل نحو عقدين من الزمان، دورًا بالغ الخطورة في التوظيف العلمائي لخدمة أيديولوجيا جماعة الإخوان، وبعضٍ من القوى الإقليمية والعربية التي تدعم وتتبنى ذات التوجه بما يخدم مصالحها، كما وظف الاتحاد دوره العلمائي الذي يفترض أنه لتبصير الأمة بصحيح دينها، وفق منهج وسطي يجمع الأمة ولا يفرقها، في إصدار فتاوى تخضع للهوى السياسي، وتخدم مواقف تخدم جماعات بعينها دونما تحقيق لقواعد فقهية ثابتة، ولا تأويل واضح وصحيح وثابت للنصوص الشرعية والثوابت الدينية، فالخروج على الحاكم واجب شرعي إذا كان ضد الإخوان ومواقف الجماعة من حكام مصر وتونس وليبيا، وهو ما بدا واضحًا إبّان ثورات الربيع العربي، بينما الخروج على الحاكم حرام إذا كان «إخوانيا»، ومواقف الاتحاد واضحة وجلية وصارخة في حال ثورة الثلاثين من يونيو (حزيران) حين تصدى الجيش والشعب معًا لحكم الإخوان وأسقطوا مرسي وجماعته في مصر، وليس الموقف من الحكومة التونسية ببعيد، فحين كانت الحكومة متعاونة مع حركة النهضة دعمها الاتحاد، وحين تصادمت معها كان الاصطفاف واضحًا.
ويرى أن محاولات الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وما على شاكلته من مؤسسات علمائية، استلاب الدور الديني المرجعي من المؤسسات الدينية والمجامع الفقهية الرصينة وصناعة مرجعيات شعبية، ما هي إلا مداخل لتوظيف تلك النوعية من المجالس وتكوينها وتشكيلها في الغرب استنادًا للتنوع الكبير في تجمعات الأقليات في الغرب، فضلًا عن عدم تدخل الحكومات هناك بشكل كبير في ضبط تلك الأمور، وهو استنساخ غير ملائم لمجتمعاتنا التي تمثل المؤسسات الدينية والمجامع الفقهية عمقًا تاريخيًّا كبيرًا يوازي عمق الإسلام في مجتمعاتنا العربية المسلمة.
إن من أخطر الأدوار التي لعبها الاتحاد، تلك العلاقة شديدة الخطورة بالجماعات التي ترتكب العنف وتنتهج الإرهاب، ويأتي في مقدمتها تنظيم القاعدة، والجماعات المتطرفة في سوريا وليبيا، فضلًا عن مباركته لانتهاج العنف في مواجهة الحكومات في بلدان عربية مختلفة. وإنه بات من الضروري التصدي لتلك النوعية من الهيئات والمؤسسات العلمائية التي ما زالت تمارس دورًا شديد الخطورة على سلامة المجتمعات والأوطان، بل ويسيء لدور العلماء في رأب صدع الأمة ولم شمل الأوطان.