الاستفادة من التجربة المغربية ضد الإرهاب: نماذج إفريقية وأوروبية

45.00 د.إ

سهام أبعير

التصنيف: الوسوم:

الوصف

أبرزت سهام أبعير -أكاديمية وباحثة مغربية في «مركز المغرب الأقصى للدراسات والأبحاث» بالرباط- في هذه الدراسة الاستراتيجية المغربية في مكافحة الإرهاب على المستويات الدينية والأمنية والمؤسساتية، وتطرّقت إلى الاستفادة الإفريقية والأوروبية من التجربة المغربية من الناحيتين الأمنية والدينية.

جاءت الدراسة في ثلاثة محاور: أولًا: عناصر الاستراتيجية المغربية في محاربة الإرهاب، ثانيًا: تصدير التجربة المغربية ضد الإرهاب إلى إفريقيا، ثالثًا: اعتماد التجربة المغربية ضد الإرهاب في أوروبا.

خلصت الباحثة إلى أن استراتيجية المغرب في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، أظهرت بأبعادها المتعددة والشاملة نجاحًا إلى حد كبير، وفق مقاربة وقائية واستباقية تجمع بين ما هو أمني يتقاطع فيه الاجتماعي والاقتصادي والتنموي، وبين ما هو ديني روحي يتعدى دور الزوايا والطرق الصوفية التربوي، إلى ما هو مؤسسي ممنهج، يجمع بين رمزية إمارة المؤمنين على المستوى والأوروبي، وبين عمل المؤسسات الدينية الرسمية للحفاظ على ثوابت الأمة وفق سياسة عابرة للحدود، ولضبط الحقل الديني عبر تدبير. وإن هذا النجاح جعل العديد من الشركاء الأفارقة والأوروبيين يعقدون مع المغرب اتفاقيات وبروتوكولات تعاون مشترك، ذات بعد أمني ومخابراتي وقضائي ومالي وسيبراني وديني للحد من ظاهرة الإرهاب. تعاون تلتقي فيه مصالح كل الأطراف، لحفظ أمن الحدود وتجفيف الإرهاب من منابعه، باعتباره يشكل تحديا أمنيًا عابرًا للحدود، خصوصًا في حوض المتوسط ودول غرب إفريقيا والساحل جنوب الصحراء، وإن كان الجانب المستفيد بشكل أكبر هو الجانب الأوروبي الذي نجح في تحويل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والتنموية لدول جنوب المتوسط، إلى مخاطر تهدد حدوده تقتضي حلولًا أمنية لمعالجتها. وترى أن استمرار ضبط الأجهزة الأمنية المغربية لخلايا إرهابية، وإلقاء القبض على عناصر تابعة لتنظيمات إرهابية أجنبية؛ وإن كان يأتي ضمن مقاربة أمنية استباقية ووقائية، لكنه يدل على محدودية التدابير الأخرى في تقليص تمدد الفكر المتشدد (الإصلاح الديني والبرامج التنموية)، مما يقتضي مراجعة لمختلف أبعاد الاستراتيجية ومقارباتها ودراسة النتائج والوقوف على الثغرات. وكذلك تجديد الخطاب الديني والانفتاح على تخصصات أخرى تعززه. وخلق فرص اقتصادية وتنموية تسهم في الإقلال من نسب البطالة لتحصين الشباب من الحركات الإرهابية، التي تنشط رقميًا وواقعيًا وتعيد هيكلة نفسها بعد انتكاستها في مناطق عديدة من العالم.