التراث الديني الصوفي في الجزائر وأعمال أحمد بن مصطفى العلاوي

45.00 د.إ

منتصر حمادة

التصنيف: الوسوم:

الوصف

تناولت دراسة منتصر حمادة -باحث مغربي- السياقات المتشعبة التي تقف وراء استعانة السلطات الجزائرية بالتراث الديني الصوفي، وتحديدًا أدبيات الشيخ أحمد بن مصطفى العلاوي (1934-1869)، على هامش الترويج لمشروع المصالحة الوطنية، بُعيد مرحلة الحرب الأهلية (2002-1992) التي مرت بها الجزائر في العقد الأخير من القرن الماضي. جاء هذا التناول في قسمين: أولًا: الأسئلة الجزائرية الغائبة في العودة إلى أعمال العلاوي؛ ثانيًا: المحدد الصوفي والسلم الوطني.

ويخلص إلى أنه يتضح من خلال الاشتغال على التأثير الإيجابي لأعمال الشيخ أحمد بن مصطفى العلاوي على مبادرات السلم الجزائرية، أن المسؤولين اضطروا للعودة إلى التراث الإسلامي الصوفي في سياق البحث عن محددات تغذي الجبهة الدينية الخاصة بمشروع «ميثاق السلم والمصالحة الوطنية»، على اعتبار أن هذا المشروع كان موزعًا على جبهات عدة، حقوقية وسياسية واجتماعية وغيرها.

تعرضت الأدبيات التراثية الصوفية في الجزائر، في التاريخ المعاصر، خصوصًا في حقبة ما بعد الاستقلال، للتهميش والحصار، مما ساهم في صعود المعضلة الإسلاموية فكانت سببًا مباشرًا ضمن أسباب أخرى، وراء الحرب الأهلية الجزائرية التي اصطلح عليها عالميًا بـــ«العشرية الدموية».

صحيح أنه غابت أسئلة عدة في سياق الاشتغال على أسباب العودة الرسمية والشعبية للتصوف في الجزائر، إضافة إلى وجود ممانعة دينية وبحثية تجاه التصوف، خطابًا وممارسةً، إلا أن هذه العودة المتأخرة للتصوف، ساهمت في إضفاء الشرعية على مبادرة السلم سالفة الذكر، كما ساهمت في رد الاعتبار لمكون تراثي إسلامي، لم يعرف عنه إجمالًا التورط في فتن وصراعات، لأنه يراهن على قضايا إصلاح الذات على الصعيد الفردي والمحلي، وقضايا المشترك الإنساني على الصعيد الإقليمي والدولي، وهذا أحد أهم أسباب العودة الجزائرية المتأخرة لأعمال الشيخ أحمد بن مصطفى العلاوي.