التربية الإخوانية في مرحلة الشتات والانقسام

45.00 د.إ

عماد عبد الحافظ

التصنيف: الوسوم:

الوصف

سعت دراسة عماد عبدالحافظ -عضو إخواني منشق وكاتب مصري- إلى التعرف على عملية صناعة الفرد داخل الجماعة؛ من خلال طريقة اختياره أولًا، ثم التعرف على المناهج التربوية التي يتم تدريسها والقناعات التي يتم ترسيخها من خلالها، وذلك بتتبع المراحل الزمنية المختلفة منذ نشأة الجماعة وحتى الآن، وركز على آليات التربية العسكرية للأفراد بعد سقوط الجماعة من الحكم عام 2013، ثم درس أثر الانقسامات الحاصلة من الناحية التربوية، وإمكانية تطور المناهج مستقبلًا، عقب الانقسامات المتتالية بين أجنحة التنظيم.

يخلص عبدالحافظ إلى أن ثبات الوسائل التي يتم بها صناعة الفرد، وثبات المناهج من حيث مضمونها وأهدافها وإن اختلفت ظاهريًا؛ أدى إلى حدوث ثبات في سمات الشخصية الإخوانية من الناحية الأفقية، حيث يتشابه الأفراد في الوقت ذاته في السمات الرئيسة، وكذلك من الناحية الرأسية حيث يتشابه الأفراد بالرغم من تعاقب الأجيال في الجماعة، وهذا أدى إلى عدم القدرة على تراكم الخبرات التي تساعد في الاستفادة من التجارب والأحداث، مما يجعل الجماعة تقع في الأخطاء ذاتها، وتتصرف بالطريقة ذاتها تجاه المواقف نفسها والأحداث المتشابهة والمتكررة. وأن الجماعة تخلق عقلًا مستقيلاً مليئًا بالمسلمات، فتنتج إنسانًا عاجزًا عن التفكير، مما يفقدها ثمار العقلية الناقدة المتبصرة التي لديها القدرة على إدرك الأمور، والدفع بالجماعة إلى الأمام، والقدرة على تعديل مسارها إذا انحرفت، وتقويمها إذا اعوجت، وإعادة بنائها إذا أخفقت.

ينتج عن أزمة غياب الفكر لدى الجماعة، ونظرة التقديس الخاصة بالبنا؛ أن الجماعة جَمُدت وتوقفت عند حدود البنا وآرائه، فاكتفت بما وصل له حتى ولو أصبح غير مناسب للواقع. أصبح الإخوان (جيتو) منعزلاً عن المجتمع، مما أورثهم استعلاءً، كما يجعل الخروج منه أمراً صعباً للغاية، كما أنه خلق أفرادًا متعصبين، يعتقدون أنهم أصحاب الحق المطلق. يترتب على كل ذلك دخول الجماعة في صدامات وأزمات متكررة، ويجعلها تعيش فجوة زمنية لا تستطيع أن ترى الواقع كما هو، ولكن تراه كما تتمناه، الأمر الذي يجعلها دائمًا جزءاً من مشكلة المجتمعات، بدلًا من أن تكون حلًا لها.