التربية على قيم المواطَنة في ألمانيا: الدرس الفلسفي

45.00 د.إ

عماد الدين إبراهيم عبدالرازق

التصنيف: الوسوم:

الوصف

ناقشت دراسة عماد الدين إبراهيم عبدالرازق -أكاديمي مصري، أستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة، رئيس قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة بني سويف في مصر- مفاهيم قيمية عن المواطنة العالمية، كانت محور أحاديث فلاسفة، مركزاً على ثلاثة نماذج: يورغن هابرماس (Jürgen Habermas)، وأكسيل هونيث (Axel Honneth)، وهانس يوناس (Hans Jonas) (1903-1993).

تناول الباحث في القسم الأول تنظيرات الفيلسوف أكسيل هونيث حول قيم المواطنة لا سيما الاعتراف والهوية، وفي القسم الثاني درس قيم المواطنة لدى يورغن هابرماس، وفي القسم الثالث درس قيم المواطنة عند هانس يوناس ورؤيته حول المواطنة ومسؤولية الأخلاق البيئية.

يخلص الباحث إلى أن قيمة المواطنة ارتبطت بمفهوم الاعتراف عند هونيث وتحقيق العدالة الاجتماعية بين الأفراد. لقد ندد بكل أشكال الظلم الاجتماعي، والازدراء والدونية وعدم تقدير الذات. فالعدالة الاجتماعية تتحقق عندما تسود المساواة بين أفراد البشر في الحقوق والواجبات، وعندما يشعر كل فرد بتقدير الآخرين لذاته واحترامه. فتقدير الذات والاعتراف بها من جانب الآخرين، يمثل اعترافاً ضمنياً بحقوق الفرد داخل المجتمع.

تصدرت المواطنة بوصفها قيمة كبيرة لا غنى عنها، في المجتمع المدني، في كتابات هابرماس السياسية والأخلاقية والاجتماعية. وما تفرع عنها من قيم كثيرة مثل: الحوار، والتواصل، والعقلانية، والفهم، والقانون، والديمقراطية الكونية، والقانون وغيرها. فالحوار وما يمثله من قيمة لا غنى عنها بين المشاركين في فعل الحوار، وكيف ارتبط هذا الحوار كقيمة من قيم المواطنة بالتواصل وتحقيق التفاهم بين الأطراف المشاركة في الحوار. دعا هابرماس في كتاباته السياسية إلى المواطنة العالمية أو الإنسانية التي تتجاوز الحدود الضيقة للشعب أو الأمة أو القومية، أي إلى الإنسانية عامة. أما أكسيل هونيث؛ فتصدر مفهوم الاعتراف مكانة مركزية في كتاباته الفلسفية، وهو يحقق التفاهم والانسجام داخل أفراد المجتمع. وما ارتبط به من قيم المواطنة مثل: المساواة، والاستقلال، والمشاركة.

طرح يوناس منحى مختلفاً عن سابقيه في التحليل الفلسفي لقيمة المواطنة، وما يتعلق بها من قيم المسؤولية والواجب. هذا المنحى الجديد يتمثل في الحفاظ على البيئة من خلال فلسفته الإيكولوجية التي تمثل صرخة تنديد في تجاوز وعدوان الإنسانية على البيئة، وتعدي حدود السيطرة على الطبيعة إلى انتهاك تلك الطبيعة. ومن هنا دعا إلى إحدى قيم المواطنة المهمة وهي إتيقا المسؤولية التي تتمثل في ضرورة حفاظ الإنسان على الطبيعة، لأن فيها حفاظاً على حياته، ليس هذا فقط بل حفاظ على حياة الأجيال المستقبلية. وهذا وجه الجدة في فلسفة هانس يوناس في تناول المواطنة وقيمها من خلال منظور جديد هو الفلسفة الإيكولوجية وإتيقا المسؤولية، التي تمثل إحدى القيم المرتبطة بالمواطنة.