التربية على قيم المواطَنة في العراق: قراءة في البرامج التربوية

45.00 د.إ

حسام الدين علي مجيد & وليد سالم محمد

التصنيف: الوسوم:

الوصف

تناولت دراسة حسام الدين علي مجيد -أستاذ العلوم السياسية في جامعة صلاح الدين (أربيل- العراق)- ووليد سالم محمد -أستاذ في كلية العلوم السياسية بجامعة الموصل- مناهج الدراسة والتدريب على المواطنة في العراق. حلل الباحثان البيانات المتعلّقة بقِيم الْمُوَاطَنَة ضمن المناهج التَربَوِيَّة للدراسة الابتدائية والمتوسطة والإعدادية في العراق عدا إقليم كردستان، وغطت الدراسة وجود (11) قيمة رئيسة تشتمل عليها الْمُوَاطَنَة بصفة عامة، وتتمثل هذه القيم في كل من: العدل والمساواة والحرية والحقوق والنزاهة والتسامح والمحاسبة والولاء للوطن والسلام والحفاظ على المال العام والتعاون.

جاءت الدراسة في قسمَين رئيسَين: يتمثل أولهما في الإطار العام للدراسة، حيث حاولا فيهِ تسليط الضوء على ماهيّة قيم المواطنة محل الدراسة، وأهميتها والكيفية التي تمَّ بموجبها استخراج البيانات ذات العلاقة. أما القسم الثاني فيشتمل على تحليل البيانات المتعلقة بقيم المواطنة ضمن المناهج التربوية للدراسة الابتدائية والمتوسطة والإعدادية في العراق.

خلصت الدراسة التي تضمنت جداول إحصائية غطت السنوات الدراسية المدرسية، إلى مجموعة من النتائج من بينها: أن الانخفاض الحاد في مستوى التركيز على قيم الْمُوَاطَنَة يعد سمة مهيمنة على المناهج الدراسية في العراق، بل إن بعض هذه القيم مثل العدل والتسامح والمحاسبة لم يرد ذكرها إلاّ في (17) موضعاً لكل منها من مجموع (1812) صفحة للدراسة الابتدائية، هذا نَاهِيكَ عن نسبها الإجماليّة المنخفضة للغاية التي تتراوح بين (1.06 و8.52%) على امتداد إجمالي (5459) صفحة للكتب المنهجية، مَحَل التحليل، والتي غطت التَّرْبِيَة الإسلامية، وكتاب القراءة العربيّة، وكتاب الاجتماعيّات، وقواعد اللغة العربيّة. لمِست الدراسة نقصاً حاداً في تناول قِيَم الْمُوَاطَنَة في المناهج التَربَوِيَّة العراقية، ولعل ذلك يعود إلى نقصٍ تربويّ في إدراك أهميّة تنشئة الطلاب على مبادئها.

يرى الباحثان أن التدريب على المواطنة يقتضي ممارستهُ أولاً في أوساط المُدرسين، ويُعدُّ هذا أمراً في غاية الأهمية. فالمدرس -شأنه شأن التلاميذ والطلبة- يحتاج إلى دوراتٍ متخصصة بشأن المواطنة، والوقوف على أبعادها القيمية بصورةٍ مُعمقة، وكذلك التدريب على كيفية تدريس القيم والمبادئ التي تشتمل عليها المناهج والمقرّرات الدراسية التي يقوم هو نفسهُ بتدريسها. فإذا كان المنهج الدراسي يعتريهِ النقص في جودتهِ العلمية، والمُدرس يفتقر إلى كفاءة التدريب بذاتهِ أو بغيره من الأسباب، فمن الصعوبة بمكان توليد هوية المواطنة في أوساط غير البالغين، ناهيك عن البالغين أنفسهم. فالبنيان لن يبلغ تمامهُ إذا كان البنَّاء نفسه مفتقراً إلى أدوات إتمام البناء، ولعلَّ من أهمها «كفاءتهُ الذاتية» والجودة النوعية للمناهج الدراسية.