التطرف الإسلاموي في السويد: تشريح ظاهرة مركبة

45.00 د.إ

سمير أمغار

التصنيف: الوسوم:

الوصف

تهدف دراسة سمير أمغار -عالم اجتماع في القضايا الإسلامية- إلى عرض بعض مناهج البحث لفهم الأسباب التي دفعت شابات في السويد إلى الانضمام إلى تنظيم داعش، طارحاً تساؤلات عدة: كيف يمكن لأولئك الشابات اللاتي ولدن وعشن في السويد، وهي دولة معروفة بتقدم مكانة المرأة فيها، أن تقررن اختيار منظمة تدافع عن عكس هذا الأمر؟ كيف يمكن أن نفسر أن الدوائر الدينية المتمايزة في كل شيء، من الشرق الأوسط إلى السويد، تطالب بالعبارات نفسها بمحتوى انتمائها إلى الدين الإسلامي؟ لماذا يدعو تنظيم داعش صراحة إلى العنف، وينجح في أن يكون له معنى عند الشابات المسلمات اللاتي ولدن وتعلمن في السويد، وهي دولة معروفة ومعترف بجودة حياتها وتسامحها بإزاء المسلمين، بما في ذلك الكثير من المتحولين إلى الإسلام حديثاً؟ وما سبب نجاح «داعش» مع بعض الشابات السويديات؟

يشير الباحث إلى أن مسارات هؤلاء النساء ليست استثنائية: فهي توضح بطريقة أنموذجية مصير كثير من الشباب من الجيل نفسه، من أصول مهاجرة مسلمة ترغب في «الدخول في الدين». يشكل هؤلاء الشباب السويديون فئة سكانية فرعية خاصة: فدراسة الانتماء الفاعل والنشط للدين الإسلامي والمشاركة في الإرهاب الإسلاموي، تجعل من الممكن اليوم فهم عدد مُعين من التحولات المهمة في العلاقة التي يقيمونها مع المؤسسات والمجتمع والسياسة.

يتوصل الباحث إلى نتيجة مفادها أن التحدي الذي يفرضه التطرف النسائي في السويد هائل، وخصوصاً حين يُطرح مع مسألة مستقبل الأطفال. وبالفعل، فإن إشكالية الأطفال، الذين سيصبحون «أشبال الخلافة»، مرتبطة ارتباطاً جوهرياً بقضية المرأة. أصبح هذا الأمر من قضايا الأمن القومي للبلاد التي لم تتردد في وضع سياسات عامة لمكافحة الإرهاب الإسلامي. ومع ذلك، فإن خطر التطرف ليس خاصاً بالنزعة الإسلاموية فحسب، بل هو أيضاً يخص اليمين المتطرف. وإن السويد في الواقع، تعاني بشكل خاص من المنظمات اليمينية المتطرفة، التي تتبنى خطاباً متوتراً تجاه الإسلام بعد أن جعلته قضيتها الأساسية.