التنافس الروسي-الغربي في الشرق الأوسط وأفريقيا وأوراسيا

45.00 د.إ

هند الضاوي

التصنيف: الوسوم:

الوصف

تشير الباحثة والصحفية المتخصصة بالشؤون السياسية والصراعات الإقليمية والدولية هند الضاوي في دراستها، إلى أن الصراع بين روسيا والمعسكر الغربي تحت قيادة الولايات المتحدة مر بمراحل عدة، منها ما كان في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا والقوقاز وحتى داخل أوروبا، ولكن هذا لا يتعارض مع أن المحطة الأوكرانية ذات خصوصية نادرة فرضتها الجغرافيا وصاغها التاريخ في مراحل سابقة.

حيث ترى أن محطة الصراع الأوكرانية- الروسية في مساراتها وتبعاتها تختلف عن كل ما سبق في العشر سنوات الماضية، على اعتبار أن سوء تقدير بسيطاً من أي طرف ربما يؤدي بسرعة كبيرة إلى حرب شاملة، لا يستبعد فيها استخدام السلاح النووي المدمر، فضلًا عن ما يرشح من استمرار الصراع، واعتماد الطرفين خيار الحرب بالوكالة، اعتمادًا على مرتزقة مُخَزَّنين في جبهات متعددة أبرزها الشرق الأوسط، وتتفوق أعدادهم على بعض الجيوش النظامية، مما يفرض تحديات كارثية على كل دول العالم. لافتة إلى أنه في أفريقيا -على سبيل المثال- يمكن أن يؤدي انشغال الدول الكبرى بالصراع الناشئ في شرق أوروبا إلى تمدد الإرهاب مرة أخرى، خصوصاً بعد ظهور لافت لعدد من الجماعات المتطرفة المرتبطة بتنظيمات إرهابية مثل «داعش» و«القاعدة» في دول الساحل والصحراء، كما أن تجميد جبهات الصراع في منطقة الشرق الأوسط «سوريا/ ليبيا/ اليمن» دون حلها بشكل جذري، يوفر تربة خصبة للجماعات المنفلتة والدول التي تدعمها للعودة مرة أخرى بشكل أكثر خطورة مقارنة بما حدث عام 2011، بالإضافة إلى أن استمرار الفوضى نتيجة الاضطرابات السياسية وتزعزع بنى الدولة في دول عربية عدة مثل السودان وتونس والعراق ولبنان، يمهد الطريق أمام عودة الإسلام السياسي بشقيه السني والشيعي للحكم والتحكم، مما يعيد سيناريو الأوضاع إلى المربع صفر، مع تولي حركة طالبان الحكم في أفغانستان واحتمالية عقد اتفاق نووي جديد مع إيران، يضمن دمجها ثانية في النظام الدولي، ويسمح لها بالاستفادة من أموالها المجمدة في الخارج، التي تقدر بمليارات الدولارات، قد تستخدمها في توسيع نفوذها وتمدد أذرعها، مما يتطلب إعادة سريعة لترتيب الملفات العربية، مع خلق محور شرق أوسطي غير تقليدي، قادر على ملء الفراغ الذي خلفه الانسحاب الأميركي والانشغال الروسي- الصيني، يصد محاولات اختراق دوائر الأمن القومي العربي المتوقعة من بعض القوى الإقليمية غير العربية أو عبر تنظيمات متطرفة تابعة لها.