الخديعة التلمسانية في مواجهة المراوغة القطبية: وهم الجناح الإصلاحي في جماعة الإخوان

45.00 د.إ

أحمد فؤاد

التصنيف: الوسوم:

الوصف

ناقشت دراسة أحمد فؤادباحث وصحافي استقصائي مصريالاتجاه السائد لدى عدد من دارسي الإسلام السياسي حول وجود جناحين في جماعة الإخوان المسلمين: الجناح الإرهابي المسلح والعنيف لتأثره بأيديولوجيا سيد قطب؛ ويمثل الجناح الثاني من يسمون بـ«الحمائم» المتأثرين بأيديولوجيا المرشد الإخواني الثالث عمر التلمساني الذي يروج لخيار العمل السياسي السلمي والإصلاحي.

تنقسم الدراسة إلى ثلاثة محاور رئيسة: جذور العنف في أدبيات ومرجعيات جماعة الإخوان من حسن البنا إلى سيد قطب؛ مناقشة أدلة بعض الباحثين وقيادات الجماعة حول «الإصلاحية التلمسانية»؛ وتأثير التلمسانية في عمل الجماعة والمكاسب التي حققتها في خديعة وجود جناح إصلاحي وسلمي. فجاءت دراسته في ثلاثة أقسام: أولاً: العنف والإرهاب من البنا إلى قطب. ثانيًا: مزاعم السلمية والإصلاح عند عمر التلمساني. ثالثًا: تأثير التلمسانية على عمل جماعة الإخوان.

تخلص الدراسة إلى أنه من خلال أدبيات حسن البنا وسيد قطب، تتضح استحالة تحول جماعة الإخوان –أو حتى تيار داخلي فيها– إلى العمل الإصلاحي والسلمي، لتنافي طبيعة ذلك العمل مع المبادئ المستقاة من أدبيات البنا –الذي أباح «الجهاد المسلح»– وقطب الذي أوجبه، وما اجتمعا عليه من إنكار الهوية الوطنية على الدول، ومحاولة إسباغ الثيوقراطية على كافة المجتمعات. لا يتعدى احتساب عمر التلمساني وتياره (التلمسانيون) على الإصلاحيين والسياسيين السلميين، كونه خللا في قراءة المشهد الذي نضح بتبجيل التلمساني للبنا دون نقد أو مراجعة، كما نضح بالاستماتة في تبرئة قطب بما يتنافى مع قول قطب عن نفسه وأدبياته. تشوش الرأي العام المصري والعربي والإسلامي بخطاب التلمساني البراغماتي، الذي دفعه إلى تجاهل وصايا البنا بخصوص رفض العمل الحزبي، عندما ظن –متسرعًا– ضرورة تحول الإخوان إلى حزب لاستكمال العمل السياسي. ولم تقترن مساعيه في تحويل الجماعة إلى حزب بقطع اتصالاته بالتنظيمات القطبية المسلحة، مما يثبت أن العلاقة بين القطبية والتلمسانية هي علاقة تكاملية لا تصادمية كما يظن البعض؛ إذ يعمل التيار التلمساني كجناح سياسي لمشروع الإسلام السياسي أو مشروع الإخوان العالمي، بينما يمثل التيار القطبي الجناح العسكري. تكامل التيارين أتاح لجماعة الإخوان تشويش الرأي العام، وخول لها تنوع الأساليب المحتمل أن تؤدي بهم إلى الحكم، ما بين الأسلوب السياسي الذي اكتسب زخمًا في تجربة نجم الدين أربكان، والأسلوب الانقلابي الذي ثبت الخميني على رأس السلطة في إيران.