الدراسات الأفريقية ودور الدين في أفريقيا: المسيحية أنموذجاً

45.00 د.إ

هالة ثابت

التصنيف: الوسوم:

الوصف

انطلقت دراسة هالة ثابت -أستاذة العلوم السياسية بجامعة زايد، الإمارات العربية المتحدة- من تحليل المناهج النظرية التي تناولت مفهوم الدين والدراسات الدينية في الغرب، ثم تنتقل لتحليل المناهج النظرية التي تناولت دراسة دور المسيحية في أفريقيا ما بعد الاستقلال، بالتطبيق على الدراسات الأكاديمية المنشورة في عينة من مراكز الدراسات الفرنسية والبريطانية والأميركية. وقد اختارت مجموعة اتجاهات اجتماعية: الاتجاه البنيوي الوظيفي، والاتجاه الصراعي، والاتجاه التفاعلي– الرمزي.

جاء اختيار الباحثة لعينة من الدراسات والمقالات المنشورة في المراكز الفرنسية والبريطانية حول دور الدين في القارة الأفريقية، نظراً للدور الذي لعبته القوتان أثناء الحقبة الاستعمارية في السيطرة والهيمنة على دول القارة. أما المراكز الأميركية، فنظراً للدور الذي لعبته القوى العظمى الإمبريالية في القارة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. بالإضافة إلى ما تمثله الدول الثلاث من خبرات دينية مختلفة: ففرنسا كاثوليكية تاريخياً، وهي أول دولة حديثة تعترف بها الكنيسة، وإن كانت اعتمدت العلمانية مذهباً للدولة منذ عام 1905. بينما لم تتبن المملكة المتحدة العلمانية، بل إن البروتستانتية هي دينها الرسمي، والملك هو الحاكم الأعلى للكنيسة. أما الولايات المتحدة فتُعد بروتستانتية إنجيلية وفقاً للأغلبية المسيحية فيها، ومنها ظهرت الحركة الخمسينية والكنائس السوداء، وكان لهما عميق الأثر في ظهور الكنائس الأفريقية المستقلة.

خلصت الباحثة في مقابلة للتوجهات التي اتبعتها مراكز الدراسات الأفريقية الفرنسية والبريطانية والأميركية في دراسة دور المسيحية في أفريقيا إلى نتائج عدة منها: تميز التوجه الفرنسي بالتركيز أكثر على تناول أداء الكنائس، ودورها الاجتماعي، وتوسعها؛ واعتمد التوجه البريطاني على دراسة دور المسيحية من منظور تخصصي (أنثروبولوجي، اجتماعي، تاريخي، أو سياسي). وإن كان التوجهان قد اعتمدا على دراسات الحالة بمعنى دراسة الموضوع ضمن السياق الذي يوجد فيه، ومقارنتها بحالات أخرى لدراسة أوجه التشابه والاختلاف بين الحالات. أما المراكز الأميركية، فتناولت دور المسيحية في أفريقيا من واقع المحتوى الأفريقي، وذلك في إطار المذهب الليبرالي والدفاع عن الحريات، ومنها ظهرت الجذور التي تلقفتها الكنائس الأفريقية المستقلة.