الوصف
تطرح دراسة العدد التي قدمها رضوان السيد -عميد كلية الدراسات العليا والبحث العلمي في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية في أبوظبي- ثلاث مسائل للنقاش: الأولى: عودة الدراسات القرآنية للازدهار بالجامعات الغربية في أنساقها ضمن كتب الكلاسيكيات، والثانية: “الصراع على هوية الدراسات الإسلامية” ومعناها ووظائفها بين الأكاديميين الأميركيين والأوروبيين؛ والثالثة: تجدد البحث في مسألة الاستشراق الغارب، وما بعده، إذ يبدأ زمن الدراسات الإسلامية.
يخلص رضوان السيد إلى أنّ قضيتي تطبيق الشريعة، وإقامة الدولة، شديدتا الخطورة لأنهما تفترضان تسييسًا كاملًا للإسلام، وتفترضان واجباتٍ دينية يكون على المسلمين القيام بها. ولا يمكن نسبة هذه الأمور والمسلَّمات إلى ردود الأفعال على المراجعين الجدد أو حتى على الاستشراق المكروه كراهةً تحريمية. بل هي ثقافة الأصالة التي تغلبت على ثقافة التقدم، وأفْضت من خلال أحزاب الإسلام السياسي إلى أطروحات الحاكمية وتطبيق الشريعة ومعاداة الدولة الوطنية. وقد جرت مكافحة الأصوليات في المجتمعات والدول ومناهج التعليم في المدارس. أما في الجامعات وكليات الشريعة فينبغي العمل عليها بجدٍّ مستفيدين من بحوث ورؤى الحضارة الجديدة في أعمال مبدعي ما بعد الاستشراق. لا يقرأ الجامعيون المسلمون كتب المراجعين حتى لو تُرجمت؛ لكنهم يتلقون تعليمًا تقع الأفهام الجديدة للشريعة في قلبه ولجهة نزعة التقنين، ومن التقنين إلى ضرورات التطبيق، وإلى تخليد الصراع بين الدين والدولة الحديثة. وهذه هي مسوِّغات أفكار وأُطروحات وضرورات إعادة البناء. ويرى أن ما بعد الاستشراق مجالٌ مفتوحٌ في الجامعات الغربية على دراساتٍ أُخرى للإسلام وحضارته، وللمسلمين وتاريخهم. ويكون علينا في الجامعات الإسلامية أن ننصرف لإعادة النظر في مناهج دراسات الدين ودراسات الحضارة باتجاه تغيير رؤية العالَم في هذا المجال الفكري والثقافي الشاسع.