الذكاء الاصطناعي: تكييفه الفقهي وضوابطه

45.00 د.إ

محمد العايدي

التصنيف: الوسوم:

الوصف

ناقش محمد العايدي -باحث أردني- في هذه الورقة مسألة تكييف الذكاء الاصطناعي في المجال الفقهي والأصولي، وتحديد شروطها وضوابطها. ويقسم دراسته إلى ثلاثة أقسام: أولاً: الذكاء الاصطناعي والاجتهاد الفقهي، ثانيًا: التكييف الفقهي للذكاء الاصطناعي، ثالثًا: ضوابط التعامل مع الذكاء الاصطناعي.

ويرى أنه يجب صياغة القواعد والضوابط الدينية والأخلاقية والإنسانية بقواعد كلية متفق عليها، بحيث مهما بلغ الذكاء الاصطناعي، وأينما وصلت هذه الثورة التكنولوجية، يبقى العمل بها مسموحًا في الأطر التي وضعت بما يتوافق مع الكرامة الإنسانية، وحفظ حقوق الناس وخصوصيتهم، ومنها:

أولاً: أن يراعي أي تطور في مجال الذكاء الاصطناعي حرمة الإنسان وكرامته، بحيث يبقى هو السيد في هذا العالم، وكما هو معلوم أن الإسلام كما هي بقية الأديان السماوية، جاءت لتؤكد هذه الحقيقة وهذه المكانة لبني البشر على غيرهم من المخلوقات، فقال تعالى: »ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلًا«، فالذهاب إلى تفضيل الآلة الصناعية مهما قدمت للإنسانية من خدمة على بني البشر، لا يجوز السماح به أو التعامل معه.

ثانيًا: أن يراعي التطور في مجال الذكاء الاصطناعي الخصوصيات، فلا يجوز السماح لهذه التكنولوجيا بالاعتداء على الخصوصية، فتؤثر خوارزميات “التصنيف وأتمتة عملية اتخاذ القرارات، وغيرها من تكنولوجيات التعلم الآلي الأخرى، على حق الأشخاص في الخصوصية والحقوق الأخرى، بما في ذلك الحقوق في الصحة والتعليم وحرية التنقل وحرية التجمع السلمي وتكوين الجمعيات وحرية التعبير”.

لافتًا إلى أن أنظمة الذكاء الاصطناعي أصبحت “تحدد من يحصل على الخدمات العامة، ومن يتمتع بفرصة الحصول على وظيفة، كما تؤثر بالطبع على نوع المعلومات التي يراها الناس ويمكنهم مشاركتها عبر الإنترنت”.

ثالثًا: أن يساعد الذكاء الاصطناعي في الإنتاج الاقتصادي والمعرفي والمجال الديني، أما في الإنتاج الاقتصادي: كتحسين إدارة الإنتاج والدخول في صناعة الأدوية، وتحفيز الطرق الابتكارية في تصنيع منتجات الصناعات المختلفة، وحماية كوكب الأرض من العوامل التي تؤثر على المناخ العالمي، كتقليل التلوث البيئي وحماية الموارد الطبيعية، والتقليل من الانبعاثات الحرارية، وغيرها. وأما في الجانب المعرفي، فيمكن أن يستفاد من الذكاء الاصطناعي في خلق ثقافة جديدة، لتأكيد المشترك الإنساني، والتخفيف من خطاب الكراهية والتمييز العنصري بين الناس، والانفتاح على الثقافات الأخرى بما يزيد من فرص السلام والأمن والتعايش بين الناس على اختلاف ثقافاتهم. وأما في الجانب الديني فيساعد في جوانب متعددة منها: جانب الفتاوى فيصنع ما يسمى بـ(الروبوت المفتي) بحيث يجيب عن الفتاوى العامة التي يكثر السؤال عنها، وتكون محدودة الإجابة وليس لها أبعاد إنسانية أو نفسية، بحيث هنا لا بد من مفتٍ إنسان يدرك الأبعاد النفسية للحالات الخاصة والاستثنائية. في نشر الدعوة الإسلامية التي تدعو إلى الفضيلة بالرحمة والمحبة لأكبر عدد ممكن من الناس في العالم وبلغات متعددة، وتعريفهم بالإسلام الوسطي المعتدل. المساعدة في القيام بالشعائر الدينية، كتوجيه المعتمرين في الحج والعمرة عن طريق الروبوت. رصد الأهلة وتحديد الشهور القمرية لبداية شهور العبادات، كشهر رمضان ويوم عرفة وأيام العيدين وغيرها بما قد يسمى (الروبوت الراصد) بحيث يبرمج على كيفية الرصد الفلكي والمعايير الشرعية التي لا بد من مراعاتها لرؤية الهلال. وكذا استخدامه في أمور الوعظ والإرشاد الديني بما يسمى (الروبوت الواعظ)، بحيث يراعي فن الإلقاء والتدريس ليكون مؤثرًا في المستمعين وفي مشاعرهم.

أما رابعًا: أن يخضع الذكاء الاصطناعي وتطويره ومراقبته إلى مرجعيات رسمية دولية مشتركة، بحيث لا يخرج عنه، مما قد يهدد الأمن والسلم العالميين.