الوصف
طرحت دراسة أحمد النحوي -باحث وأكاديمي موريتاني- علاقة انتشار التطرف في إفريقيا بالتطور الذي حصل في الذكاء الاصطناعي، فركّزت على كيفية استخدام التنظيمات المتطرفة مثل داعش والقاعدة وبوكو حرام، إياه في خدمة أجندتها التخريبية. أجرت الدراسة مجموعة من مقابلات مع عدد من الخبراء في النيجر، والمغرب، ونيجيريا، وجزر القمر، ومالي، وموريتانيا، والسنغال، وقد وُضع استبيان أجري مع عدد من الخبراء الذين التقى بهم الباحث خلال مؤتمرات عدة، انعقدت في نواكشوط، من ضمنها مؤتمر السيرة النبوية الذي يعقده التجمع الثقافي الإسلامي في موريتانيا وغرب إفريقيا، وكذلك المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم الذي يعقده منتدى أبو ظبي لتعزيز السلم. ويقسم الدراسة إلى ستة أقسام: أولاً: كيف انتشر الذكاء الاصطناعي في إفريقيا؟ ثانيًا: التطرف ومخاطره في إفريقيا، ثالثًا: الجماعات المتطرفة وتوظيف الذكاء الاصطناعي، رابعًا: الجماعات المتطرفة والتجنيد الافتراضي: المميِّزات التقنية، أرقامٌ وإحصائيات، خامسًا: الذكاء الاصطناعي والتطرف: دراسة ميدانية، سادسًا: التوصيات.
تخلص الدراسة إلى أن للذكاء الاصطناعي دورًا في نشر الدعاية للحركات المتطرفة، مما جعلها تنمو بسرعة عبر الاستفادة من وسائل أكثر تطورًا، مما ساعدها في تنفيذ مخططاتها الإرهابية.
على الحكومات الإفريقية التركيز على تحصين الشباب والأطفال والنساء من خطر هذه الحركات، ومن الأضرار السلبية للذكاء الاصطناعي الذي صار يقتحم كل بيت دون استئذان، وذلك بسن قوانين رادعة وعمل ميثاق أخلاقي، والقيام بحملات توعية كبيرة بمخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي، خصوصًا حين يتعلق الأمر بالممارسات ذات الطابع الديني. الذكاء الاصطناعي كالسلاح له حدان؛ يمكن استخدامه في خدمة الدول وبنائها وتطوير بنيتها التحتية، كما يمكن أن يكون سلاح تدمير ومعول هدم بيد الحركات المتطرفة.
لعب الذكاء الاصطناعي دورًا كبيرًا في تسهيل الكثير من أنشطة التنظيمات الإرهابية، وساهم في انتشارها. وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها مختلف الحكومات العالمية لمحاصرة هذه الحركات، لكنها تجد دومًا ثغرات في الذكاء الاصطناعي لبث أفكارها المتطرفة وتهديد أمن المجتمعات. وفي ضوء ذلك من المهم أن تبادر الحكومات الإفريقية، خصوصًا دول منطقة الساحل والصحراء، إلى وضع قوانين، وآليات فعالة، لمنع الحركات المتطرفة من استخدام وسائل الذكاء الاصطناعي لتحقيق مآربها وأهدافها الإرهابية.