الوصف
تناولت دراسة محمد بشاري -أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة- موضوع الذكاء الاصطناعي وسؤال الاخلاق، ويطرح إمكانات المواءمة بين حماية الكرامة الإنسانية، وتطويع الآلة والتقنية والإفادة منها، لا تطويع البشر وتجريدهم من إنسانيتهم ومعاييرهم. ينطلق الباحث من فرضية أن البحث والحوار المستمر في تشكيل مستقبل أخلاقي للذكاء الاصطناعي، يعتبر أحد الأساسات، ولكن في ضوء مجموعة الضوابط الأخلاقية التي تحددها التجارب الإنسانية. يقسم دراسته إلى قسمين يبحث فيهما: أولاً: في الحاجة إلى دراسة مسألة الذكاء الاصطناعي، وثانيًا: أهمية القيم الأخلاقية في التطور التكنولوجي، ويقف على مفهوم الأخلاق باعتبارها ميزة العقل الإنساني، ودور الأخلاق وآثارها في معاملاتنا اليومية الاجتماعية، وسؤال الأخلاق والذكاء الاصطناعي، ومفهوم الكرامة الإنسانية وصلته بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وأهمية العدالة والإنصاف والمساءلة في أنظمة الذكاء الاصطناعي.
يخلص في دراسته إلى أن الذكاء الاصطناعي وسيلة لا غاية، وهذا ما أثبتته القراءة المتمعنة، والمدارسة الدقيقة في زوايا الدلالات التي تتداخل معها مفاهيم الذكاء الاصطناعي، وخصائصه وقدراته، ووظائفه وتطبيقاته، والنظر في أنواعه ومراحل تطوره. كما أكدته ووثقته التطورات السريعة جدًا في هذا المجال، لا سيما بعد مقابلته والجانب الأخلاقي، فالتطور لم يقتصر على الجانب العملي المادي البحت، وبالتالي باتت هناك ضرورة ملحة لصناعة وتشييد استراتيجية محكمة، تضمن وتدفع بمزامنة أخلاقية في شتى الدساتير المؤسساتية العامدة للأخذ من إناء التكنولوجيا وذكائها المتسارع التطور، فهناك العديد من المؤسسات المؤهلة لتوجيه الذكاء الاصطناعي، بما يتلاقى ومفهوم الكرامة الإنسانية وصلته العميقة بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وبالأخص بعد أن وقف الإنسان محدقًا بأهمية العدالة والإنصاف والمساءلة في أنظمة الذكاء الاصطناعي، وما قد تحققه بالتزامها القيمي، من تفويت الفرص على التحديات والمشاكل قبل حدوثها.