الوصف
يدرس سامح إيجبتسون -باحث وأكاديمي متخصص في الحركات الإسلاموية في جامعة لوند بالسويد- ماهية علاقات الرابطة الإسلامية بالسويد بالإخوان المسلمين، ضمن أبعاد مختلفة منها التنظيمي، والأيديولوجي. ويبحث فيما إذا كانت هذه العلاقات أثرت في ممثلي الرابطة ونشاطهم السياسي في السويد. تقترح الدراسة تفسيرًا عن أسباب ظهور هذه الإشكالية، وعن كيفية وصول الرابطة إلى هذا الموقع الاستراتيجي وأسباب نجاحاتها وسيناريوهات المستقبل.
يستند الباحث في هذه الدراسة والأدلة المختارة إلى مصادر أولية موثوقة إعلامياً، ومواد من أرشيف السلطات والمنظمات السويدية، يخلص فيها إلى أن «الرابطة الإسلامية» وحلفاءها استغلوا الفراغ التمثيلي للمسلمين في السويد، بسبب عدم وجود مواطنين سويديين مسلمين منظمين، فقدمت نفسها كمنظمة تقدمية إصلاحية تعادي الاستعمار والإمبريالية، مما سهل لها الدخول في شبكات العلاقات السياسية الحزبية اليسارية. تزامن ذلك مع اتخاد قرار فصل الكنيسة عن الدولة، مما استوجب تعويض ومساعدة المؤسسات الدينية الأخرى التي ليس لها أصول مادية، كالتي ورثتها الكنيسة السويدية عن فترة التحام الكنيسة مع الدولة السويدية. كما سمحت الدولة منذ أوائل التسعينيات بإعطاء الجمعيات الدينية الحق في إدارة المدارس الحكومية، مما أعطى الرابطة إمكانات لإدارة ست مدارس تمول تمويلاً كاملاً من الأموال العامة.
يذكر الباحث أن الرابطة وأعضاءها تحقق مصالح وأرباحاً تساهم في توظيف أعضائها والصرف على أنشطتها. كما ساعدت هيئة التعليم الشعبي ومؤسسات الكنيسة السويدية، مؤسسة ابن رشد التي أنشأتها الرابطة للحصول على رخصة بالقيام بنشاط التعليم الشعبي، مما أعطاها إمكانات مادية ومعنوية للانتشار داخل المجتمعات المسلمة. يُنظر أيضاً إلى هيئة الإغاثة الإسلامية كأداة سياسية في البلاد التي يتم فيها صرف المعونات السويدية. هذا السياق السياسي والاجتماعي أعطى الرابطة ونشطاءها الفرصة للعمل بفاعلية كجزء من مجتمع ينادي بتعدد الثقافات بشكل مقبول، حتى بدأت تظهر ظواهر المجتمعات المتوازية التي أصبحت نقطة الخلاف والاستقطاب في الساحة السياسية في الوقت الحالي.