الشخصيات النسائية في القرآن الكريم: دراسة سِيَر الأعلام وتأثيرها

45.00 د.إ

كاهنة بهلول

التصنيف: الوسوم:

الوصف

سعت كاهنة بهلول (Kahina Bahloul) -باحثة وواعِظة وناشطة فرنسية، تخصصت في الإسلاميات في «المدرسة التطبيقية للدراسات العليا»- إلى تحليل الخطاب القرآني في ضوء ألسنية التلفظ و«دراسة سير أسماء الشخصيات»، وهنا تتناول الشخصيات النسائية الواردة في القرآن الكريم تحديداً، من خلال الكلمات والأسماء والألفاظ المستخدمة لتسميتها، من أجل فهم الدور والوظيفة الاجتماعية المنسوبة لها في المخيال الديني الجمعي في السياق الإسلامي من خلال النص القرآني. فبعد تقديمها تمهيد لدراسة سير الأسماء النسائية في القرآن الكريم، استعرضت حضور آدم وحواء فيه، وزوجة نوح وزوجة لوط، وسارة زوجة إبراهيم، وزوجة العزيز، وزوجة فرعون، وابنتي شيخ مدين حيث ستصبح إحداهما زوجة النبي موسى، وملكة سبأ، ومريم.

تخلص بهلول في تحليلها إلى أن هذه الشخصيات النسائية، وفي كل الأحوال، ما خلا السيدة مريم، جرت الإشارة إليها بكنيتها التي تشير إلى صلاتها مع الأنبياء كأزواج وأمهات أو أخوات. بيد أن هذه الصور المقدمة لا تقلل في شيء من فحوى خطاباتهن، ولا من مكانتهن كمتلفظات في المخطط السردي. فهذه الشخصيات النسائية تندرج في تشكيلات سردية مختلفة، فهن ذوات متلفظة، مُرسِلة أو مُتلقية (للخطاب). إنهن محاورات لله والأنبياء بوصفهن مُساعِدات أو معارضات لهم. وحال السيدة مريم، يسمح لنا بإعادة النظر في الموقع المهيمن للطابع الذكوري الحصري المنسوب للنبوة في مخيال التفسير القرآني والتقليد الإسلامي عموما. هذا، ويحمل حضور الشخصيات النسائية في الخطاب القرآني غنىً كثيراً مع أدوار متنوعة وعظيمة الأهمية، كما أشرنا سابقاً.

تؤكد الباحثة أن ما يُميّز الحضور النسائي في البنية التلفظية والسردية للنص القرآني، طابعه الكمي أكثر منه نوعياً. ففي الواقع، تحتل الشخصيات النسائية كل الأمكنة في مخطط فاعلي الحوادث في السرد، كما الشخصيات الذكورية، حتى من وجهة نظر «العلم الذي يهتم بدراسة قصة وتاريخ أسماء الشخصيات (الأعلام)». وتضيف أنه بالتأكيد، فإن عددهن ليس كبيراً كفاية كما الرجال ليتم ذكرهن، لكن لا شيء يشير لنا بوجوب استنباط مبدأ كوني، لأن السيدة مريم مذكورة بطريقة كمية ونوعية في القرآن الكريم. وترى أنه يمكن الاستنتاج أن عدم تسمية الشخصيات النسائية هذه بأسمائها في القرآن، يُنسب في نهاية الأمر، إلى السياق الاجتماعي –التاريخي للوحي القرآني، في مجتمع يسود فيه النظام والنمط الأبوي (البطريركي)، ولا يمكن، بأي حال من الأحوال، تفسير ذلك بأنه إرادة استبعاد أو الحط من شأن عنصر النساء.