الصوفية وتدبير الدولة للشأن الديني في المجتمع الجزائري

45.00 د.إ

يحيى بوزيدي

التصنيف: الوسوم:

الوصف

تناولت دراسة يحيى بوزيدي -باحث جزائري في المعهد الدولي للدراسات الإيرانية في الرياض- تفاعل الطرق الصوفية مع سياسات الدولة تجاه الدين والتدين في المجتمع الجزائري. جاءت الدراسة في أربعة أقسام: أولًا: الصوفية في المجتمع الجزائري.. من الهامش إلى المركز. ثانيًا: الصوفية والمؤسسة الرسمية بعد الاستقلال. ثالثًا: الصوفية والإسلامويون. رابعًا: الأزمة الأمنية وتغيير رؤية الدولة. خامسًا: نهاية الأزمة الأمنية.. الدولة وتمكين الصوفية. تحاول الإجابة عن الأسئلة الآتية: ما أهم التطورات التي مرت بها الطرق الصوفية في المجتمع الجزائري؟ وما علاقة الطرق الصوفية بالمؤسسة الدينية الرسمية في الجزائر؟ وما تأثيرات صعود الحركات الإسلاموية على موقع الطرق الصوفية في المؤسسة الدينية الرسمية والمجتمع الجزائري؟ وما تأثيرات الأزمة الدينية على الطرق الصوفية وعلاقتها بالدولة؟ وتسعى الدراسة إلى التحقق من فرضية «تزايد الفواعل الدينية في المجتمع الجزائري، نتيجة التطورات الحديثة، يدفع الدولة إلى مقاربات تقوض سيطرة الطرق الصوفية على نمط التدين التقليدي، وتدفعها لانتهاج استراتيجية متنوعة للحفاظ على مكانتها بين الدولة والمجتمع».

يخلص فيها إلى أن علاقة الطرق الصوفية بالدولة الجزائرية اتسمت بالامتثال للقانون، حتى عندما هدد مصالحها الاقتصادية بتأميم مواردها، وفي المراحل التالية كان هناك انسجام بين الطرفين، وعلى الرغم من عدم رضاها بتعامل الدولة مع المنافسين الدينيين الآخرين، فإنها أكثر تأييدًا لخيارات الدولة والمرجعية الدينية الجزائرية، خصوصًا في العقود الأخيرة التالية للأزمة الأمنية، وهي ترى نفسها مدخلًا لتعزيز الدولة سيطرتها الاجتماعية وأحد تمظهرات ذلك، بوصفها الوسيط الديني بين الطرفين، وأن الدولة في حاجة للسلطة الروحية للطرق الصوفية على المجتمع حتى يمتثل للدولة.

لا تعارض الطرق الصوفية المشاركة في مؤسسات الدولة؛ بل الأخيرة هي التي استبعدتها منها منذ الاستقلال، وترى الطرق الصوفية أنها الأحق بتولي المسؤولية في مختلف هياكل الدولة خاصة المؤسسة الدينية، وتحذر الدولة من إيكال تلك المسؤوليات الحساسة والخطيرة إلى فواعل دينية أخرى، لا تمتثل للدولة حقيقة ومطلقا كما تفعل هي. وتسعى الطرق الصوفية للسيطرة على كل المؤسسات الدينية وفي مقدمتها المساجد والمدارس القرآنية، التي تنافسها فيها الفواعل الأخرى كالإخوان والسلفية.

بالنسبة لمؤشر الشرعية الذي يتضمن قبول قواعد الدولة وسيطرتها الاجتماعية باعتبارها صالحة ومقبولة. فإن الطرق الصوفية تؤكد ذلك وترى أنها الأقدر على تسويق رؤية الدولة في المجتمع من المنظور الديني، فهي دائما تساند الدولة ولم تقف ضدها أو تدخل معها في مواجهة حتى لما استبعدتها، على عكس الفواعل الدينية الأخرى التي تقدم نفسها كبديل عن الدولة أحيانًا.