الصّوفية والإخوان في تونس.. حدود القطيعة والتواصل

45.00 د.إ

منذر بالضيافي

التصنيف: الوسوم:

الوصف

رصدت دراسة منذر بالضيافي -باحث تونسي متخصص في الحركات الإسلامية- حدود القطيعة والتواصل بين «الطرق الصوفية»، الممثلة للتدين الشَّعبي، وجماعة «إخوان تونس»، خصوصًا إثر العودة القوية لـ«الإخوان» لتصدر المشهد السياسي والمجتمعي، بعد ما عرف بـ«ثورات الربيع العربي»، التي انطلقت من تونس، وأفل حضورها بعد عشرية كاملة (2011–2021). عاد الباحث في إعداد هذه الدراسة إلى «المدونة التونسية»، في أبعادها ومنطلقاتها المختلفة (الحضارية، التاريخية، السوسيولوجية والأنثروبولوجية)، ففي ظلّ غياب الطّرف الصوفي، سواء في المناشط المجتمعية، أو من جهة الحضور الإعلامي والأدبي من حيث الكتابات والإنتاجات الفكرية، التي يمكن أن تعبّر عن مواقف هذه الطرق ومشايخها، من الأحداث المستجدّة في الواقع التونسي، خصوصًا المتصلة بالشأن الاجتماعي والسياسي، وأيضا في العلاقة مع بقية التيارات التي تقف معها، على أرضية فكرية وعقدية واحدة، ويقصد هنا تحديدا العلاقة مع تيار الإسلام السياسي، ممثلًا في جماعة «الإخوان» (حزب حركة «النهضة»). ويقسمها إلى خمسة أقسام: أولاً: التصوّف في تونس.. النشأة والدور. ثانيًا: الطرق الصوفية في تونس وانتشارها الجغرافي. ثالثًا: تحولات الصوفيّة التونسية. رابعًا: المتصوفة والسياسة: لعبة السير في الدّروب الوعرة. خامسًا: الطرق الصوفية والإخوان: التنافر والعداء. سادسًا: الصوفية والإخوان: حدود التواصل والقطيعة.

وخلص إلى أن الإسلام التقليدي والشعبي يتنافران مع الإسلام السياسي، على الرغم من وقوفهما على أرضية عقدية واحدة، وأن هذا التباين يعود إلى إرث الصراع بين «المتصوف» و«الفقيه»، الذي يعود إلى القرن الثاني للهجرة.

وعلى خلاف ما هو متداول فإن «الطرق الصوفية» لم تكن بعيدة عن الشأن السياسي، من جهة الدور أو التوظيف، مما يجعل صراعها لاحقًا مع تيار الإسلام السياسي (الإخوان) لا يخلوا مما يمكن أن نطلق عليه «الصراع حول المقدس» وأحقية أو «شرعية» تمثيله مجتمعيًا أو في علاقة بالسلطة السياسية. وإن كانت الطرق الصوفية -وعلى خلاف الإخوان- لم تشتغل مباشرة بالسياسة، لكن كان لها اشتغال خفي بالسياسة، سواء خلال حقبة المستعمر أو أثناء دولة الاستقلال، وأيضا في موقفها لاحقًا من تيار الإسلام السياسي، اشتغال انتهج خيارًا أقرب إلى «التقية» و«التخفي»، بعيدًا عن كل أشكال الصدام أو المواجهة خاصة مع السلطة الحاكمة. مستنتجًا أنّ العلاقة بالسياسة، سواء الوقوف موقف المعارضة أو الاصطفاف لخدمة السلطة السياسية القائمة، لم تكن غائبة عن الطرق الصوفية، التي كانت تتأثر بلحظتها التاريخية، وكانت تتعامل معها تبعا لمبدأ التقية، والمحافظة على الوجود والمزايا والمغانم.