الوصف
قدّمت سهير الشربيني –باحثة وأكاديمية مصرية متخصصة في العلوم السياسية- دراسة عن خريطة الجماعات الإرهابية في منطقة آسيا الوسطى: حركة طالبان ، تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، تنظيم القاعدة. ودرست علاقة طالبان بتنظيمي القاعدة وداعش، وتفاعلاتها وفرص التعاون والتنافس فيما بينهم.
وضعت الباحثة ثلاثة سيناريوهات ربما تحكم العلاقة بين طالبان والتنظيمات الإرهابية الأخرى في أفغانستان:
السيناريو الأول: تنازل طالبان لصالح التنظيمات الإرهابية.
السيناريو الثاني: توحيد طالبان الجهود في القضاء على داعش.
السيناريو الثالث: إبقاء طالبان علاقاتها سرية بالقاعدة ومحاولة احتواء داعش.
تشير الباحثة إلى أن أفغانستان تقف على مفترق طرق بعد سيطرة طالبان على كابل، وانسحاب القوات الأميركية نهائيًا من الأراضي الأفغانية، في ظل زيادة فرص صعود الجماعات المسلحة في أفغانستان، واحتمال عودة البلاد لتتصدر المشهد الإرهابي العالمي. وترى أن الطريقة التي ستختارها طالبان لإدارة الدولة سيكون لها بالغ الأثر على مستقبل الجماعات الإرهابية في أفغانستان، بل يتوقف عليها مستقبل الدولة بأكملها، وهو ما يضع الحركة أمام تحديات جمة قد تحد من قدرتها على التصدي للتهديدات الأمنية المحيطة بها. مشيرة إلى أن طالبان تحتفظ بعلاقات تاريخية مع القاعدة تجعلها غير قادرة على التضحية بحليفها، وتلتزم بتعهدات قد تخسر بها حلفاءها في حال قدمت تنازلات ضدهم وضد ثوابت أيديولوجية تؤمن بها، مما قد يعرضها إلى خطر الانشقاق. وعليه فإن فرص تنظيم داعش في التقدم وتنفيذ هجمات إرهابية في الغرب ربما تزداد، في ظل حالة التخبط التي تواجهها طالبان بين الالتزام بتعهداتها والثبات على مبادئها، ذلك التخبط الذي يفرض على القاعدة التقيد بمصلحة حليفها، أمام حركة واسعة اكتسبها تنظيم داعش بانسحاب القوات الأميركية من الأراضي الأفغانية.