القهر الاجتماعي والثورة في العراق بعد عام 2003

45.00 د.إ

محمد ذنون زينو الصائغ

التصنيف: الوسوم:

الوصف

يدرس محمد ذنون زينو الصائغ -باحث وأكاديمي عراقي- الثورات العراقية بعد عام 2003، ويخلص إلى أن دورة التظاهرات الاجتماعية العراقية غير المكتملة في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، أتت مختلفة لأنها تجاوزت الفئات الحزبية والسياسية والأيديولوجية كافة، وانطلقت شبابية هادئة. ينتمي هؤلاء الشباب من المحتجين للفئات العمرية من (16-28) سنة، وفي الغالب هم من الفئات المهمشة المظلومة التي تنتشر داخل الأحياء والأزقة الحضرية الفقيرة، فهذه المرة كانت مشاركة أطراف المدن الريفية البعيدة عن المركز ضعيفة، وليس لديهم قيادة على مستوى الخطاب أو التمويل أو الإعلام أو الرمز.

تدل المؤشرات -كما يلفت الباحث- على أن المدة بين عامي 2011 و2019 تميزت بظهور جيل من الشباب أكثر وطنية وعقلانية في فهم واستيعاب وسائل الديمقراطية بنحو (200) تظاهرة في كافة محافظات ومدن العراق، حدثت في تلك المدة، والبحث عن أشكال تظاهرات ووسائل جديدة للتعبير عن السخط والاحتجاج لم تكن مستعملة من قبل، فلم تعد الفواعل التقليدية الحزبية والدينية والقومية قادرة على أن تمثل لهم خيمة إصلاحية لعلاج الفساد والانحراف الذي تمارسه الأحزاب الحاكمة، وإنما راهنوا على الفاعل الشبابي غير المتحزب والعاطلين عن العمل، مستخدمين أساليب مختلفة تتمثل بالتظاهرات العفوية الشبابية، فضلاً عن الاعتصامات الخاصة بالخريجين والمفسوخة عقودهم مع الدولة، والمسيرات والوقفات الاحتجاجية. وعلى الرغم من اتحاد الهوية المذهبية والقومية لغالب المتظاهرين (العرب الشيعة) فإن أحداث الاحتجاجات السابقة كان يغلب عليها اتحاد الهوية والمناطقية السنية عدا العاصمة بغداد، وإن المحتجين من السنة والكرد استبطنوا خوفاً كبيراً من احتمالية اتهامهم بالإرهاب، أو محاولة الانفصال إذا ما شاركوا في احتجاجات تشرين.