الكتائب والأحزاب القومية الأوكرانية: التاريخ والأيديولوجيا والمخاطر

45.00 د.إ

أحمد لطفي دهشان

التصنيف: الوسوم:

الوصف

تناقش دراسة الباحث في التاريخ والعلاقات الدولية أحمد لطفي دهشان، الجذور القومية للأحزاب الأوكرانية الراهنة، وتطرح مزاعم اعتناقها للأفكار «النازية الجديدة»، وما الذي تؤمن به حقًا عبر برامجها وتصريحات قادتها وخلفياتهم ودوافعهم، ومخاطر تحالفها مع الجماعات الإسلاموية المسلحة المحلية، في بلدان ما بعد الاتحاد السوفيتي، ولماذا اتخذ الرئيس الشيشاني قرار الدخول بثقله مع قواته في الحرب الأوكرانية- الروسية.

ويخلص إلى أن التعاون بين المنظمات القومية الأوكرانية، والحركات القومية ذات الميول الإسلاموية بدأ منذ أربعينيات القرن الماضي، وعاد من جديد بعد تفكك الاتحاد السوڤيتي 1991، حين بادر القوميون الأوكرانيون بالقتال إلى جانب الشيشانيين. وضع القوميون الأوكرانيون منذ التسعينيات، نصب أعينهم قتال روسيا وحلفائها على كافة الجبهات كهدف استراتيجي لإضعاف نفوذها، وهو ما يقوي من مركزهم بالداخل الأوكراني، وقد اشتركوا في نزاعات ترانسنيستريا في مولدوفا، وأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية في جورجيا، والشيشان في روسيا. تمثل الشعارات التي تبدو «نازية»، وتحمل لغة «شوفينية»، لدى القوميين الأوكرانيين، استعدادًا للقتال أو تلقي المساعدة من أي طرف، بغض النظر عن عرقه ودينه، طالما أنه يشاطرهم الهدف نفسه، وهو مواجهة روسيا. تمثل الشيشان، نقطة مركزية أساسية في مشروع القوميين الأوكرانيين، وهو ما يفسر دخول الرئيس رمضان قديروف (Ramzan Kadyrov)، وقواته على خط المواجهة لدوافع خاصة بأمن الشيشان والمنطقة في المقام الأول، لا مجرد استجابة لطلب الرئيس بوتين كما يصور البعض. وتعني سيطرة القوميين على إقليم الدونباس، توفير قاعدة أمامية لفلول المتطرفين الشيشانيين للانطلاق منها نحو شمال القوقاز، وتخريب الاستقرار والرخاء الاقتصادي الذي تمتعت به المنطقة بفضل سياسات قديروف الأمنية والاقتصادية، كما أن الجماعات الشيشانية المتطرفة لديها مشروع مناقض تمامًا لمشروع قديروف، وحاولوا اغتياله أكثر من مرة، واغتالوا والده الرئيس الأسبق أحمد قديروف، وتعرض الكثير من الشيشانيين بسبب هجماتهم للقتل، ومنهم أقارب لمقاتلي قديروف الموجودون الآن في أوكرانيا. لذا هذه المعركة تهم قديروف ومستقبل الشيشان والمنطقة، ومستقبله السياسي قبل كل شيء، وهو معني بها أكثر من أي طرف آخر، وقراره بقتالهم في أوكرانيا يبدو خطوة استباقية صحيحة من الناحية الاستراتيجية.